اثر التتويج الباهر الذي حققه المنتخب الوطني لكرة القدم الجمعة الماضي في العاصمة السودانية الخرطوم باحرازه بطولة أمم افريقيا للاعبين المحليين أضحت تونس أول بلد افريقي ينجح في كسب جميع الألقاب القارية الممكنة. وجاءت بطولة أمم افريقيا للاعبين المحليين لتضع حدا لسوء الطالع الذي ظل يرافق الكرة التونسية في السنوات الأخيرة وتسجل انجازا غير مسبوق في تاريخ كرة القدم الافريقية بعدما استكملت جني كافة الألقاب الافريقية. فبعد ملحمة رادس 2004 عندما ظفر بكأس افريقيا للأمم على حساب نظيره المغربي 2 1 تمكن المنتخب التونسي من تدوين اسمه بحروف من ذهب في سجل مسابقة بطولة أمم افريقيا للاعبين المحليين باكتساحه انغولا بثلاثية نظيفة. ولئن حذا المنتخب الوطني بهذا التتويج حذو نظيره الكونغولي الديمقراطي الذي فاز بدوره بكأس أمم افريقيا 1968 و1974 وبطولة أمم افريقيا للاعبين المحليين 2009 فان كرة القدم التونسية تحظى بالافضلية باعتبارها الوحيدة التي تضم في خزائنها كل الكؤوس القارية الممكنة بفضل النجاحات المحققة على مستوى الأندية في كأس رابطة الابطال في النسخة القديمة النادي الافريقي 1991 والترجي الرياضي 1994 وفي الشكل الجديد النجم الساحلي 2007 وكأس افريقيا للأندية الفائزة بالكأس النادي البنزرتي 1988 والترجي الرياضي 1998 والنجم الساحلي 1997 و2003 وكأس الاتحاد في ثوبها القديم النجم الساحلي 1995 و1999 والترجي الرياضي 1997 والنادي الصفاقسي 1998 والحديث النجم الساحلي 2006 والنادي الصفاقسي 2007 و2008. كما تحصلت تونس على الكأس الافريقية الممتازة سنوات 1995 عن طريق الترجي الرياضي و1998 و2008 بواسطة النجم الساحلي إلى جانب الكأس الأفرواسيوية عامي 1992 النادي الافريقي و1995 الترجي الرياضي. وعلى المستوى الشخصي أصبح متوسط ميدان النجم الساحلي عادل الشاذلي أول لاعب تونسي وافريقة يفوز بكأس افريقيا للأمم وبطولة افريقيا للاعبين المحليين. وقد أعاد انجاز بطولة افريقيا للاعبين المحليين كرة القدم التونسية مجددا إلى الواجهة بعد سلسلة من الاخفاقات في السنوات الأخيرة المنتخب والأندية على حد السواء، فالمنتخب التونسي كان قد فوت بطريقة دراماتيكية في بطاقة عبوره لمونديال جنوب افريقيا 2010 بعدما تكبد خسارة مفاجئة أمام نظيره الموزمبيقي صفر 1 في الجولة الأخيرة من التصفيات مهديا بذلك ورقة الترشح إلى نيجيريا قبل ان يتابع عروضه المخيبة في نهائيات كأس أمم افريقيا انغولا 2010 بخروجه منذ الدور الأول. أما الأندية التونسية فقد عجزت خلال العامين الماضيين عن الظفر بأي لقب افريقي رغم بلوغ الترجي الرياضي والنادي الصفاقسي السنة الفارطة الدور النهائي لرابطة الابطال وكأس الاتحاد. ومن شان هذا التتويج في بطولة اللاعبين المحليين أن يمنح المنتخب الوطني دفعا معنويا هاما في طريق استعادة توازنه في تصفيات كأس أمم افريقيا 2012 وتدارك مشواره المتعثر إلى حد الآن في الاقصائيات وكذلك الأوندية التونسية لاستعادة موقعها الريادي على الصعيد القاري.