لا يمكن انكار كون النهضة تعيش مرحلة صعبة ان كان في علاقة برئيس الجمهورية أو نتيجة ما نسب اليها من امتلاكها لجهاز سر تصر عليه هيئة الدفاع عن البراهمي وبلعيد ومن ورائها الجبهة الشعبية. البعض هنا صار يتحدث عن مخطط أو سيناريو يعد للحركة تشارك فيه أطراف خارجية ومثل هذا الطرح لم يروج في الداخل فقط بل كتبت عنه وسائل اعلام خارجية . ورغم أن النهضة صعدت في موقفها في الأيام الأخيرة ردا على ما تراه استهدافا لها بسبب العجز عن مواجهتها بآليات الديمقراطية الا أنه في نفس الوقت تحس بصعوبة المرحلة والوضع ولا بد من التحرك. من هنا يمكن تفسير اللقاء الذي حصل بين رئيسها راشد الغنوشي ورئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي ورغم اعتراف النهضة بعقد هذا اللقاء ووصفته كونه ليس سريا بل غير معلن فهو لقاء للمصارحة و"فرش" الأوراق على الطاولة كما يقال فرئيس الجمهورية له مطالب من النهضة أهمها اصراره على اعفاء الشاهد من رئاسة الحكومة . هذا المطلب قبل أسابيع قليلة كان مرفوضا لكن مع تغير الأوضاع والتوازنات فانه من الوارد مناقشته فالنهضة حزب سياسي والحزب له حساباته التي تجمع بين التنازلات والتصعيد في المطالب لكن المهم هو تحديد توقيت كلا منها. السؤال هنا: هل أن النهضة مستعدة للتضحية بالشاهد لتخفيف الضغط عنها ؟ محمد عبد المؤمن