كان من المفترض أن يكون حزب نداء تونس هو الأكثر اصرارا على بقاء يوسف الشاهد كرئيس للحكومة باعتبار أنه أحد قياداته وهو مرشحه لهذا المنصب لكن ما حصل خلاف هذا تماما حيث أن النداء بات الطرف الأكثر اصرارا لكن ليس على التمسك بالشاهد بل مطالبة بعزله .لكن في مقابل هذا نجد أن حركة النهضة مصرة وتقاوم بل وتخوض معركة "كسر عظم" من يستسلم أولا ويتراجع عن موقفه وعنوان هذه المعركة هي دعم يوسف الشاهد وبقائه في منصبه: السؤال هنا: لماذا تصر النهضة على بقاء الشاهد وتدخل في خلاف مع النداء ومع الاتحاد العام التونسي للشغل من أجله؟ جواب هذا السؤال له وجهان الأول موضوعي والثاني مباشر .
البحث عن الاستقرار
أولا علينا ان ندرك كون حركة النهضة عندما فازت في الانتخابات البلدية فإنها وصلت لهذه النتيجة بفضل تكتيكها المدروس وتماسكها وحسن هيكلتها بالتالي فهي تدرس أي قرار أو موقف تتخذه جيدا قبل اصدراه. هذا الأمر ينطبق على موقفها من تغيير الحكومة بما في ذلك الشاهد فهي تدرك أن تغيير كامل الحكومة ستكون له تبعات منها دستورية ومنها ميدانية وهو ما قد يدخل البلاد في حالة فراغ وعدم استقرار قد تؤثر على تحديد موعد الانتخابات القادمة التي تراهن عليها لفرض نفسها كقوة لا تنافس بما في ذلك مع نداء تونس. من هنا فان حركة النهضة تفضل بقاء الوضع كما هو وعدم المغامرة بسيناريو ليس مضمونا خاصة وأن النهضة تخشى دائما ما هو ليس مضمونا. الأمر الآخر أن النهضة تدرك جيدا أن ادخال تحوير في الحكومة حاليا مع بقاء الشاهد سيمكنها من فرض كلمتها كأول قوة برلمانية وأيضا شعبية وهو ما فرضته الانتخابات الاخيرة.
أسباب مباشرة لكن الى جانب هذا فهناك أسباب مباشرة أي مرتبطة بحسابات النهضة القريبة وحتى المتوسطة فهي تدرك أن بقاء الشاهد بعد أن فرضت هي ذلك معناه أنه سيكون ان صحت العبارة طبعا" نهضاويا " أكثر مما هو ندائي خاصة وأن حزبه تخلى عنه. بالتالي فهذا سيخدمها في التعيينات والقرارات .لكن مع هذا هناك سبب آخر وهو ان تمسك النهضة بالشاهد كطرف وحيد تقريبا معناه أن الأطراف الأخرى ستدخل معها في مفاوضات لإقناعها بالعدول عن موقفها وهو ما يعني أنها ستطلب تنازلات سيكون الأطراف الأخرى مطالبة بتقديمها مكرهة.