الخسوف كما يُعرّفه العلماء هو حالة طبيعية فلكية تكون فيها الأرض بين الشمس والقمر فتحجب عنها نورها، وقد خسفت القمر في الليلة الفاصلة بين يومي الأحد والاثنين والغريب في الامر أننا لم نسمع ولم نعلم أن أحدا من المسلمين التونسيين تكلم او خطب فتذكر وذكرنا بحديث نبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين الذي يؤكد صدق نبوته وعمق وشمول رسالته، وهو الامر الذي ينكره في حقه الجاهلون وما لا يراه في شأنه المبطلون، فقد جاء في صحيح البخاري عن المغيرة بن شعبة ان الشمس قد كسفت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مات ابنه ابراهيم فقال الناس كسفت الشمس لموت ابراهيم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الشمس والقمر لا ينكسفان لموت احد ولا لحياته فاذا رأيتم فصلوا وادعوا الله) فهل كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو صدق في هذا التفسير وذا التعليل يا من تطعنون في رسالته ويا من تكذبون بصدقه من غير دليل ولا وجه من وجوه النزاهة ولا من وجوه الحق؟ وهل تأكدتم ان الرسول لو كان كاذبا في نبوته كما تقولون وكما تدعون وكما تروجون لرضي بقول وتفسير قومه للكسوف واعتبره مدحا لذاته وشرفا لنفسه يتنافس عليهما الناس ويتسابقون؟ وهل كذب الإمام البخاري رضي الله عنه أم صدق في الأحاديث التي ذكرها ورواها في جامعه الصحيح يا من رفعتم أصواتكم منهالين عليه اليوم بالقدح والذم والتوبيخ والتجريح؟ وهل تعلمون ايها المنتقدون الجارحون الخراصون أن الأحاديث التي رواها البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجال الاعجاز العلمي النبوي كثيرة قد اثبت صدقها العلماء بتفاصيل دقيقة مدهشة مثيرة؟ واذا كنتم قد وجدتم من اليسر أن تطعنوا في شهادة علماء الحديث السابقين الذين أكدوا صدق أحاديث صحيح البخاري معتمدين على علم التجريح والتعديل فهل تستطيعون أن تنكروا بحوث العلماء الذين كدوا صدق أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي تلقى علمه عن خالق الأرض وخالق السماء؟ فهل ستسلمون وتستسلمون لما قد ثبت صدقه بالدليل الواضح الموزون؟ وهل ستقرؤون وتفكرون في قول الله تعالى لرسوله وهو العلي الأكبر(انا اعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر ان شانئك هو الأبتر) وهل بعد هذا الكلام الإلاهي كلام وهل بعد هذه البشرى تبشير يا أولي النهى والعقول والتفكير؟