على إثر المباراة التي خاضها النّادي الرياضي الصفاقسي ضدّ نادي إينوغو رايندجرز النّيجيري مساء يوم أمس الأوّل الأربعاء عمّ الاستياء في أوساط الجمهور العريض للأبيض والأسود بسبب جنوح جانب من الأحبّاء إلى المسّ من كرامة بعض لاعبي فريقهم واستفزازهم وشتم آبائهم وأمّهاتهم وإطلاق صافرات الاستهجان كلّما كانت الكرة بحوزتهم خلال المباراة المذكورة. قائد الفريق أشرف الزواغي كان أكثر اللّاعبين عرضة لهذه التّصرّفات وخاض المباراة تحت ضغط رهيب – وهو ما جعله يعيش كابوسا لم يسبق له أن عاش مثله في مسيرته منذ أن كان ينشط في الأصناف الشّابّة للسّي آس آس... ورغم انهيار معنوياته وفقدانه للتّركيز بسبب تصرّفات فئة غير مسؤولة من الجمهور وشعوره بالظّلم داخل أسرته تحلّى الزواغي بضبط النّفس وواصل اللّعب إلى آخر لحظة من المباراة واستمات في الدّفاع عن ألوان فريقه إلى غاية إعلان الحكم عن نهاية المواجهة. لو صدرت مثل تلك التّصرّفات عن جمهور أحد الأندية المنافسة لاعتبرها اللّاعب أمرا عاديّا ولما حزّت في نفسه... أم أن تكون مستهدفا من قبل جمهور ناديك فهذا أمر مختلف ويعتبر طعنة في الظّهر واستهدافا للفريق في حدّ ذاته وفيه حطّ من المعنويّات وإحباط للعزائم. الغريب في الأمر أنّ الجمهور العريض للنّادي الرياضي الصفاقسي هو الذي طالب بعودة الظّهير الأيسر أشرف الزواغي إلى الفريق إثر انتقال اللّاعب علي المعلول إلى الأهلي المصري. وكانت الغالبية السّاحقة من أحبّاء الأبيض والأسود مؤمنة بقيمة الزواغي الفنّية وبقدرته على تقديم الإضافة خاصّة بعد نجاحه في التّجارب التي خاضها ضمن أندية أخرى مثل اتّحاد بنقردان ومستقبل قابس. صحيح أنّ أداء اللّاعب أشرف الزواغي لم يكن مستقرّا في المباريات التي خاضها ضمن السّي آس آس لكنّ ذلك لا يجب أن يكون تعلّة لاستهدافه بمثل تلك الطّريقة القاسية والمرفوضة خاصّة وأنّ الفريق يبقى في حاجة إلى خدماته وليس هناك في الصّورة بديل مناسب في انتظار عودة المدافع المصاب محمّد علي الجويني إلى أجواء المباريات في نهاية شهر مارس القادم. لا شكّ أنّ ما أقدمت عليه تلك الفئة القليلة من جمهور النّادي الرياضي الصفاقسي يتنافى مع مصلحة الفريق ويؤثّر سلبيّا على تركيز اللّاعبين وعلى أدائهم في المباريات وبإمكانه أن يحول دون تحقيق النّجاح في موسم يريده أحبّاء النّادي أن يكون موسم تجديد العهد مع الألقاب. في الختام لا بدّ من التّنويه والإشادة بالموقف البنّاء لجانب هامّ من أحبّاء نادي عاصمة الجنوب الذين عبّروا على شبكات التّواصل الاجتماعي عن تعاطفهم مع اللّاعب أشرف الزواغي ولم ىيخفوا استنكارهم لاستهدافه أو استهداف غيره من اللّاعبين... هؤلاء الأحبّاء الغيورين على ناديهم أطلقوا صيحة فزع داعين الجماهير إلى الكفّ عن التّصرّفات الهدّامة التي بإمكانها أن تقف حجر عثرة أمام طموحات عشّاق الأبيض والأسود في رؤية فريقهم متوّجا بالألقاب بعد أن صام عنها منذ سنة 2013.