لا يسعنا في مثل هذا الخطب الجلل إلاّ التوجه للمولى العلّي القدير أن يتغمّد شاعرتنا سنية بوقديدة بالرحمة الواسعة و يجعل مثواها الجنّة و بالمناسبة أذكر أنّي عرفت سنية بوقديدة كصديقة مثقفة لأكتشف فيما بعد و أنّها شاعرة كبيرة و لكن متواضعة إلى حدّ انكار صفة الشاعرة عليها حيث في أحد الحوارات معها توجهت لها بسؤال حول قيمة ما تكتبه من قصائد مستدلا بقصيدة أرسلتها لي و كانت بعنوان " هواء ماكر" تقول بعض كلماتها " بين الشرفة و الشرفة هواء لعوب هواء فضولي و ماكر لأنّه لا ينقل الآهات و لا يأبه بلوعة العشاق بين الشرفتين هو قاس لا ينقل التأوهات ...." إلى درجة لم تتحملها الأوراق "و كان جوابها على سؤالي السابق " أنا أخربش فقط و أصور ما لم أقدر أن أصوره في الواقع و التقط بعض المشاهد و أغزلها فهي المتنفس لنا " و عندما سألتها منذ متى بدأت حكايتك مع الشعر فكان جوابها بذكر حادثة تقول فيها " "و اذكر انني في السنة الثالثة ثانوي احلت على مجلس الأقسام لأنني في احدى الحصص لم أكن اواكب الدرس بل كنت اكتب قصيدة في الحب ههههههههههههههههه" و في نفس الحوار سألتها و لكني عرفتك أيضا بالإذاعة و التلفزة فكان ردّها " غادرت التلفزة منذ سنة 2000 لأسباب شخصية و قد عملت مع المرحوم نورالدين شوشان و عبد الرزاق الحمامي و المنصف كاتب و محمد النجار و ذلك زمن كانت التلفزة بجد تلفزة مضيفة و هذا الكلام ليس للنشر حاليا بل هو بوح لصديق كما بيّنت لي و أنّه كانت لها تجربة بسنتين في أحد القنوات التلفزية العربية و لكن مشاغل الزواج و الأبناء و البيت حالت دون ذلك ؟ عندها سألتها إذن أنت خيّرت المكوث بالبيت؟ فأجابت " لا لم أخلق للمكوث بالبيت و انتظار سي السيد بل أعمل حاليا مع إخوتي في تسيير بعض الأعمال التجارية" و ختمتنا حوارنا بسؤال مفاده كيف نختم هذا الحوار؟ فقالت للعلم أنا درست بداية الحقوق و أنا إعلامية سابقة لمن لا يعرفني و عملت بالإذاعة و التلفزة كمساعدة انتاج و ممثلة و مشرفة على الملابس للممثلين و أيضا أنا امرأة دوما حالمة، تحلق بأفق خيالها يعيدا و تلتقط الصور الجميلة العادية التي يمرّ عليها الانسان العادي بدون أن ينتبه إليها" رحم اللّه شاعرتنا سنية بوقديدة و أسكنها فراديس جنانه و إنّا للّه و إنّا إليه راجعون...