"مع صعود أخيه إلى الرئاسة عام 1999 صعد هو الآخر لمنصب المستشار، لكن صلاحياته تخطت واجبات منصبه، حتى أصبح هو من يعطي الأوامر لتسيير أمور البلاد".. هكذا تتحدث المعارضة الجزائرية عن سعيد بوتفليقة شقيق الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. ورغم ابتعاده عن وسائل الإعلام، ينظر الشارع الجزائري إلى سعيد بوتفليقة، باعتباره صاحب النفوذ الكبير، والشخصية الأقرب إلى الرئيس الجزائري الذي تثبتت أركان حكمه، خاصة بعد مرضه، بفضل أخيه. كان سعيد يظهر بانتظام في المناسبات الرسمية والانتخابات بجوار شقيقه، لكن مع تدهور الحالة الصحية للرئيس، رجحت المعارضة أن بوتفليقة الأصغر (61 عاما) هو من يقف وراء قرارات تعيينات وإقالات المسؤولين، وحتى في مفاوضات مع مرشحين للرئاسة. مصير مجهول؟ وتصرّ المعارضة الجزائرية بأن صلاحيات المستشار تتداخل مع صلاحيات الأخ، ليصبح سعيد بوتفليقة، في نظرهم، الحاكم الفعلي للبلاد. وتأصلت "نظرة الرئيس الفعلي" بعدما نسب جزائريون للأخ المستشار الفضل في إعادة انتخاب الرئيس في 2009 و2014. لكن هل المعارضة تمتلك دليلا على ذلك؟ يرد أحد المعارضين بالقول: "لا دلائل مادية أمامنا، لكن الواقع يؤكد أنه الرئيس الفعلي للبلاد، بعد رحيل بوتفليقة ستنفتح هذه الملفات وستنكشف الحقيقة". وتابع: "القرارات التي تخرج من الرئاسة تصدر بتوقيع بوتفليقة، واللجنة المشرفة على الانتخابات والمجلس الدستوري أيضا يصدران قرارتهما بشكل مستقل، لكننا نعرف أنه هو المسؤول الحقيقي". وأشار رئيس حزب الفجر الجديد إلى أن مصير سعيد بوتفليقة، الذي لا يزال يتقاضى راتبه كأستاذ جامعي أيضا، ومن حوله من جماعات مستفيدة من الفساد سيظل مجهولا.