سؤال متداول بكثرة عند التونسيات و التونسيين على مختلف مشاربهم و مستوياتهم العلمية و الثقافية و المادية . سؤال يعبر عن حيرة و ان شئنا درجة متقدمة من الياس و انعدام الثقة في الطبقة السياسية برمتها حكما و معارضة . سؤال يؤكد من ناحية أخرى عند بعض الافراد، تغلغل عقلية الشخص أو الحزب المنقذ ، القادر على تغيير الاوضاع سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية بين ليلة و ضحاها ، متجاهلين أو متغافلين في نفس الوقت عن تجارب دول ديموقراطية و ما استهلكته من سنين و عقود في سبيل تطور تدريجي و بغض النظر عما من يحكم و من يعارض ، بل في إطار جدلية بين نخبة واعية و عموم شيء كريم ، يرتقي اثرها وعي الأخير و يصبح قادرا و مؤهلا لافراز طبقة سياسية تقدم له ما ينتظره من اضافات و انجازات ، اؤكد له من جديد انها لا تاتي من فراغ أو في لمح البصر . نعم ، كيفما تكونوا يولى عليكم و كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته و متى بدأ كل فرد منا بمراجعة نفسه و محاولة الارتقاء بفهمه ووعيه و اسلوبه كلما كبرت حظوظ الوطن في الحصول على قيادة سياسية أفضل و انجع و العكس بالعكس . ليس اشكالا في ان يحكم اليمين أو اليسار أو الوسط ما دمنا في صلب نظام ديموقراطي يضمن حقوق و تواجد معارضة قوية و شرسة ان لزم الأمر و لكني ، أعيد و اكرر ان المشكل الأساسي و الخطير في تونس اليوم ، هو ما نعيشه من صراع وجودي بين احزاب سياسية رئيسية ، كان المفروض بها ان تتنافس على برامج و افكار و رؤى متى نجحنا في تطبيع الحياة السياسية عبر جملة من الشروط الضرورية و التي لا غنى عنها و على رأسها تحييد الدين عن التجاذبات و الصراعات السياسية . اذا ، اخي المواطن ، اختي المواطن ، لا تحلمن كثيرا بمئالات الانتخابات الرئيسية و التشريعية القادمة ، رغم ما ستسمعه من وعود و خطابات رنانة ، لكن عليك في كل الاحوال و علاوة على البدء بنفسك ، ان تدعم و تحمي تجربتنا الديموقراطية الرائدة و الفتية عبر المشاركة بكثافة في العملية الانتخابية ،و تاكد في الأخير ان اختيارك مهما كان فلن يشكل انفراجا حينيا و لا كارثة أو مصيبة للوطن .