إنّ اتّباع الصهاينة لسياسة هدم المنازل على رؤوس ساكنيها و تدميرها تدميرا كلّيا يعدّ ضربا من ضروب العقوبة الجماعية للفلسطينيين الذين يعيشون في قطاع غزّة و هو ما يعدّ انتهاكا صارخا للقانون الدولي الانساني و خاصة منه المادّة 33 من اتفاقية جنيف الرابعة و السؤال هنا هل هذا الكيان الصهيوني المجرم له علوية على كلّ المواثيق و القوانين الدولية؟ و أيضا بماذا نفسّر الصمت الرهيب للمجتمع الدولي و المنظمات الانسانية أمام ما تقترفه اسرائيل من عربدة في حق أبناء فلسطين العزّل؟فلو قامت المقاومة بهدم و لو مستوطنة واحدة على رأس مستوطن واحد لعلا نباح المجتمع الدولي و المنتظم الأممي و المنظمات الحقوقية و الانسانية بلا توقف عن النباح و بالتالي هل الدم الفلسطيني رخيص إزاء الدّم الصهيوني؟ ولكن و رغم هذا التخاذل الدولي في حق الفلسطينيين و رغم استشهاد العشرات من أبناء فلسطين، بين رضيع و جنين في بطن أمّه و نساء حوامل و أطفال و شباب و مقاومين ، فإنّ ما يثلج الصّدر هو وقوف الفلسطينيين الأشاوس و الأبطال النّد للنّد - رغم عدم توازن الجانبين – أمام الآلة الحربية الإسرائيلية و سجّلوا بالتّالي قتلى في صفوفهم و أجبروا المستوطنين على الهروب من مساكنهم و فرضوا عليهم الإقامة بالمخابئ بل و أرغموا بعض المسؤولين من الكنيست الصهيوني على الانبطاح أرضا خوفا من صواريخ المقاومة التي وصلت إلى مدى لم يتوقعه العدّوالصهيوني و بالتّالي اشتّد عود المقاومة و أصبحت رقما صعبا في حسابات هذا الكيان الغاصب بل هذا الصمود الفلسطيني يؤكّد مرّة أخرى ما قاله الشهيد الراحل ياسر عرفات بأنّ الشعب الفلسطيني هو شعب الجبّارين و هو ما يؤكّد أيضا و أنّ صفقة العصر و التلويح بها أخيرا عن طريق صهر ترامب و مستشاره الخاص لن تمرّ مهما كانت الغطرسة الصهيونية و التحيّز الأمريكي المفضوح لهذا الكيان السرطاني أمام ارادة أبناء فلسطين و استبسالهم للدفاع عن أرضهم و عرضهم و ذرعهم...