"زين العابدين بن علي الذي حكم تونس لاكثر من 23 عاما ، و الذي استشرى في فترات حكمه الفساد المالي و الإداري و الرشوة و الزبونية و المحسوبية ، إضافة للانهيار القيمي و الانحطاط الاخلاقي و المعرفي و الثقافي . بن علي الذي قمع المعارضة السياسية و ضيق على الحريات و اطلق عصا البوليس الغليظة لتغتال الكلمة و الصوت الحر ، بن علي الذي ازدهرت في عهده اللوبيات و المافيات و الطفيليات وعقلية "تدبير الرأس"، بن علي الذي انتفضت و ثارت عليه فئة من شعبه و لم يجد حينها من يسانده و يدافع عنه ... يتحدث البعض عن احتمال عودته لتونس قادما من منفاه في السعودية ، و بغض النظر عن صحة ما يروج عن تدهور حالته الصحية من عدمها ، فان لا أحد في تونس يمكنه ان يعارض عودة تونسي لارض وطنه و ذلك بحكم الدستور و القانون ، لكن و هنا لب الموضوع ، عليه ان يواجه ما ينتظره من قضايا و احكام صادرة عن سلطة قضائية و ان كانت غير مثالية الا انها اكثر الف مرة استقلالية و نزاهة مما كانت عليه في عهد التعليمات و المحاكمات السياسية . نعم ، من حقك سيادة الرئيس السابق ان تعود لارض الوطن في أي وقت تشاء و حتى ان كنت مريضا "اللطف عليك" ، فان المشرع و القانون التونسيان يقران في بعض الحالات ظروف التخفيف . أما من يسعون و يخططون لتبييضك مما اقترفته يداك في حق شعب ووطن كان يمكن ان لا يصلا لحد الإنفجار ، فاني اعلمهم ان الفشل هو مالهم الوحيد و عبثا يحاولون . لا أنهي مقالي بدون ان اتوجه لكم سيادة رئيس الجمهورية التونسية السابق بنصيحة أو مقترح ، كما شئت ان تسميه أو تقبله أو تلغيه : يمكنك ان تخفف عن اكتافك عبئا يبدو ثقيلا جدا، فقط اذا بادرت عن طواعية بارجاع اموال الشعب المنهوبة على مر السنين ، في ظرف حرج يمر به وطن جريح و مغدور ناشط سياسي مستقل"