حين ترحل كل ولاية بنزرت إلى مدينة الثقافة محمّلة ببحرها و صيدها و أرضها الخصبة و قمحها و سجنان و فخارها و ماطر وكورالها الذي يتنفس حرّية و رفراف و "طريزتها" و بنزرت ومثقيفها و رساميها و مسرحييها ولباسها التقليدي و رأس الجبل ورائحة زهرها وغزالة و أعشابها الطبية و أوتيك و فسيفسائها وغار الملح وفلاحتها البيولوجية و منزل عبدالرحمان و صناعة شباكها البحرية و منتجات سجونها، كلّ هذا يجعل من ليالي الجهة الخاصة بمدينة بنزرت عرسا ثقافيا بأتم الكلمة لم تخل منه حتى زغاريد النسوة وروائح البخور و هدير الطبول و موسيقى المزامير لتتجلى " بنزرت" مثل العروس و سط أهلها من مختلف معتمديات الولاية نعم كان هذا وصفا اجمالا لليلة الجهات المخصصة لبنزرت (الجمعة 17 ماي) التي واكبها منذ التاسعة ليلا وزير الثقافة محمد الزين العابدين و كل من والي بنزرت محمد قويدر و مندوب الثقافة ببنزرت شكري التليلي و ممثلين عن الجهات الرسمية و المجتمعية و بتواجد مكثف لوسائل الإعلام بمختلف محاملها البصرية منها و المسموعة و المكتوبة جهويا و وطنيا لنقل فعاليات هذه التظاهرة الحدث. وبالفعل هي كذلك بحكم ما تضمنته هذه التظاهرة من فعاليات مختلفة توزعت بين عديد المعارض برواق مدينة الثقافة، فتجد معرضا لمنشورات أدباء و شعراء و مبدعي أبناء الجهة و معرضا للصناعات التقليدية على غرار "شبكة غارالملح " و "أكسسوارات" مدينة تينجة للحرفيات و زهر راس الجبل و صنع الشباك البحرية بمنزل عبدالرحمان و منتوجات نزلاء السجون بالجهة و الفلاحة البيولوجية بمنطقة غزالة وتحديدا بوادي الزيتون فضلا عن بث العديد من الفيديوهات التي تذكر الحضور بتواريخ مختلف الجهات و خاصة لمدينة ماطر الضاربة في القدم و أهم محطاتها التاريخية عبر أحقاب من الزمن.. أنشطة ثقافية أخرى نالت اعجاب الحضور و التي تابع جميعا وزير الثقافة و التي توزعت هي أيضا بين عرض راقص من مجموعة من شباب دار الشباب الخراز بتأطير من لطفي التركي و التي حقيقة شدّت انتباه الجميع فضلا عن حفل موسيقي قدمه نادي خميس ترنان بقيادة زياد اللزام و الذي قدم خلالها وصلة من المالوف البنزرتي ليفسح المجال بعدها ل 23 زهرة من فتيات مدينة ماطر لتقدمن رقصة جميلة جدّا على نغمات " أنا بتنفس حرّية" لاقت استحسان كل الحضور فضلا عن تقديم مسرحية بعنوان " ذوق 24 " للشباب الناشط بدار الثقافة الخراز بنزرت و كانت فعلا من الأعمال الناجحة على جميع المستويات نصا واخراجا و أداء كيف لا وقد تتناول موضوها فكرة لمّ الشمل لكل أبناء الوطن من شماله إلى جنوبه مرورا بوسطه فحضرت في أحداث المسرحية صليحة من الكاف و مطرب الخضراء سيدي علي من العاصمة و خميس ترنان مالوفه من بنزرت و الحنة القابسية و نخيل الجنوب و سيدي بولباية و المازري و المقروض القروي و المخارق الباجية في كلمة إنّها مسرحية تونس "للاّ البية" كما أتى على لسان الممثلين بين اللوحة و اللوحة. لنختم هذه التغطية بإرسال بطاقة شكر و استحسان لكل من ساهم في تنظيم و انجاح هذه التظاهرة المخصصة لولاية بنزرت و في مقدمة هؤلاء والي الجهة محمد قويدر و مندوب الثقافة شكري التليلي و مهندس و معد كلّ هذه الأطباق الفنّية خالد العبيدي و الإعلام الجهوي ببنزرت و الإعلام الوطني الذي كان حضوره مكثفا لمتابعة و نقل فعاليات هذه السهرة الخاصة ببنزرت....