مولود ثقافي و موسيقي جديد اختير له من الأسماء " مهرجان خميس ترنان للمالوف و الموسيقى المتوسطية " رغم ولادته القيصرية و لكن بمجيئه عمّت الفرحة أرجاء بنزرت الولاية و كافة أرجاء الوطن لتشع على دول المغرب العربي الكبير و بهذه الكلمات نكون قد قدمنا لحدث هام شهدته جهة بنزرت حيث تمّ الاعلان عليه ليلة أمس السبت 11 ماي 2019 بأحد الفضاءات السياحية الجميلة ببنزرت و ذلك في إطار الندوة الصحفية التي انعقدت في الغرض لوضع هذا الحدث الموسيقي الكبير في إطاره فضلا عن إعلان عن برمجة هذه الدورة الأولى. و ذلك بحضور والي الجهة السيد محمد قويدير و الهيئة المديرة لهذا المهرجان الجديد فضلا عن عدد كبير من مختلف وسائل الإعلام بمختلف محاملها و ممثلين عن العديد من التشكيلات الجمعياتية التي تنشط بالجهة . الولادة العسيرة : البداية كانت مع كلمة مدير المهرجان الفنان محمد موحة الذي بيّن الأهداف الكبرى لإحداث هذا المهرجان- الذي ستمتد فعالياته من يوم 20 إلى 30 ماي 2019–و التي اختزلها في ثمين الموروث المادّي و اللامادي الذي تزخر به جهة بنزرت معرجا عن الظروف الصعبة التي واجهت ميلاد هذا المهرجان إلى درجة أن وصفهابالولادة القيصرية مضيفا و أنّ هذا المهرجان، رغم الصعوبات و المطبات و ضعف ذات اليد من حيث التمويلات، فإنّه ولد كبيرا باعتبار أوّلا بعده المغاربي حيث ستشارك كل من الجزائر و المغرب و ليبيا و تونس في انتظار موريطانيا و ثانيا باعتبار الدفع و التشجيع الثابت الذي حظي به هذا المولود من لدن وزير الثقافة و السلطة الجهوية و مساندة العديد من الجمعيات و صاحب نزل الاندلسية الذي لولا تطوعه بفضاء النزل المذكور لاستعصت أكثر هذه الولادة خاصة أمام رفض بلدية بنزرت السماح باستعمال فضاء قصر المؤتمر لأسباب لازالت غامضة. طبق الدورة : ليتم التطرق بعدذلك إلى الطبقالذي ستتضمنه هذه الدورة الأولى و الذي توزع بين ما هو فرجوي موسيقي على مستوى العروض و الحفلات و بين ما هو ثقافي لوجود العديد من الندوات حول هذا اللون من الفن في الأقطار المغاربية الخمسة. فضلا عن ورشات التكوين .و بالتالي سيكون في انتظار الجمهور طبقا متنوعا يحمل في البداية ( 20 ماي ) سهرة الافتتاح بعنوان " من رئة الترنان " و تؤثثها فرقة مدينة بنزرت بمشاركة كل من فيصل رجيبة و علياء بلعيد إضافة إلى عدد آخرمن مطربي بنزرتأمّا.اليومالثاني ( 21 ماي ) ستؤثثه بداية مداخلة تاريخية يقدمها عبد السلام عمامو و الهادي الموحلي قم عرض مالوف بنزرت لفرقة شيوخ المالوف ببنزرت و ذلك مع الفنان رزوقة من بنزرت.في اليوم الثالث ( 22 ماي ) للجمهور موعد مع الفنان أحمد الماجري أما اليوم الرابع ( 23 ماي ) ستحل ببنزرت فرقة الرشيدية بقيادة نبيل زميط و من جديدة عودة للمداخلات ( 24 ماي ) و هذه المرة حول المالوف الجزائري يقدمها عبد القادر بندعماش و تليها عرض موسيقي بعنوان اندلسية الجزائر لفرقة نسيم الصباح الجزائرية و المفاجأة الكبيرة لهذه الدورة ( 25 ماي ) يتمثل في حفل زياد غرسة صحبة فرقة جمعية قرطاج.إضافة إلى تاريخ المالوف الليبي ( 26 ماي ) سيتجسد في مداخلة للباحث أحمد عبداللهدعوب ثمّ عرض مالوف من ليبيا من تقديم فرقة مركز البحوث للمالوف و الموشحات.و أيضا المالوف المغربي لم يغب حيث ستكون البداية ( 27 ماي ) مع مداخلة للباحث محمد بن علال عوامي حول تاريخ المالوف المغربي و تليه حفل موسيقي لفرقة جمعية أبناء زرياب من طنجة. أمّا العرض الصوفي ( 28 ماي ) سيكون بعنوان " ننده الأسياد لسامي بلحسن و الهادي دنيا ثمّ عرض المحير ( 29 ماي ) لإلياس محمود ليكون الاختتام للفرقة الوطنية للموسيقى بقيادة محمد الأسود صحبة محرزية الطويل و عباس الريغي و مجموعة أحفاد الترنان.إضافة إلى كل هذه العروض تمت برمجة عروض شارعية ستقام على رصيف حميس ترنان ببنزرت. نقاش ثري و صريح : رغم محدودية عدد المتدخلين في أخد الكلمة لمناقشة و الذي لم يتعد الأربعة أشخاص فإنّ المداخلات كانت قيّمة و صريحة من أجل أسس سليمة و تمشي أسلم للمحافظة على هذا المولود الجديد الذي على ما يبدو ولد كبيرا و قد كان قاسمها المشترك هو الاصرار على انجاح و احتضان هذا المهرجان الجديد و قد تمحورت هذه المداخلات أوّلا حول امكانية تخصيص عروض لفائدة بقية معتمديات الولاية و خاصة المناطق المحرومة من العروض الثقافية على غرار جومين و سجنان و غزالة خاصة وثانيا بيّن أحد المتدخلين بأنّ جريدة الصريح هي من كانت وراء تدفع لولادة المهرجان حيث في أكثر من مقال تساءلت لماذا لا يخص " خميس ترنان" بمهرجان يحمل اسمه هذا بالإضافة إلى ثمين هذا المهرجان الذي سينجح ثقافيا في بناء أواصر التقارب بين شعوب الدول المغاربية الخمسة فيما فشل فيه السياسيون فضلا عن اقتراح لفكرة تبني دول المغرب العربي الكبير بالتداول للدورات القادمة لإضافة إلى التساؤل حول رفض بلدية المكان لجعل فضاء قصر المؤتمرات ببنزرت لاحتضان عروض هذا المهرجان الجديد؟ و أخيرا تقديم فكرة عن الوضع المالي لهذه الدورة؟ ردود يكتنفها الاعتراف بالجميل و الأمل ما أثلج صدري حقيقة ما أتى في ردود السيد محمد موحى في بصفته مدير المهرجان اعترافه أمام كلّ الحضور و خاصة أمام وسائل الاعلام المواكبة لهذه الندوة الصحفية وبحضور السلطة الجهوية بدور جريدة الصريح في الدفع قدما نحو تحقيق هذا الانجاز المتمثل في مهرجان يحمل اسم الكبير خميس ترنان و الوعد في التشاور مع الفرق المغاربية المشاركة حول امكانية تنظيم العروض في دولهم بالتناوب و إلى جانب الوضع المالي حسب مدير المهرجان الذي لم يتعدّ حاليا مبلغ 50 ألف دينارا من وزارة الثقافة و عروض مدعمة إضافة إلى 12 ألف دينار من قبل السلطة الجهوية مضيفا و أنّ التكلفة الحقيقية هي في حدود 175 ألف دينارا هذا إضافة إلى كلمة السيد محمد قويدر، والي بنزرت، الذي أكدّ فيهاو أنّ الهدف من هذا المهرجان هو التسويق و الترويج للوجه الجميل لبنزرت في المحافل الدولية باعتبار ما تزخر به الجهة من تراث ثقافي مادي و اللامادي بعد أن تمّ نجاح فخار سجنان ليصبح علامة دولية نفتخر بها سيكون أيضا مهرجان خميس ترنان - إضافة للاعتراف بما قدّمه للأجيال هذا الرجل و الفنان الكبير - سيكون أيضا نقطة مضيئة لإشعاع الجهة على محيطها الخارجي موصيا بالالتفاف فقط من أجل بنزرت فهي تستحق من الجميع مضيفا علينا " أن نثني الركبة " من أجلها...