تجمهر عدد غفير اليوم أمام مقر بلدية بنزرت و هم يصيحون " ديقاج ديقاج.." و يلوحون بأياديهم فنفهم من الوهلة الأولى و أنّها حركة سياسية لمجموعة من ممثلي المجتمع المدني تطالب بحلّ المجلس البلدي ربما لتقصير ما و لكن ما إن تقترب من هذه المجموعة من النّاس المتجمهرين أمام مقر البلدية و تستفسر عن سبب وجودهم في ذلك المكان وبذلك العدد تكتشف وأنّ الأمر مخالف تماما بل يتعلق بوقفة احتجاجية نفذها مجموعة من الباعة المتجولين أو ما يعرف " بالنصّابة " في السوق لبيع الملابس و الأثاث القديم نتيجة منع هؤلاء من الانتصاب في الشارع عن طريق الشرطة البلدية. وبحديثنا مع بعض المحتجين أكدوا ل«الصريح» و أنّ منذ الصباح تفاجأنا بالشرطة البلدية تطاردنا و تمنعنا من الانتصاب كالعادة بالسوق والحال و أنا نسترزق من مثل هذه المهنة و هو مورد رزقنا الوحيد لذلك توجهنا إلى مقر البلدية لنطالب بالسماح لنا بالعمل و الانتصاب خاصة في مثل هذه الفترة من النصف الثاني من رمضان أين يكثر التبضع... هذا وقد تدخل أعوان الأمن بكل هدوء و احترام للمحتجين طالبين منهم تحرير حركة المرور حتى لا تتعطّل الحركة على مستوى الشارع الذي يمرّ من و إلى مقر بلدية بنزرت لينتقل المحتجون تبعا لذلك إلى الاحتجاج أمام مقرّ الولاية لعلّهم يجدون حلاّ أو ترخيصا استثنائيا للانتصاب طيلة هذه الفترة إلى يوم عيد الفطر..