هدد التجار المستقلون بوقفات احتجاجية أخرى ومحارق في صورة عدم استجابة الولاية والحكومة لمطالبهم بإرجاع حق عادل الخذري البائع المتجول الذي توفي بعد أن أحرق نفسه...ومن خلال انجاز فضاء قرطاج. «بعد البوعزيزي شهيد الثورة...مازلنا نحن الباعة المتجولين نقدم القرابين...وآخر ضحايانا زميلنا الذي ذاق الفقر والخصاصة وملاحقة الشرطة البلدية ومات عاجزا عن تحمل مسؤوليات قوت أبنائه... وهذا هو حالنا المأساوي المتواصل بعد الثورة...»
هكذا تحدث السيد معز العلوي نائب رئيس نقابة التجار المستقلين باسم التجار أو الباعة المتجولين أو المنتصبين الفوضويين كما يعرفهم الشارع التونسي. قرابين من دمائنا
قال السيد معز العلوي ان التجار المستقلين الذين قدموا قربانا الشهيد محمد البوعزيزي في الثورة مازالوا يدفعون من أسرتهم وزملائهم قرابين آخرهم زميلهم الذي أحرق نفسه والذي يعاني معاناة المئات من التجار المستقلين.
وأشار إلى الوضعيات الاجتماعية الصعبة التي يعيشونها والمتمثلة في إعالة أسر وعائلات ومطاردة السلطة التنفيذية لهم ولسلعهم... وعيشهم في كرّ وفرّ مع السلطة.
وأضاف بأن التجار المستقلين قد ملّوا هذا الوضع ويريدون الكرامة وتحسين ظروفهم الاجتماعية التي نادى بها البوعزيزي ونادوا بها بعد الثورة. وبعد أن نفذ التجار المستقلون وقفة احتجاجية أمام الولاية قاموا بوقفة احتجاجية ثانية أمام المسرح البلدي.
وطالب التجار المستقلون الذين أكدوا أن نقابتهم شرعية ومدرجة بالرائد الرسمي بفتح تحقيق حول حادثة حرق الشاب عادل الخذري نفسه (27 سنة وبائع متجول للسجائر بالعاصمة) وتحديد المسؤوليات ومساعدة عائلة الضحية.
وأضاف باسم التجار المستقلين أن الثورة ستعود من جديد مالم تتم تلبية المطالب...معتبرا ان الحكومات المتعاقبة لم تحل إشكاليات الباعة المتجولين. وأكد التجار المستقلون على مطلب آخر يتمثل في الدعوة إلى البدء الفوري في إنجاز مشروع فضاء قرطاج بعد أن أتعبتهم الملاحقات اليومية وعاشوا غلاء المعيشة وتكبدوا خسائر حجز البضائع.
وأكد السيد معز العلوي أن فضاء قرطاج سيحميهم من تكبد الخسائر ويحفظ كرامتهم ويجعلهم تجارا يعلمون بكرامة ويدفعون «الكراء» ويحفظ مسقبل الأبناء. وأضاف بأن مشاكل شارع شارل ديغول وجهة برشلونة ومشاكل الانتصاب الفوضوي والعمل على تحسين وجه المدينة ومسالكها السياحية سنجد حلا بإنجاز فضاء قرطاج.
فاتحة التأسيسي
بصوت غلبه التوتر والغضب تحدث السيد عبد المؤمن الذهبي رئيس نقابة التجار المستقلين عن الوضعيات الصعبة التي يعيشها التجار المستقلون والتي أدت إلى انهاء زميل لهم لحياته حرقا على طريقة البوعزيزي.
وأضاف بأن نواب التأسيسي قد قرؤوا أمس الفاتحة على روح الفقيد، لكنهم قرؤوا أيضا الفاتحة على روح البوعزيزي ولم يقدموا الحلول...وقال : «نريد حلولا مع الفاتحة».
وطالب بإبعاد الباعة والمنتصبين من القمع والسجن ومشاكل احتجاز البضاعة وإعطائهم حقوقهم في فضاء تجاري «فضاء قرطاج» يضمهم ويحفظ كرامتهم ويبعدهم عن طريق «بوشوشة» والكر والفر مع السلطة التنفيذية و«البوليس»
وللإشارة فإن فضاء قرطاج قد تمت برمجته من أجل احتضان 500 بائع ومنتصب فوضوي. ويطالب الباعة بفضاءات أخرى تحل مشاكل العاصمة والانتصاب الفوضوي في تونس في أماكن أخرى ...مؤكدين أنهم مجبرون على إلتقاط لقمة العيش بكرامة ولو بالانتصاب الفوضوي في غياب حلول أخرى من العمل.
تصعيد و«ديقاج»
استغرب ممثلو النقابة من عدم استقبال والي تونس لهم...ورفعوا في الوقفة الاحتجاجية شعارات مثل «شعبك يحرق في روحو» وصاحوا ب «Dégage» «ديقاج ...ديقاج» لوالي تونس وقال السيد معز العلوي إنه في صورة عدم تلبية مطالبهم سيمرون إلى مرحلة يطالبون فيها ب «ديقاج» للحكومة لتكون ثورة جديدة...وسيقومون بوقفات احتجاجية أخرى وقد يمرون إلى مرحلة المحرقة الجماعية.
وأكد عدد من الباعة أنهم يعيشون الخصاصة والفقر والحمرمان والمطاردات وهو سبب مرارة عيشهم واختناقهم وتفكيرهم في الاحتراق . وكان التجار المستقلون قد طالبون في وقفات احتجاجية سابقة بالتدخل الفوري والعاجل للشروع في بدء القسط الثاني من الأشغال ما دامت هناك اعتمادات متوفرة في خزينة الولاية على ذمة المشروع في انتظار إيجاد بقية الاعتمادات.
ويذكر أنه وبعد «البائع المتجول الذي أحرق نظام التحول» في سيدي بوزيد البوعزيزي والذي تعرض أيضا للمطاردة والملاحقة رجحت بعض المصادر أن عدد الذين أحرقوا أنفسهم في الأماكن العامة في تونس لا يقل عن 200 شخص منذ الثورة.