بعد ركود تواصل مدة ليست بالقصيرة يعود المنتخب الأولمبي لكرة القدم إلى أجواء المنافسات الرسمية من خلال استضافته لنظيره المالاوي في إطار إنطلاق التصفيات المؤهلة إلى نهائيات الألعاب الأولمبية التي ستكون العاصمة البريطانية مسرحا لها في صائفة 2012، وهي مباراة تبقى على قدر كبير من الأهمية بدليل جميع الظروف الملائمة والامكانيات المتاحة التي وضعت على ذمة منتخبنا الأولمبي للنجاح في مهمته حيث حرصت الجامعة على وضع جميع الممهدات اللازمة والضرورية للمدرب عمار السويح ومجموعته لتحقيق بداية طيبة تمكن المنتخب من تجاوز عقبة نظيره المالاوي في الدور الأول كخطوة أولى والمرور إلى الدور الثاني وهو دور المجموعات كخطوة ثانية حيث ستتدعم الآمال والتطلعات في إدراك نهائيات الأولمبياد للمرة الخامسة في تاريخ كرة القدم التونسية التي كانت لها مع الألعاب الأولمبية أربع مشاركات سابقة توزعت عبر فترات متباعدة حيث كانت البداية مع أولمبياد روما سنة 1960 بقيت إثرها الكرة التونسية تنتظر 28 سنة كاملة لتسجل ثاني مشاركة لها وذلك بمناسبة النهائيات التي احتضنتها العاصمة الكورية سيول (سنة 1988) وجاءت المشاركة الثالثة بعد 8 مواسم وبالتحديد سنة 1996 في الدورة التي احتضنتها إطلنطا في الولاياتالمتحدة قبل أن يتجدد الموعد سنة 2004 أي بعد 8 سنوات أيضا وهذه المرة في العاصمة اليونانية أثينا ورغم هذه المشاركات التي جاءت في فترات زمنية متباعدة، فإنه يمكن القول بأن منتخبنا الأولمبي يعتبر من المنتخبات التي لها خبرة بالمشاركات الأولمبية، بالاضافة إلى أن جل عناصره تنشط كركائز أساسية في أنديتها مثل بلال العيفة وسيف الدين العكرمي في النادي الافريقي ويوسف المساكني في الترجي الرياضي وايهاب المباركي في النادي البنزرتي وأيمن عبد النور وأحمد العكايشي في النجم الساحلي، وغيرهم من العناصر التي لها من الامكانيات والمؤهلات ما يؤهلها للارتقاء إلى مستوى التطلعات والطموحات وتحقيق بداية طيبة وقوية من خلال الخروج بفارق من الأهداف يسهل على عناصرنا الوطنية مهمتها في لقاء العودة ويساعدها في تخطي عقبة الميدان والجمهور في ظلّ النقلة النوعية التي تعرفها كرة القدم المالاوية ولعل تواجد المنتخب الأول كمنافس جدي لمنتخبنا حول بطاقة التأهل الثانية المخصصة للمجموعة الرابعة على درب التأهل للنهائيات الافريقية للأمم يقيم الدليل على ضرورة الحذر والاحتياط والتحسب تفاديا لأي مفاجأة غير سارة، رغم أن الأخبار الواردة حول المنتخب الأولمبي المالاوي تقول بأن هذا الأخير ومن خلال اللقاءات التي أجراها إلى حد الآن في إطار استعداداته لموعد اليوم،يبدو في متناول عناصرنا الوطنية وهو ما نتمناه أن يتجسد على أرض الواقع.