كانوا من قلوبهم متفائلين من بور سعيد الى نواق الشط وتناسى الرياضيون كلهم التشكيلة المحتملة ومدير الرياضة والمدرب الفرنسي والخطة المثالية... كلهم تناسوا الاسبقية – الغانية – على فريقنا التونسي في سابق المواجهات الافريقية والعالمية ...كان هذا اللقاء هو بلسم وشفاء امراض كرتنا الافريقية في دورتها 32 بالاراضي الفرعونية وكان اللقاء في مجمله بدقائقه 120 عبارة عن ملحمة وطنية عزفها لاعبونا على اوتار الحماسة والمناعة الجسدية والخبرة التصاعدية من مقابلة لاخرى ومما زاد جمال الترشح هو رغبة نسورنا في التحليق الآمن فوق الاهرامات المصرية وكان لقاء النسور امام غانا القوية هو لقاء التحدي بامتياز لانه لاول مرة يعزف الجمهور التونس العربي اغنية * جيبوها يا الاولاد * على نفس نغمات المؤدين الجادين والجيدين لاعبينا الوطنيين وكانوا عند مستوى الفوز والترشح بالركلات الترجيحية 5-4 بعد التعادل الايجابي 1-1 وان الترشح الى الدور الربع نهائي الذي صاحبه اقناع بجدوى الاخذ بثار و تمثيل فرقنا العربية التي غادرت المواجهات في الدورة المصرية في دورتها 32..وان غد تكرار الاقناع قريب من النسور مجددا...في باقي الادوار.. عند الحديث عن مواجهة الفريق الغاني لا ننس للعبرة والاعتبار بالمواجهات السابقة في تاريخنا الافريقي والعالمي فعدا تعادل 1963 بهدف لمثله فان باقي المواجهات الستة كانت لغانا سواء في كاس العالم او كاس افريقيا ولعل اخر مواجهة كانت في كاس افريقيا 2012- غانا – تونس 2-1...ورغم ان الارقام تميل لتاكيد تقدم غانا علينا في ستة مناسبات سابقة ..فان الشحن العربي وخاصة الافريقي الذي راهن على صحوتنا لم نخيب اماله وبصمنا بكل اقتدار على ترشحنا الى الدور ربع النهائي القادم وكانت عناصرنا عند مستوى الحدث والمسؤولية الجسيمة ومنذ البداية بان غصن البان للعيان وتتالت الضربات على مرمى غانا حتى كان هدفنا الاول حاسما لمنحنا الاطمئنان وبما ان كرة القدم لا تعرف الامان فان التعادل حسم اللقاء لنمر الى ركلات الحظ السعيد والترجيح الضامن للدوري القادم امام مدغشقر ضيف الدورة 32 بام الدنيا وكان لمعزوفة التاهل باقدام لاعبينا وايادي حارسنا قد اتمت المهمة بالترشح بركلات الترجيح 5-4 ..وكان الفوز مدويا في الوطن العربي والافريقي معلنا عن صحوة زملاء معز حسن .. قد نكون اخذ نا من مدغشقر العبرة على نجاحها في طموحها البكر لكن الان وقد جد الجد يجب ان تتعلم منا خبرتنا في مثل هذه الكؤوس وقد تتعلم منا بعض اسرار من خبرتنا يوم اللقاء يوم الخميس القادم في مواجهتنا في دوري الربع النهائي وحتى ان انسحبت امامنا فلا يجب ان تخجل ويكون لها الفخر انها في اول مشاركة لها وصلت الى دور متقدم وهُزمت امام فريق عالمي يقرأ له حساب الريادة في افريقيا جمعاء وان شاء الله نواصل على درب الاقناع ...والانتظار جميل وان غدا لناظره قريب ...والله المجيب.