كثر الحديث في الأيّام الماضية عن وجود عديد العروض من أندية أجنبية لعناصر المنتخب الوطني التّونسي الذين يشاركون حاليّا في نهائيات كأس إفريقيا للأمم بمصر. وفي آخر الأخبار الخاصّة بهذه المسألة ذكر موقع foot 24 خلال السّاعات القليلة الماضية أنّ قلب دفاع المنتخب الوطني التّونسي والنّادي الرياضي الصفاقسي نسيم هنيد في طريقه إلى نادي سلافيا براغا بطل تشيكيا الذي سيشارك في كأس رابطة الأبطال الأوروبية في نسختها القادمة. وحسب نفس المصدر سيجني السّي آس آس مبلغ 1.5 مليون أورو (ما يعادل 4.883 مليون دينار) من الصّفقة رغم أنّ المبلغ الخاصّ بالبند التّسريحي الوارد في عقد اللّاعب نسيم هنيد لا تتجاوز قيمته مليون أورو (ما يعادل 3.255 مليون دينار). الأخبار المتحدّثة عن العروض التي تتهاطل على عناصرنا الوطنية تطرح أكثر من سؤال خاصّة في ظلّ غياب التّركيز والحماس والرّوح الانتصارية لدى جلّ لاعبي المنتخب في المباريات التي خاضوها في دور المجموعات – الشّيء الذي كاد أن يتسبّب في انسحاب منتخبنا من المنافسات مبكّرا ويقضي بالتّالي على آمال التّونسيّين في ذهاب الفريق الوطني بعيدا في "كان 2019". لسائل أن يسأل هل أنّ مسؤولي الجامعة التّونسية لكرة القدم ومرافقي المنتخب الوطني التّونسي في "كان 2019" على علم بما يحدث في الكواليس من مساعي يقوم بها السّماسرة للتّأثير على عناصر المنتخب للانتقال إلى هذا النّادي أو ذاك أم أنّ الأمور تسير دون حسيب أو رقيب لغاية في نفس يعقوب ولخدمة بعض المصالح الشّخصية الضيّقة دون الاكتراث بالتّأثيرات السّلبية لتصرّفات السّماسرة على تركيز عناصر المنتخب وانعكاساتها على الأداء الفردي والجماعي لأبناء المدرّب الفرنسي آلان جيراس؟ الأمر الذي لم يعد يخفى على أحد هو أنّ بعض السّماسرة المعنيّين بهذه المسألة يحظون بمكانة خاصّة لدى بعض مسؤولي الجامعة التّونسية لكرة القدم – الشّيء الذي يساعدهم ويشجّعهم على مواصلة مساعيهم لإنجاز صفقات يجنون منها المال الكثير دون الاكتراث بالتّأثيرات السّلبية لهذه الممارسات على تركيز اللّاعبين وعلى أدائهم.