أشارت إحدى الدراسات إلى أنّ الرجال الذين يتألف نظامهم الغذائي من منتجات اصطناعية، تكون لديهم أعداد أقل بكثير منالحيوانات المنوية، مقارنةً بأولئك الذين يتناولون الأطعمة الطازجة. وهذا قد لا يكون رجعة فيه! تشير الدراسات التي أُجريت حول الموضوع إلى وجود انخفاض عام في مستوى الخصوبة في العالم، بشكل مثير للقلق. وأثبتت أحدث الدراسات إلى أنّ عدد الحيوانات المنوية يتراجع بشكل تدريجي لدى الرجال، خلال السنوات العشر الأخيرة. ومن خلال أبحاثهم الجديدة، يعتقد الباحثون الأمريكيون والدنماركيون، بقيادة جامعة هارفارد في الولاياتالمتحدةالأمريكية، أنهم استطاعوا تحديد أحد العوامل التي تفسر أزمة انخفاض الخصوبة قام العلماء بتحليل عيّنات الحيوانات المنوية لحوالى 3000 رجل، متوسط أعمارهم 19 عامًا. وقد خضع جميعهم إلى فحص طبي روتيني، قبل الانضمام إلى القوات المسلحة الدنماركية لأداء الخدمة الوطنية. وقاموا أيضًا بالإجابة على بحث استقصائي حول أنظمتهم الغذائية، بما يسمح للباحثين بتقسيمهم إلى 4 فئات من المجموعات: أولئك الذين يتبعون نظامًا غذائيًّا متوازنًا (الكثير من الأسماك واللحوم خالية الدهون والفاكهة والخضروات)، والنباتيون، وأولئك الذين يتبعون نظامًا غذائيًّا اسكندينافيًّا (لحوم، وحبوب كاملة، وأسماك مجمدة، ومنتجات الألبان)، وأخيرًا أولئك الذين يستهلكون اللحوم الحمراء والأطباق الجاهزة والوجبات السريعة، أو ما يسمى بالنظام الغذائي الغربي. والنتيجة هي أنّ العينات التي تمَّ أخذها من المجموعة الأخيرة (الذين يتبعون النظام الغذائي الغربي) كان عدد الحيوانات المنوية لديهم في المتوسط هو الأقل، حوالى 25.6 مليون فقط عند القذف. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإنَّ العينة الخصبة من الحيوانات المنوية، يجب أن تحتوي على الأقل على 39 مليون. وبناءً عليه فقد يواجه الرجل مشكلة في الإخصاب الطبيعي وبالتالي في جعل المرأة حاملًا. ويوضح البروفسور آلان باسي الخبير في مجال الخصوبة في جامعة شيفيلد في المملكة المتحدة للصحيفة البريطانية، قائلًا: "من المؤكد أننا نستطيع القول إنّ أولئك الذين يتبعون نظامًا غذائيًّا أفضل، يستهلكون مضادات الأكسدة. ولكن مع استهلاك البيتزا ورقائق البطاطا – الشيبس – واللحوم الحمراء المصنّعة، يزداد الإجهاد التأكسدي، الأمر الذي يؤثر سلبيًّا وبشكل سيّىء على الحيوانات المنوية". تمتد دورة حياة الحيوانات المنوية إلى ثلاثة أشهر. وأيّ تغيير في النظام الغذائي قد يؤثر بالتالي سريعًا على انتعاش إنتاج الحيوانات المنوية . لكن على الرغم من ذلك، فقد كشفت الدراسة أيضًا أنّ الرجل الذي يتبنّى النظام الغذائي الغربي، لديه تركيز قليل جدًّا من الهرمون الذي يسمى inhibin-B، وهذا قد يشير إلى تغيير في خلايا سيرتولي، وهذه وظيفتها إنتاج الأمشاج. وأضاف الخبير: "نحن نعتقد أنّ النظام الغذائي السيّىء الذي يتبناه الشباب في الحياة، سوف يُحدث تغييرًا دائمًا". وفقًا للباحثين، فإنَّ هذه النتائج يجب أن تكون بمثابة تحذير للرجال الشباب. ويؤكد جورج شافارو المؤلف الرئيسي للدراسة، والذي قابلته صحيفة التلغراف: "على الأغلب سوف تندهش لمعرفتك مدى حساسية الرجال الشباب تجاه العوامل التي تؤثر على عدد الحيوانات المنوية لديهم، حيث يُنظر إليهم بصفتهم شباب كمقياس للذكورة" ، وفق "سيدتي نت" . ويختتم روي فاركارسون، رئيس الجمعية الأوروبية للتناسل البشري وعلم الأجنة، قائلًا: "يعتقد الغالبية العظمى من الشباب، أن لا شيء يقهرهم ويؤثر عليهم، إلى أن يواجهوا أول عقبة كبيرة في ما يتعلق بصحتهم، وهذه المشكلة في الغالب هي العقم".
