لطيفة العرفاوي أو كما يحلو لها أن تكون لطيفة التونسية لأنّها " تهيم بحب تونس الخضراء " رجعت إلى ركح مهرجان بنزرت الدولي بعد غياب دام حوالي عقدا من الزمن لتحي حفلا موسيقيا و راقصا فيه الفن الجميل و الأصيل و الفرجة و أيضا مفعما بمزيج من الأحاسيس حلوها و مرّها، الحلوة لعودتها و احتضانها من قبل جمهور بنزرت الذي أحبها و قدم إليها بأعداد هامة فاقت ال 6 آلاف متفرجا، و المرّة للمرارة التي تشعر بها لكل محاولات اقصائها من الساحة الفنية التونسية لا لشيء لأنّها ناجحة و متوفقة و غير مستهترة بما تقدمه لجمهورها العريض – هكذا تحدثت الفنانة الكبيرة لطيفة العرفاوي خلال الندوة الصحفية بعد اتمام عرض الجميل جمال روحها و تعبها و عدم استهتارها بما تقدمه لجمهورها. معلنة بالمناسبة و أنّها ربحت الرهان رغم أنف الإقصائيين الجدد... وبالعودة إلى الحفل الذي أثثته لطيفة العرفاوي ليلة أمس الثلاثاء ( 23 جويلية ) فقد كان بمثابة اللقاء الحميمي بينها و بين الجمهور حيث طلبت لطيفة من التقنيين في أكثر من مناسبة بتسليط الأضواء الكاشفة لرؤية جمهورها العزيز و التفاعل معه و تتواصل معه بدون حواجز فهي تصفه مرّة بالقول " جمهور بنزرت جمهور مرجع في العالم العربي " و تارة تتوجه للحضور " آش تحب تسمعوا أنتم تأمروا و أنا لبّي " لتبدأ بعد ذلك رحلة الأغاني بقيادة المايسترو القدير محمد الأسود بباقة من أغاني لطيفة منها " يا ولد بلادي " و " قرّب من قلبي " و " يا سيدي مسّي علينا " و بحّة بحّة " و " بالعربي " غرامك مزيف " و " حبّك هادي " - التي تفاعل معها الجمهور و رددها معها كلمة كلمة مهما جعل لطيفة تردد " أنتم أحلى جمهور و أرق جمهور" بل لطيفة رقصت انتشاء و فرحا و قناعة أنها مطربة كلّ الأزمنة و جمهورها من كل الشرائح العمرية و الاجتماعية - لتواصل وصلة الأغاني بقولها الآن " يلزمنا نغنوا لتونس " لتكون أغنية " أهيم بتونس الخضراء " و هي متلحفة بالعلم التونسي و تتواصل الأغاني مع " يا أبيص يا أسود " و " يا سايق النجع " و " نيراني شاعلة و ميقودة " و غيرها من الأغاني الجميلة التي طلبها الجمهور. ما ميّز حفل لطيفة العرفاوي هو اعتمادها على الفرجة و ال show و استعمال وسائل البث الحديثة حيث رافقها في عرضنا الراقص رشدي بلقاسم الذي أبدع و أبهر الحضور باللوحات الراقصة التي قدمها على أنغام و أغاني لطيفة بمعية جمع من الشباب في التعبير الجسماني مما أضاف على الحفل الكثير من الجمالية و النشاط و دفع الجماهير الى التفاعل ما كل ذلك رقصا و هتافا و صياحا و انتشاها إلى حدّ التخمر بل حتى الفنانة لطيفة العرفاوي انتشت و لم تتمالك فرقصت لجمهورها و كانت أيضا لها باع و ذراع في مجال الرقص مما جعل حفلها يرقى إلى مرتبة الجودة و الاتقان و النجاح على كلّ المستويات و ذلك ما أشعر الفنانة لطيفة العرفاوي بالارتياح و كأن لسان حالها يقول لمن حاول اقصاءها " نجاح هذا الحفل ببنزرت أحسن ردّ على هؤلاء الذين امتهنوا بعد "الثورة" مهمة الاقصاء لكلّ ما هو جميل و يسعد المواطن التونسي لأنّ هؤلاء لا يعرفون قيمة الجمال ولم يذوق نشوة النجاح "... هوامش : *رغم نجاح حفلها كانت الفنانة لطيفة العرفاوي تشعر بمرارة كبيرة من خلال ردّها على أسئلة الاعلاميين بالندوة الصحفية بل لم تتحمّل أكثر لتصدع أمام الحضور و أنّ هناك أطراف – و تعرفهم هي جيدا – يعملون بكل جهد من أجل اقصاءها من الساحة الفنية و لكني – حسب قولها – ربحت الرهان و التحدي و ها أنا اليوم بموجودة على الساحة و رغم أنف هؤلاء... *ردا على سؤال لممثل «الصريح» حول إن كانت لطيفة اعتمدت على ذكائها – حسب ما يراها البعض بأنّها فنانة ذكية تعرف من أين تأكل لحمة الكتف أجابت بنعم و لكن مع الذكاء هناك العمل و المثابرة والتضحية لذلك أنا درست على كبار الموسيقيين في العالم العربي و غنيت لكبار الشعراء و لكبار الملحنين في عالمنا العربي و لكن بدون أن أتنكر لأصلي فأنا فنّانة تونسية بالأساس و محبّة لوطني الحبيب و لم أنزل في اختياراتي الغنائية إلى الابتذال و لكن ها نحن ندفع ضريبة النجاح من قبل من لم يسرّهم نجاح التونسي محليا و عربيا.. *لأوّل مرّة يحضر رئيس المهرجان أحمد الطريفي أجواء الندوة الصحفية و كان سابقا يقتصر الحضور على المكلف بالإعلام بالمهرجان الآنسة فرع السعيداني، وقد فسّر البعض ذلك من باب مؤازرة هذه الفنانة التي تتعرض لحملة مغرضة لإقصائها... *ذكرت لطيفة العرفاوي أنها بصدد اعداد عمل موسيقي ضخم بمشاركة عربية ستكون أحسن ردّ على كل المناوئين للطيفة، وستزور بعملها هذا جل الدول العربية و الأوروبية...