غنت ورقصت واجتهدت لإرضاء جمهورها وأظهرت سعادة كبيرة بلقائهم بعد 9 سنوات من الغياب ... هي الفنانة التونسية لطيفة العرفاوي اعتلت اخيرا مسرح قرطاج الأثري ليلة امس الأول في اطار الدورة 55 من مهرجان قرطاج الدولي. تونس (الشروق) بكثير من الحب والشوق عادت لطيفة العرفاوي بعد غياب سنوات الى جمهورها في قرطاج غياب جعل من لطيفة تعود بشغف كبير للقاء اهلها و"ناسها" واحبتها ووطنها ... كما عبرت عن ذلك طوال حفلها ليلة امس الأول على مسرح قرطاج الأثري الذي ودعته منذ 9 سنوات بحجة انها من فناني النظام السابق لكن يبدو ان لطيفة العرفاوي تخلصت اخيرا من لعنة النظام السابق التي لاحقتها مع جميع مدراء الدورات السابقة من مهرجان قرطاج ووزاء الثقافة المتعاقبين بعد ان قرر وزير الشؤن الثقافية الحالي محمد زين العابدين ادراجها ضمن قائمة المشاركين في دورة هذه السنة من المهرجان . وبالرغم من الجدل الذي حصل حول هذا العرض الذي لم يدرج في برنامج المهرجان اذ تم الحاقها بالقائمة بعد الغاء حفلها في صفاقس الا ان لطيفة لم تعر لذلك اهتماما وعبرت عن سعادتها بلقاء جمهورها الذي غابت عنه لسنوات ولم تفوت هذه الفنانة فرصة التعبير عن اشتياقها وحبها لحمهورها ولتونس فأغدقت عليهم بالكثير من الحب ورشقتهم بالقبل فبادلوها نفس الشعور حمد الرباعي مفاجأة السهرة جمهور الفنانة لطيفة العرفاوي لم يكن كبير العدد بل حضر بأعداد متوسطة ولعل برمجة هذا العرض أسبوعين قبل موعده وغياب الدعاية الكافية له سبب في ذلك ...افتتحت الفنانة سهرتها بأغنية «يا ولد بلادي « ثم هنأت الجزائر وشعبها بفوزها ببطولة كأس افريقا للأمم وعزفت الفرقة الموسيقية المصاحبة لها بقيادة المايسترومحمد لسود النشيد الوطني الجزائري صاحبه هتاف الجمهور باسم هذا البلد الشقيق ... لطيفة العرفاوي غنت تحت طلب جمهورها فركزت على أغانيها القديمة التي حفظها الجمهور ورددها معها على غرار « حبك هادي « يا ولد بلادي «حبيبي ما ترشحي بعيد « و»يا سيدي مسي علينا «. فحصل التفاعل بينهما كما قدمت لطيفة أغنيتها «أهيم بتونس الخضراء» ألحان وتوزيع الفنان العراقي كاظم الساهر شاركها في الآداء الفنان الصاعد أحمد الرباعي الذي تفاجأ به الجمهور وصفق له طويلا لكن إطلالته كانت مقتضبة وطغت الموسيقى وصوت الفنانة لطيفة العرفاوي على صوته ولم يتركا له المجال لإبراز قدراته الصوتية الرائعة ... احمد الرباعي عبر عن رهبته من الصعود على مسرح قرطاج وأعرب عن أمله في الصعود عليه مجددا ولقاء جمهوره الذي عبر من جهته عن ترحابه به خاصة وان هذا الفنان يستحق الدعم والتشجيع اذا ماشتغل وأنتج اعمالا خاصة به عندها يكون احق بهذا المسرح من الأسماء الصاعدة في العالم العربي والتي اصبح قرطاج متاحا لها في كل الأوقات ..! غياب الإنتاحات الجديدة كما أهدت لطيفة أغنية لوالدتها التي لم تصاحبها لأول مرة الى مسرح قرطاج لأسباب صحية ...واثثت الفنانة سهرتها بدعوة مجموعة من الشباب للرقص لكن بدا حضورهم مسقطا وغاب عنه التناسق والإنسجام الى جانب غياب زي موحد يجمعهم زاد من رداءة العرض في حين انقذ الفنان رجدي بلقاسمي الموقف من خلال تقديمه للوحات راقصة أضفت جمالية على العرض ... الفنانة لطيفة العرفاوي اجتهدت وحاولت ان تعود الى قرطاج بقوة وتعيد بصمتها من جديد وترضي جمهورها الا ان قدراتها الصوتية بدت ضعيفة وخانها صوتها خاصة في الطبقات الموسيقية العالية كما ان العرض لم يكن متناسقا بين الموسيقى والغناء والرقص فغلبت الفوضى احيانا في المقابل عبر ايضا عدد من الجمهور الحاضر عن استغرابه من غياب إنتاجاتها الجديدة الذي كان متشوقا لسماعها ... لعنة النظام السابق ؟ وأحيت الفنانة لطيفة العرفاوي آخر حفل لها في قرطاج سنة 2010 وبعد احداث 14 جانفي 2011 تم تغييبها تماما عن قرطاج بحجة انها فنانة بلاط وغنت لبن علي ونظامه في حين انها صرحت في اكثر من مناسبة انها غنت لتونس ولشعبها وليس لنظام بعينه لكن يبدو ان وزراء الثقافة المتعاقبين على قرطاج ومدراء المهرجان كان لهم موقف من لطيفة العرفاوي التي حرمت من قرطاج لسنوات لتعود اليه بقرار وزاري كما عبرت عن ذلك في الندوة الصحفية التي عقدتها في هذا الغرض . وتعود الفنانة لطيفة العرفاوي الى المهرجانات الصيفية التونسية هذه السنة من خلال مشاركتها في 7 مهرجانات وهي تستور وبنزرت وقابس والمهدية والمنستير وطبرقة وقرطاج... اما عن أجرها في مهرجان قرطاج الدولي والذي كثر حوله الحديث اكدت لطيفة انه اقل من نصف أجرها عن حفلاتها في مصر وفي البلدان العربية.