لست من جيل الرئيس الباجي قائد السبسي رحمه الله ولامن الجيل الذي جاء بعده ولكنني احسب نفسي من اولئك الذين تفتحت اعينهم ودخلوا معترك الحياة والفقيد الباجي قائد السبسي يحتل الصدارة في الصفوف الامامية صحبة صفوة من رجال ونساء تونس البررة واغلبهم رحلوا إلى دار البقاء والذين كان لهم شرف المساهمة في تحرير البلاد من ربقة الاستعمار وبناء اسس الدولة الوطنية الحديثة التي يعتز بها التونسيون والتونسيات واغلبهم كان الباجي قائد السبسي رحمه الله شديد الاعتزاز والافتخار بالدور الذي قام به هو واخوانه في المرحلتين الدقيقتين الهامتين من تاريخ تونس المعاصر(مرحلة تحرير البلاد وبناء الدولة) وكنت من اؤلئك الذين يخصهم الباجي قائد السبسي رحمه الله بذلك بالتذكير بذلك نظرا لمايربطه بالشيخ الوالد من علاقة متينةكانت من ابرز محطاتها مؤتمرالحزب سنة1971ولن انسى مايبادر بقوله لي كلما التقيت به قبل14جانفي وبعده(يرحم خوي الشيخ الحبيب..) وهي كلمات يعلم الله ماتتركه من اثر في نفسي ولم احاول ان استغل ذلك اوازايد به بعد توليه مقاليد الحكم سواء في رئاسة الحكومة أو بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية لقد في نزل قلبي وفي قلوب غالبية التونسيين نبا تعيينه رئيسا للحكومة بردا وسلاما في تلك الفترة الصعبة بعد14جانفي وكنت ولاازال اعتقد إن الاقدار الالهية هي التي هيات الباجي قائد السبسي رحمه الله دون سواه لانقاذ الدولة من الانهيار والبلاد من الدخول في دوامة من الفتن لايعلم مداها الاالله وقدلايسلم لي البعض بهذ الاعتقاد وله ذلك ولكنني لي على ذلك براهين من الواقع المشاهد مثلما انه لي عليه مما براهين مما لايدخل تحت طائلة المعقول وهل يدرك العقل كل شيئ و تلك مسالة اخرى نجح الباجي قائد السبسي في ادارة تلك الفترة الصعبة (تولي رئاسة الحكومة) بشهادة القاصي والداني وبرهن عن قدرات فائقة والرجل في تلك المرحلة المتقدمة من العمر وابت الاقدار الالهية الاان تعده لدور اخرحيث فازفي الانتخابات الرئاسية الاولى بعد 14جانفي وكان محط امال كل الوطنيين المخلصين الذين تمنوا من الاعماق الانطلاق السليم لتونس في مرحلة بناء ديموقراطي وتنموي يكون نمودجا يقتدى به وكان الباجي قائد السبسي جادا وصادقا في تحقيق هذا الامل ولكن الرجل كان مكبلا بواقع ومحيط وظروف لايتسع المجال للتطرق إليها فترة رئاسية شارفت على نهايتها كان فيها الباجي قائد السبسي رحمه الله جنب فيها البلاد الكثير من المطبات التي كان يمكن إن تعصف بتونس وشعبها لولا الطاف الله وحنكة وتجربة الرجل كنت ككل التونسيين الذين يسكنهم حب هذه الربوع ارقب واتابع مسيرة الرجل طيلة السنوات الخمس من رئاسته اشعر بالكثير من الشفقة الرجل لما اراه محاطا به من تحديات داخلية وخارجية و من تجاذبات مواليه (ومااكثرهم في الظاهر وما اقلهم في الحقيقة والواقع) ومن تحالفوا معه مضطرين ومن عارضوه ممن لم تكن لديهم بدائل مقنعة اجتمعت بالرئيس الباجي قائد السبسي رحمه الله قبل الانتخابات الرئاسية مرتين احداهما في لقاء مع ثلة من الشيوخ لنبسط امامه ما شعرنا به من مخاوف على خصوصية اسلامنا التونسي الذي تعرض إلى هجمة شرشة كادت ان تاتي على الثوابت لولا إن الله سلم وكرد عملي منه على هذه المخاوف برمج زيارة لمقام سيدي ابي الحسن الشاذلي رضي الله عنه كانت رسالة طمانة للشعب التونسي تولت بثها محطات التلفزة والوسائط الالكترونية واجتمعت به مرة واحدة في رئاسة الجمهوريةوكان يمكن إن تكرر لولا تقديري لظروف الرجل وكثرة التزاماته و ان المشغول لايشغل وانه ليس لي من طلب ولاغاية شخصية وفي هذه المقابلة الشخصية في قصر قرطاج ا كان فيها الرجل في منتهى اللباقة والحفاوة وحضور البديهة والمشاطرة للامال والتطلعات والتذكير بما يكنه لصديقه الشيخ الوالد من تقدير واحترام بقيت بعد ذلك اكتفي بالمعايدة عليه هاتفيا واسمع منه مايزيدني كل مرة اعجابا بالقدرات والطاقات التي اوتيها الرجل الذي بارك الله له في عمره وصحته وكانت له دائما مواعيد مع المحطات الدقيقة والهامة من تا ريخ تونس واستمر ذلك إلى الاسبوع الاخير من عمره المديد رحمه الله.