بقيادة بوجلبان.. المصري البورسعيدي يتعادل مع الزمالك    قضية منتحل صفة مسؤول حكومي.. الاحتفاظ بمسؤول بمندوبية الفلاحة بالقصرين    مخاطر الاستخدام الخاطئ لسماعات الرأس والأذن    صفاقس تُكرّم إبنها الاعلامي المُتميّز إلياس الجراية    سوريا... وجهاء الطائفة الدرزية في السويداء يصدرون بيانا يرفضون فيه التقسيم أو الانفصال أو الانسلاخ    مدنين: انطلاق نشاط شركتين أهليتين في قطاع النسيج    في انتظار تقرير مصير بيتوني... الساحلي مديرا رياضيا ومستشارا فنيّا في الافريقي    عاجل/ "براكاج" لحافلة نقل مدرسي بهذه الولاية…ما القصة..؟    الاحتفاظ بمنتحل صفة مدير ديوان رئيس الحكومة في محاضر جديدة من أجل التحيل    الطبوبي في اليوم العالمي للشغالين : المفاوضات الاجتماعية حقّ ولا بدّ من الحوار    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    انهزم امام نيجيريا 0 1 : بداية متعثّرة لمنتخب الأواسط في ال«كان»    نبض الصحافة العربية والدولية... الطائفة الدرزية .. حصان طروادة الإسرائيلي لاحتلال سوريا    الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    أولا وأخيرا: أم القضايا    المسرحيون يودعون انور الشعافي    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    المهدية: سجن شاب سكب البنزين على والدته وهدّد بحرقها    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    وزير الإقتصاد وكاتب الدولة البافاري للإقتصاد يستعرضان فرص تعزيز التعاون الثنائي    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    عاجل/ تفاصيل جديدة ومعطيات صادمة في قضية منتحل صفة مدير برئاسة الحكومة..هكذا تحيل على ضحاياه..    الطب الشرعي يكشف جريمة مروعة في مصر    تونس العاصمة وقفة لعدد من أنصار مسار 25 جويلية رفضا لأي تدخل أجنبي في تونس    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    عاجل/ مجزرة جديدة للكيان الصهيوني في غزة..وهذه حصيلة الشهداء..    الطبوبي: انطلاق المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص يوم 7 ماي    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    البطولة العربية لالعاب القوى للاكابر والكبريات : التونسية اسلام الكثيري تحرز برونزية مسابقة رمي الرمح    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تختتم مسابقات صنفي الاصاغر والصغريات بحصيلة 15 ميدالية منها 3 ذهبيات    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    عاجل/ المُقاومة اليمنية تستهدف مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أمريكية..    تونس العاصمة مسيرة للمطالبة بإطلاق سراح أحمد صواب    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..طقس حار..    قيس سعيد: ''عدد من باعثي الشركات الأهلية يتمّ تعطيلهم عمدا''    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    منذ سنة 1950: شهر مارس 2025 يصنف ثاني شهر الأشد حرارة    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات: المنتخب المغربي يحرز لقب النسخة الاولى بفوزه على نظيره التنزاني 3-2    وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر يناهز 116 عاما    منظمة الأغذية والزراعة تدعو دول شمال غرب إفريقيا إلى تعزيز المراقبة على الجراد الصحراوي    معز زغدان: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستكون مقبولة    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    مباراة برشلونة ضد الإنتر فى دورى أبطال أوروبا : التوقيت و القناة الناقلة    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حافظ قائد السبسي: الباجي مرحشنا للرئاسية..ولست معنيا بالانتخابات
نشر في الصباح يوم 31 - 03 - 2019

دعا رئيس الهيئة السياسية في حزب «نداء تونس» حافظ قائد السبسي إلى إجراء مراجعات لرسم خريطة طريق جديدة ملائمة للوضع في تونس.
وفي حديث ل»القدس العربي» قال السبسي إن الوضع في تونس متعكر لأن الدستور فيه عديد النقائص من بينها المتعلقة بصلاحيات السلطات وإشكالية تنقل النواب بين الأحزاب، ودعا لتعديل دستوري للحد من هذه «السياحة البرلمانية».
وأعرب السبسي عن أمله بأن يخرج مؤتمر «نداء تونس» المقبل بقيادة جديدة تكون قادرة على تغيير الأوضاع في الساحة السياسية، وأشار إلى أن الذين خرجوا من النداء كانوا ينتقدونه شخصيا ملاحظا أنهم خرجوا وأسسوا أحزابا خاصة ولم يجتمعوا في حزب واحد، مما ينفي مسؤوليته عن الخلل.
وعن الاستعدادات للانتخابات التشريعية والرئاسية، ركز السبسي على ضرورة حل إشكال تشكيل المحكمة الدستورية لأنه لا يمكن ان تتم الانتخابات دون محكمة دستورية تنظر في الطعون القانونية.
وفي ما يلي نص الحوار:
■بعد مرور ثماني سنوات على الثورة، ما هو تقييمكم للوضع في تونس؟
■اليوم الوضع في تونس متعكر لأن الدستور فيه عديد النقائص ومنها أن رئيس الجمهورية هو الوحيد المنتخب مباشرة من الشعب التونسي ولكن صلاحياته ضعيفة جدا وأصبحت كل الصلاحيات الهامة بيد رئيس الحكومة المعين والمقترح من الأحزاب السياسية وهذا يمثل إشكالا كبيرا في عديد الجوانب خاصة عندما يكون رئيس الجمهورية من حزب ورئيس الحكومة من حزب آخر يقع نوع من الجمود وهذا يعقد العمل السياسي. كما أن هناك إشكالية أخرى تتعلق بالبرلمان، فعندما يقرر أحد النواب مغادرة حزبه والالتحاق بحزب آخر أو كتلة برلمانية أخرى يجب أن يقع تعديل دستوري للحد من هذه السياحة البرلمانية.
كذلك اليوم في تونس إفلات على مختلف المستويات سواء في الإدارات أو في الإعلام وغيره لذلك يجب ان تقع مراجعات لكي نؤسس خريطة طريق جديدة ملائمة للوضع في تونس.
■كيف سينعكس تراجع وضعية نداء تونس كحزب أول على الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة؟
■يستعد حزب نداء تونس لخوض مؤتمره وقد فتح الأبواب لعديد الكفاءات والشخصيات من كل ولايات الجمهورية للالتحاق به، وفي أسبوعين سجلنا أكثر من 100 ألف انخراط وهذا رقم مهم في فترة وجيزة. حزب النداء هو حزب كبير وولد في ظروف خاصة عندما أنهى رئيس الحكومة آنذاك الرئيس الباجي قائد السبسي مهمته وسلم الحكم بطريقة حضارية – شهد كل العالم عليها – إلى حركة النهضة وهو خصمنا. حينها لم نشارك في تلك الانتخابات ولم يكن حزب النداء موجودا لكن الرئيس قرر خلق حزب سياسي بعد ما بعث مبادرة سياسية يوم 26 جانفي 2012، ووضع فيها المبادئ التي تشكل على أساسها الحزب ووجد قبولا لمبادرته. وشخصيا ساهمت في اجتماع كبير وقع في مدينة المنستير يوم 24 مارس 2012 ومثل منعرجا هاما باعتباره اكتمالا للفكر البورقيبي المتجدد ووجدنا قبولا واسعا، حيث حضر في هذا الاجتماع أكثر من 15 ألف مناضل تونسي من كل ولايات الجمهورية. ففي تلك الفترة كان هناك تخوف لدى شرائح تونسية واسعة على مستقبل البلاد وعلى انتشار الإسلام السياسي وكان هناك وعي بأهمية بعث حزب جديد يضم كل هذه الإطارات لخلق التوازن السياسي حتى نحد من انتشار حركة النهضة ونحافظ على المبادئ التي نؤمن بها ونمط العيش التونسي فقط، في ذلك الوقت شهدنا انتشار روابط حماية الثورة وبدأ الحديث عن «الشريعة» بخلاف الدولة التي أسسها بورقيبة والتي كانت قائمة على مبادئ عصرية والانفتاح. ثم وجدنا أنفسنا سنرجع 14 قرنا إلى الوراء وهذا ما جعل النداء مشروعا يقبله كل تونسي وتونسية والرئيس الباجي قائد السبسي بما يملكه من مهارة وحنكة وحكمة جعل عملية تجميع التونسيين حول مبادرته أمرا سهلا. اليوم نحن نجد صعوبات لأننا أصبحنا مطالبين بنتائج، بينما كنا سابقا مطالبين فقط بالفوز في الانتخابات. فتحقيق التغيير الذي ينتظره الشعب التونسي ليس أمرا سهلا لان الوضعية معقدة. لقد تسلمنا الحكم والبلاد في وضعية صعبة، اقتصاد منهار، قوانين لا تتماشى مع الواقع الجديد وغيره من النواقص والأزمات. فالمأمورية صعبة ولكن ليست مستحيلة إذا عالجناها بحكمة وعقلانية. حقيقة عشنا صعوبات كثيرة وإن شاء الله هناك اليوم نضوج ونوع من الوعي يجعل الأشخاص تقلل من طموحاتها غير المبررة، وشخصيا اليوم لن أترشح إلى أي انتخابات وسأبقى دائما على ذمة الندائيين، ونحن كنداء تونس سننظم الأسبوع المقبل مؤتمرا سيحضر فيه رئيس الجمهورية وسيلقي خطابا بصفته الرئيس المؤسس للحزب. ومن بين أهداف تواجدي الآن في صلب النداء هو إضافة إلى مباشرة العمل السياسي، أيضا الحفاظ على الاعتراف الأخلاقي لهذا الرجل الذي قدم تضحيات كبيرة للشعب وخدمات كبيرة لتونس. ونعتقد أنه في المؤتمر المقبل، سيجتمع الندائيون جميعا في المنستير في القاعة نفسها التي اجتمعنا فيها قبل سنوات أي في 24 مارس 2012 واخترنا المكان نفسه بكل ما يحمله من رمزية حتى نساهم بان ينطلق النداء من جديد بالقوة المطلوبة خاصة أمامنا فقط ستة أشهر على موعد الانتخابات التشريعية وستكون نتيجتها هامة جدا ومحددة لنمط عيش الشعب التونسي في المستقبل.
ومرة أخرى، أتمنى أن يمر مؤتمر نداء تونس في ظروف طيبة وأن يخرج بصورة جيدة تعكس الوحدة والتلاحم، فهو محطة حزبية هامة ولكن المحطة الأهم التي ستكون في صالح بلادنا هي الانتخابات التشريعية. والهدف من عقد هذا المؤتمر هو الانفتاح على الكفاءات الوطنية وإعطاء دم جديد للحزب حتى يكون حاضرا لخوض الانتخابات التشريعية في أحسن الظروف.
■من هو مرشح حزبكم للرئاسة؟
■سنرشح رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، فهناك اتفاق واسع لدى كل الندائيين بأن نرشحه، وهو صاحب القرار النهائي وهو يقرر إذا كان مستعدا لكي يواصل ويجدد العهدة من جديد وإذا رفض حينها سنكون مضطرين إلى إيجاد حل آخر.
■هل نفهم من كلامك أن الرئيس مستعد؟
■العلم لله. وفي الحقيقة فإن العمل الذي قام به الرئيس لتونس وخاصة أثناء القمة العربية ستكون له مخلفات إيجابية على مستقبل البلاد ومن شأنه أن يحل عديد المشاكل. فهذه القمة من شأنها أن تلمع أكثر صورة تونس في الخارج بطريقة إيجابية ونعتبر أن كل ما يقوم به الرئيس على مستوى الدبلوماسية التونسية هو أمر هام.
■لمسنا من الأحزاب التونسية الأخرى سعيا للبحث عن مرشح توافقي للرئاسة أو تحالفات انتخابية فماذا عن النداء؟
■التحالفات قبل الانتخابات ليست لها معنى لحزب النداء، فإما يقع تحالف صلب النداء باعتباره الحزب الأكبر، أو نقوم بجبهات انتخابية. ونحن منفتحون صراحة على كل الخيارات ولكن لا نستطيع أن نقوم بتحالفات انتخابية إلا في الزمن المناسب. نحن لدينا عديد الندائيين الذين يريدون أن يقدموا ترشحاتهم للانتخابات التشريعية وستكون الأولوية لهم طبعا. ولدينا مثل تونسي يقول «الصدقة ما تصدق إلا ما تززي أهلك»، ولكن إذا كانت هناك تحالفات جدية لمصلحة البلاد فنحن لن نغلق الأبواب.
■حتى الذين خرجوا من النداء هل يمكن ان تتحالفوا معهم؟
■أتصور ان الذين خرجوا من النداء كانوا ينتقدونني شخصيا ويتهمونني باني كنت وراء إشعال حرب أهلية في وسط الحزب، ولكن هؤلاء الذين خرجوا وأسسوا أحزابا خاصة بهم لم نرهم حقيقة مجتمعين في حزب واحد، بل كل شخص منهم أسس حزبه السياسي الخاص، فلو كانت المشكلة في شخصي لكانوا تكتلوا مع بعضهم. منذ ثلاث سنوات ونحن ننتظر أن يتكتلوا وإلى الآن لم يتفقوا لأنهم يختلفون على أبسط الأشياء.
■تعتبر حركة النهضة أن التوافق ما زال قائما مع نداء تونس فماذا تقولون؟
■عندما انخرطنا في إطار التوافق مع النهضة سواء في وثيقة قرطاج وحتى قبل وثيقة قرطاج أيضا، حققنا التوافق على مستوى تكوين حكومة الحبيب الصيد.. لأننا حاولنا تشكيل حكومة دون النهضة، ولكن هناك أحزابا تشبهنا مثل حزب آفاق تونس قال انه لا يدخل الحكومة إلا إذا دخلت النهضة، وهناك حزب آخر هو الجبهة الشعبية قال إنه ليس معنيا بالحكومة وسيكون في خانة المعارضة… وعندما خضنا الانتخابات وجدنا أن خروج حزب الجبهة الشعبية (حوالي 15 نائبا) وحزب آفاق تونس (8 نواب)، لا يخولنا بأن نمتلك الرصيد الكافي الذي يمكننا من تشكيل حكومة تنال موافقة البرلمان.
لذلك فتحنا الأبواب للجميع وتشكلت حكومة وحدة وطنية برئاسة يوسف الشاهد ضمت النهضة والنداء وأحزاب أخرى ومستقلين. ولكن النتائج التي حققتها هذه الحكومة لم تكن مرضية وتحمل أثرها النداء لأن رئيس الحكومة ندائي. ووجدنا أنفسنا انتخابيا نتحمل تبعات سياسات الحكومة فقررنا الابتعاد أو إعادة تشكيل حكومة أخرى برئيس جديد. فطلب نداء تونس تغييرا شاملا للحكومة باعتبار أن النتائج التي حققتها غير مرضية للشعب التونسي، حركة النهضة لم توافق يمكن بسبب توجهات أخرى لها أو لديها فلسفة أخرى مختلفة عنا. وفي الأساس مشروعهم لا يتلاقى مع مشروعنا لكن جمعتنا المصلحة الوطنية وحتمت علينا بأن نشارك معهم مع أحزاب في حكومة واحدة. اليوم انفصلنا وأعلمنا شركاءنا في الحكومة بأننا لسنا مساهمين فيها وانشغلنا بالعمل الحزبي الداخلي وبالإعداد لمؤتمرنا المقبل الذي ستتمخض عنه قيادة جديدة في نداء تونس ونأمل بان تكون عند حسن ظن الندائيين وتكون قادرة على تغيير الأوضاع في الساحة السياسية.
■ما رأيكم بتشكيل يوسف الشاهد حزب «تحيا تونس»؟
■الاعتقاد السائد بان تشكيل حزب «تحيا تونس» كان بمبادرة من يوسف الشاهد ولكن المعطيات التي لدينا وحسب ما يقول بانه لا علاقة له بالحزب هو يقول إنه ليس له علاقة بحزب «تحيا تونس».
■هل كان هناك جانب شخصي في الخلاف الذي وقع بينكم وبين يوسف الشاهد؟
■في العمل السياسي وفي الخلاف الذي يقع أكيد هناك جانب شخصي وعمومي.
■يعني الحساسيات دائما تكون موجودة بين الحزب الحاكم والحكومة التي تنبثق عنه. دائما وجهة نظر الحزب أبعد من الحكومة وهذا موجود في الغرب؟
■حكومة يوسف الشاهد لم تكن لتوجد لولا حزب النداء، يوسف الشاهد انضم إلى الحزب في اكتوبر 2013 وبعد سنة وجد نفسه كاتبا للدولة بعدها رئيسا للحكومة. هنا أريد أن أذكر أن فكرة تأسيس حزب نداء تونس تبلورت لدى الرئيس قائد السبسي في سياق محاولته بأن يكون له دور ينفع به بلاده وكي لا تنزلق تونس إلى ما لا يحمد عقباه إذا ما اكتسحت حركة النهضة الساحة. لذلك في وقت وجيز تأسس النداء وتمكن من الفوز بالمرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية آنذاك. ربما يمكن اعتبار ان الخطأ الذي وقع بأن الرئيس المؤسس لم يقم بالمؤتمر في تلك الفترة. لقد بدأ نداء تونس كحزب معارض وتعرض لعديد المضايقات والانتهاكات وغيره، ومررنا بفترة صعبة ونوعا ما دموية حدثت فيها اغتيالات سياسية وهو أمر لا يمكن تجاوزه. وحدثت اعتصامات وأكبر اعتصام وقع في تلك الفترة هو اعتصام الرحيل في باردو وشارك فيه حوالي 500 ألف تونسي. وعلى كل حال قرر الرئيس أن يقنع الشيخ راشد الغنوشي بالانسحاب من الحكم وأن تتكون حكومة تكنوقراط فتكونت بالفعل برئاسة مهدي جمعة الذي أمّن بها الانتخابات التشريعية والرئاسية وبعدها سارت الأمور على ما يرام واليوم السيد مهدي جمعة له حزب سياسي اسمه البديل وجلسنا مع بعضنا وقدمنا له اقتراحا بالالتحاق بحزبنا لكي نقلل من التشتت وعلاقتنا جيدة به ونكن له كل الاحترام وما زلنا ننتظر رده، ومن المؤكد اننا سنلتقي معا في يوم من الأيام.
■في رأيكم كيف ستحل مسألة المحكمة الدستورية؟
■لا يمكن ان تقع انتخابات دون محكمة دستورية تنظر في الطعون القانونية وسنسعى في الفترة المقبلة إلى حل هذا الاشكال حتى تتشكل المحكمة الدستورية.
■هناك اتهامات لكم بالسعي للوراثة السياسية فما قولكم؟
■الوراثة موجودة في الأنظمة الملكية، أما في النظام الجمهوري فليست هناك وراثة وهذه كلمة حق يراد بها باطل. الأنظمة الجمهورية مبنية على سيادة الشعب، والشعب التونسي يصوت لمن يثق به. أنا موجود في حزب نداء تونس كمناضل ندائي منذ تأسيسه، وبناء على مؤتمر أجمع خلاله كل الندائيين على أن أكون المسؤول الأول في الحزب وكان آنذاك حزبا في المعارضة؛ حينها لم يتحدث أحد عن الوراثة لكن تم طرح الموضوع بعد أن أصبح «النداء» حزبا حاكما. اليوم الحزب بالرغم من كل الهجمات التي تعرض لها ورغم الانشقاقات التي وقعت فيه، حافظ على وحدته وتمكن خلال الانتخابات البلدية من أن يكون الحزب الثاني بالرغم من صعوبة القانون الانتخابي.
الآن موضوع الوراثة يستخدم من جانب خصومي السياسيين بصفتي ابن رئيس الجمهورية. وهنا أود أن أوضح أنني من مؤسسي حزب نداء تونس وحين كان الرئيس الباجي قائد السبسي رئيس حزب معارض وبعدها اكتسب ثقة الشعب التونسي ونجح في الانتخابات التشريعية، وأصبح حزبا في الحكم. فعن أي وراثة يتحدثون… أنا معني بالشأن العام بصفتي مواطنا تونسيا ولي كل الحق في العمل السياسي وعندما أقدم ترشحي في أي انتخابات ويصوت لي الشعب التونسي فحينها يكون التونسيون من ورّثني، وأنا شخصيا لم أتحمل أي مهمة أو مسؤولية في الحكم خلال الفترة الماضية.
ويبدو أن موضوع الوراثة ليس معنيا به إلا حافظ قائد السبسي… جل الأحزاب السياسية في تونس فيها الزوج والأخت والأخ، فالعلاقة العائلية موجودة اليوم في الأحزاب التونسية، والرئيس الباجي قائد السبسي عندما يؤسس حزبا لا يقنع به أولا محيطه العائلي، فلن يكون قادرا على إقناع أطراف أخرى. هناك أناس معنيون بالشأن العام واعتبر نفسي منهم، ولم أفرض نفسي، بالقوة وعندما تتاح لي الفرصة للترشح لأي انتخابات وإذا نلت ثقة الشعب التونسي وصوت لي فهذا أمر جيد وإذا لم يصوت لي سأبقى مناضلا قاعديا إن لزم الأمر.
■أخيرا، ما تطلعاتكم من القمة العربية؟
■نأمل الكثير من القمة العربية وهي مكسب كبير لتونس التي تفتح أبوابها لكل إخوانها العرب وهم مرحب بهم جميعا دون استثناء وننتظر ان تعطي هذه القمة نتائج كبيرة وان تدفع بالعمل العربي المشترك وبمستوى السياسة العربية بصفة عامة وان تنهي عديد الخلافات الموجودة حتى تكون الأجواء في المستقبل أكثر إيجابية بين أشقائنا العرب. وننتظر أن تكون القمة فرصة لتونس التي تحققت فيها ثورة قائمة على مطالب العدالة والكرامة والتشغيل.
ونأمل أن تكون هذه القمة دافعا للعرب لان تونس تجمع الجميع، وأيضا بأن تكون نافذة لاستثمارات اقتصادية تنعش الوضع في البلاد (القدس العربي )


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.