لا أتحدث عن مرشح للانتخابات الرئاسية من داخل حركة النهضة و الذي بالمناسبة ، حسابيا و منطقيا ، لا يملك أي حظوظ للفوز بالرئاسة مهما كان أسمه أو موقعه في الحركة ، بل عن سيء الحظ الذي ستعلن النهضة و حسب ناطقها الرسمي يوم السبت القادم ،عن دعمه في الاستحقاق الرئاسي المقبل . اذ بمجرد ان تعلن النهضة عن اسمه فسيعتبر و يصنف عند عموم الشعب التونسي كمرشح للنهضة لن تختلف حظوظه عن أي مرشح محتمل من داخل الحركة. في نفس السياق ، لا استغرب لجوء بعض المترشحين للتنبيه على حركة النهضة بأن لا تعلن دعمهم علنيا حتى يتجنبوا مساوئ العملية و التي يمكن ان تؤول حتى الى حرق كامل اوراق و حظوظ المترشح المعني بالامر . حركة اسلامية و اخوانية ، متقوقعة على نفسها ، تعلم جيدا انها مرفوضة من غالبية الشعب ، ترفض التطور و الانفتاح و الإلتزام بقواعد الديموقراطية الحقيقية من تمييز و فصل بين الديني و السياسي ، تحتاج في الحقيقة لمن ينقذها من نفسها خدمة لتونس و لمشروعنا الديموقراطي الوطني . في انتظار ذلك ، تواصل النهضة في حساباتها الضيقة ، بعيدا عن المبادئ و عن استحقاقات ثورة لم يكونوا من المشاركين في اندلاعها ، بل سجلوا فشلا ذريعا و مروعا في خدمة اهدافها و تطلعات روادها و داعميها . أتوقع لكم و بدون اي تحامل ، فشىلا ذريعا في الاستحقاقات الانتخابية القادمة ستؤدي حتما لصراعات داخلية و انشقاقات بدأت تلوح بوادرها بعد تنقيح ما يسمى بالمكتب التنفيذي للقائمات المنتخبة شرعيا داخل هياكل الحركة المحلية و الجهوية . أيها النهضاويون ، تونس أكبر منا و منكم ، و تونس لم تعد مستعدة بأن تبقى رهينة لحركة ترفض التحول و التطور لحزب مدني ديموقراطي محافظ ، يكون ولائه الحصري للوطن و الشعب التونسي لا غير و ان شعب تونس قد دفع و لا زال ثمنا باهظا جدا على مستوى مقدرته الشرائية و ظروفه الاقتصادية و الاجتماعية و الحياتية بصفة عامة و هو محتاج لحكومة وحدة وطنية قوية تباشر فوريا في عملية انقاذ الاقتصاد المتهاوي ، لن ننجح في تشكيلها الا عبر تطبيع الحياة السياسية المرتكزة على فصل الممارسة السياسية عن المرجعيات الدينية ، مع الإلتزام الكامل و التام بالولاء للوطن و ليس تركيا أو قطر و لا السعودية و لا الامارات و لا أي دولة أو لوبي آخر على وجه الارض ناشط سياسي مستقل