كانت الفرقة الموسيقية تعزف على أوتار مشاعري أغنية [ يا حبايبي يا غايبين]..كانت أوتار قلبي ترقص على نغماتها ونغمات الذكريات الجميلة..كانت الايام الوردية تمر كشريط سنمائي خالد أمام عيني ..والشبان المدعوون والمدعوات يرقصون بلا كلل ولا ملل…وعيونهم تشرق عشقا وحلما كالعروس والعريس المنتصبان فوق المنصة كعصفورين..يتناجيان تارة وطورا يبتسمان للحضور..كانت عيناي تجولان بين المدعوات ..لست أدري ..أأحستا بك أم بصمتا بالقرنية على حضورك وحضور قدك الممشوق..وآنساب آكسير الحب في عينيك فآغرورقتا من هول المفاجأة..ونط قلبي من صدري الى صدرك..وأحسست بك!! تتحررين من قيودك الدهرية،، وتقفزين فوق المدعوين لتصافحي [..ذكريات الماضي الجميل ]..وعادت الذكريات..تجلدني ..تحرضني على الصراخ بين هذه الجموع المحتفلة…[..أنني لا أزال أعشقك..]. أتذكرك وأتذكر: كراس الذكريات، من فئة مليون صفحة،المدونة بأحلامك وذكرياتك التي خطها يراعك اليافع بمداد العشق. رسائل الوفاء والود وعددها بليون..لا زلت أحفظها كلها وأحافظ عليها في بيتي الاسطوري..وأوشح بها جدران قلبي منذ عقدين.. هدايا الصمود والتحدي..كلها منضودة ببيتي الجبلي ..رسمت على كل واحدة منها..تاريخ الاصدار وتاريخ التذكر..وصورة المكان وجوكندا الزمان. ..وتهت في يم الذكريات..ولم أفق إلا على لغو صغيرك وهو يشدني من أناملي..آلتفت إليك فإذا هي رقراقة في عينيك الذكريات..-كما عرفتها منذ عقدين-..شعلتان من حب وغرام… سألتك بعفوية وبراءة:-من يكون هذا الملاك ؟ إنه فارس.. لقد تزوجت منذ….وهذا الاسم من آختيارات أيام العشق الازلي..أتتذكرها…؟؟؟ وكيف وقد كنت غارقا فيها منذ لحظات ..لسنين مضت كأنها البرق..!!! وهل تزوجت يا….؟؟ نعم ..نعم ..تزوجت الذكريات وأنجبت معبودتي… الموناليزا العربية.. ..آبتسمت ..حتى ذبت من أمامها ومن أمام صغيرها..وغرقت مجددا في ذكريات السنين…