تناقلت وكالات الانباء في الفترة الاخيرة اخبار احداث غير سارة بالنسبة للمسلمين في الهند هي في اغلبها ردود فعل لصراعات عرقية ودينية تمتد إلى ماقبل منتصف القرن الماضي والتي شهدت انفصال باكستان عن الهند وتاسست دولة باكستان بقسميها الغربي والشرقي الذي يطلق عليه اليوم بنغلداش غير المتصل جغرافيا بباكستان وكان ذلك عاملا من عوامل الانفصال في سبعينيات القرن الماضي بين القسمين الشرقي والغربي لباكستان وقد نتجت عن انفصال باكستان عن الهند صدامات وحروب لم تتوقف إلى اليوم وبقي جزء متنازع عليه اغلبية سكانه من المسلمين و هوما يسمى بكشمير بقسميها (احدهماتابع لباكستان والاخر تابع للهند)و قد اقدمت الهند اخيرا على الغاء حكمه الذاتي للقسم الذي يتبعها من كشمير في خطوة نحو دمجه في الهند بما يترتب عن ذلك من تغيير لتركيبته السكانية حتى لاتبقى الاغلبية فيه للمسلمين والمسلمون الذين بقوا في الهند يتجاوز عددهم 200مليون إن لم نقل أكثر من ذلك وهم يعيشون في مناطق مختلفة من الهند ويحتل الكثير منهم مواقع رفيعة ومتقدمة وتولى الكثير منهم مسؤوليات عالية في الهند(بما في ذلك رئاسة الدولة) فضلا عن مساهمتهم المتميزة في مختلف مناحي العلمية والثقافية والاقتصادية وللمسلمين في الهندهيئات علمية وجامعية ودينية ذات شهرة تجاوزاشعاعها حدود الهند كما برز في العقود الاخير وبعد انفصال باكستان في الهند علماء مسلمون كبار لايتسع المجال لذكر اسمائهم نعم تعرض المسلمون في الهند ولايزالون إلى حملات عنصرية عرقية ودينية ووقعت صدامات بينهم وبين بقية مكونات سكان الهند( في اسام وغيرها من مناطق الهند) وازدادت حملات الاضطهاد خصوصا لدى تولي بعض الحكومات ذات التوجه الطائفي الذي اذكاه مابين الدولتين الهندوباكستان من صراعات ونزاعات وبالعودة إلى حركة وصول الاسلام إلى شبه القارة الهندية وباعتراف الدارسين المنصفين والمتجردين فان المسلمين لعبوا دورا ايجابيا في النهوض بالهند في مختلف المجالات والميادين وساهموا في رقيها وازدهارها وتقف شاهدا على ذلك اثارهم التي لاتزال بادية إلى اليوم(تاج محل وغيره من المعالم) كما ان المسلمين الهنود حكموا شبه القارة الهندية لعقود طويلة وكان لامتزاج مسلمي الهند ببقية مكونات الشعب الهندي الاثار الايجابية والتي منها حركة الاهتداء إلى الاسلام فقد وجدت بعض الفئات المهمشة من الشعب الهندي في الاسلام وفي ممارسات المسلمين السمحة ما دفعها إلى اعتناق الاسلام والمسلمون في الهند اليوم لهم ثقلهم البشري الكبير و لهم حضورهم الايجابي في مختلف مناحي الحياة وبالخصوص في مجالات العلوم والتكنولوجيا والعالم الافتراضي واخر المستجدات في ميادين الانترنات والبرمجيات فمراكزهم متقدمة ناهيك ان من كان وراء البرنامج النووي في الهند هو عالم من مسلمي الهند إلى غير ذلك من نجاحات مسلمي الهند التي يتوقع لها ان يكون ترتيبها في صدارة دول العالم قبل نهاية القرن دفعني إلى كتابة هذه الخواطر ماتعيشه شبه القارة من احداث قد لايكون التصعيد هوالحل وقد لايكون ذلك في صالح المسلمين والاسلام .. قد يكون مد جسور التفاهم والوئام وايجاد صيغة للتكامل والتعاون بين الطرفين هوالافضل. ان الهند ذات المائتي مليون مسلم أو أكثر ينبغي ان يكون لها تمثيل بصيغة اوباخرى في منظمة التعاون الاسلامي .ومثل ذلك التمشي ينبغي ان تعامل به روسيا والصين وغيرهما من الدول التي للمسلمين فيها ثقل بشري .والامر نفسه يصدق على فرنسا التي يقارب عدد المسلمين فيها عشرة ملايين.