منذ مدة أقرأ انهم يكتبون "اليك" اليكي، وأنهم يكتبون "مساواة" مساوات، وأنهم يكتبون "نهضة" نهظة... منذ مدة أعرف أن الطلبة لا يفقهون الفرنسية ولا الانجليزية ولا الفصحى بل بعض الاساتذة ايضا... منذ مدة أعرف انهم لا يقرؤون، لا يذهبون الى المسرح ولا السينما، انهم لا يعرفون الفكر والفلسفة والشعر... منذ مدة أعرف أني أحيا في بيتي، في عالمي، منغلقة على نفسي لا أقابل الا قلة من الخلّص، ولا ارى الحياة الا من الفايسبوك... هم ينو وطني، أحبهم حبي للناس القريبين، لكن لا أشبههم ولا يشبهونني...أنا ابنة دولة الاستقلال والمدرسة العمومية واحترام الفكر والثقافة والفن...أنا من اشتغلت بعد التخرج مباشرة وتزوجت وأنجبت وسافرت وحلمت وخبرت الحياة... هم مختلفون، هم جيل يرى العالم عبر فيديوهات اليوتيوب والانستغرام، يعتبرون ما يرونه ويسمعونه حقيقة توجه حياة بائسة آخرها بطالة أو شغل لا يغطي حاجيات الحياة او، وفِي أحسن الاحوال "حرقة" و"هجة"... العالم تطور...تطور كثيرا ، وفِي بلادي صنع التعليم من منتصف التسعينيات الى اليوم جيلا في أغلبه مشوه، أو ربما أنا المشوهة بالنسبة إليه... الأكيد هو أني أحب قومي وإن كانوا لا يشبهونني ولا أشبههم... ستتواصل الحياة جميلة رتيبة بأدوار اليومي الضرورية قبل العودة الى عالمي الوهمي... تراني أصبحت من أهل الكهف...ولا ادري...