وأنا أمشي أمس في المدينة العتيقة وبين المقاهي والمطاعم والأسواق وأهل الخير من أولاد الحومة التي أحن اليها حنيني إلى حنان أمي... وأنا أمشي..وأتمشى ...وأحاول أن لا أسقط تحت عذاب الأيام والأعوام التي كسرت ظهري ...وقوست جسمي...وشيبت قلبي ...وانا اخطو خطواتي البطيئة كان الناس الذين مازالوا يتذكرونني يستوقفوني ....ومنذ اللحظة الاولى تنزل عليّ كلماتهم كأنها السياط ...كأنها جمرات ...كأنها أشواك ... الناس يتألمون ...ويتوجعون ...ويعانون ...ويشكون ... يقولون لي ...يحكون لي ...يبوحون لي...وتكاد الدموع تقطع الكلمات..وتمزق الحروف...وتحوّل الخطاب الصادق العفوي إلى قنابل تحرق الشارع والسوق والمارة.. ولكن العبارة التي كانت تعلو وتطغى وتطبع الموقف العام هي كلمة: "الله يرحمك يابن علي"...نقطة وارجع للسطر…