ظهرت لأول مرة مع زوجها المترشح للدور الثاني للانتخابات الرئاسية المبكرة قيس سعيد، وهي تدلي بصوتها في الدور الأول من الانتخابات في 15 سبتمبر وتصدرت صورتها مواقع التواصل الاجتماعي، إنها القاضية إشراف شبيل. لم يعد اهتمام التونسيين مقتصرا على برامج المترشحين، بل إنّ هوية زوجة الرئيس المقبل، أو من تُعرف "بسيدة تونس الأولى"، باتت تثير فضولهم. ولهذا الاهتمام مرجعية تاريخية في الذاكرة التونسية، حيث كان لزوجات الرؤساء السابقين تأثير في الحياة العامة، من أبرزهن وسيلة بورقيبة زوجة الرئيس السابق الحبيب بورقيبة، وليلى الطرابلسي حرم الرئيس الراحل زين العابدين بن علي. تجنب الأضواء وأثار ظهور القاضية إشراف شبيل فضول التونسيين، خاصة أنها تظهر كثيرا في وسائل الإعلام خلال الحملة الانتخابية، وبدا حضورها محدودا لحظة إعلان النتائج الأولية. لكن ذلك لم يمنع إعجاب المتابعين من التعليق على مظهرها، حيث بدت السيدة إشراف شبيل بقصة شعر قصيرة وسروال وسترة سوداء وقميص مفتوح ورقبة مكشوفة ونظارات شمسية، حازمة في مشيتها مثالا للمرأة العملية. تنقلات مستمرة ولدت إشراف شبيل في صفاقس (جنوبي البلاد)، وكان والدها امحمد شبيل قاضي بمحكمة الاستئناف يتنقل من منطقة إلى أخرى مع كل تغيير في الحركة القضائية. حفيدة الشيخ "سيدي علي شبيل "عرفت بتميزها في كل المراحل الدراسية، فقد زاولت تعليمها بالمدرسة الفرنسية بسوسة، ثم بمعهد الثانوية للفتيات بالجهة نفسها، لتحصل على البكالوريا وتلتحق بكلية الحقوق. تخرجت إشراف وهي البنت الصغرى لعائلتها في المعهد الأعلى للقضاء، وحصلت على شهادة الدراسات العليا في العلوم الجنائية، لتحقق بذلك حلم والدها الذي تمنى أن يراها قاضية، وأصبحت مستشارة بمحكمة الاستئناف، ووكيل رئيس المحكمة الابتدائية بتونس. كفاءة وانضباط القاضية إشراف شبيل محبة للمطالعة وعرفت بتفانيها ونزاهتها وانضباطها وفي عملها، وهو ما بينته القاضية كلثوم كنو في تدوينة لها على صفحتها على فيسبوك؛ "زميلتي في القضاء ما نعرفهاش عن قرب أما نسمع عليها كل الخير". وهو ما أكدته أيضا المحامية التونسية رفيعة مديني للجزيرة نت، مشددة على أنها "من أحسن القضاة خلقا وتواضعا، إلى جانب كفاءة مهنية عالية يشهد بها المحامون". تعرّف قيس سعيد على إشراف شبيل في مدارج الجامعة بمحافظة سوسة، وتزوجها بعد قصة حب، وهو ما أعلنه في برنامج "للحكاية وجه آخر" مع الصحفية "هندة بن علية الغريبي" على موجات الإذاعة التونسية سنة 2017، وأنجبا ثلاثة أبناء هم: عمرو وسارة ومنى. إعادة الزخم قد تكون السيدة إشراف شبيل حرم قيس سعيد ثامنة امرأة تتقلد المنصب البروتوكولي "سيدة تونس الأولى"، وأول "قاضية" تسكن قصر قرطاج كزوجة لرئيس الجمهورية، تنافسها على هذا المنصب سلوى السماوي زوجة المترشح للدور الثاني للانتخابات الرئاسية نبيل القروي. ولئن تراجع دور "سيدة تونس الأولى" كما هي الحال مع السيدة ليليا المبزع زوجة فؤاد المبزع، ثم السيدة بياتريس راين المرزوقي زوجة المنصف المرزوقي؛ فالمرحومة شاذلية قائد السبسي زوجة الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي، وأخيرًا السيدة سيران الناصر زوجة الرئيس الحالي محمد الناصر أعادتا الزخم لهذا الدور. وأعادت انتخابات رئاسة الجمهورية إلى الأذهان أهمية السيدة الأولى ونفوذها ومدى تأثيرها على القرار، في وقت وعد فيه المترشح للرئاسة قيس سعيد بإلغاء منصب السيدة الأولى "لأن كل نساء تونس أول"، كما قال. (المصدر : الجزيرة)