مما لا شك فيه لدى الملاحظين ولدى المتابعين المنصفين لاخبار كبار الزعماء والرؤساء وكبارالسياسيين ان خطب وتصريحات وردود الرئيس التركي اردوغان اصبحت محط الأنظار وموضعا قمينا بالتامل والاعتبار من ذلك ما ورد في رده منذ يومين على سؤال القي عليه حول القادة التاريخيين الذين تاثر بشخصيتهم فاجاب ولكانه في وضعية وثوب ومقام الواعظ والمربي والمعلم قائلا ومصرحا بما يلي(الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم هو القائد المثالي بالنسبة لي) وانني لاشهد والشهادة كما يقال من الدين انني قد سمعت وما زلت اسمع الى يوم الناس هذا اجابة العديد من الزعماء والعديد من القادة والعديد من الحكام العرب عن هذا السؤال فلم اسمع والحق يقال ولو واحدا منهم اجاب بهذا الجواب بل ان الادهى من ذلك والأمر اننا سمعنا واننا علمنا ان احد الرؤساء واحد الزعماء التاريخيين المسلمين المعروف جدا لدى التونسيين صرح مرة في حديث خاص وتندر في بلاده الاسلامية انه افضل من الرسول محمد استغفر الله والعياذ بالله قائلا بالحرف الواحد انه يملك قفة من الشهائد العلمية لا يملكها هذا الرسول الذي يعرف بكونه اميا قد بعث في امة عربية امية... فهل يحق لنا ان نقول وليس علينا اي عتاب اواي لوم ان اردوغان قد اثبت مرة اخرى بلا شك ولا جدال انه يحب ويحترم رسول الاسلام محمدا عليه افضل الصلاة وازكى السلام بن عبد المطلب اليوم اكثر واصدق من الحكام ومن القادة ومن الرؤساء العرب الذين يعتبرهم العروبيون الغافلون من غير شك انهم اقرب الى محمد رسول الله من امة ومن رئيس ومن زعيم امة الترك؟ فليت هؤلاء المنسوبين الى العروبة كذبا وبهتانا وظلما و شكلا دون مضمون واسما دون مسمى يقرؤون ويتاملون قول الله تعالى الذي يعلم ما لا نعلم(وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا امثالكم) فلو قرا هؤلاء العروبيون وتدبروا هذه الآية كما تجب القراءة وكما يجب التدبر لعلموا ولفهموا ان هذه الآية تعد معجزة من المعجزات فهي اولا مذكورة في سورة اسمها سورة محمد وثانيا تشير الى ان هؤلاء العرب سياتي عليهم يوم ما وينسون او يتناسون عظمة رسولهم محمد عليه الصلاة والسلام وسياتي الله بقوم يقدرونه حق قدره من غير امة العرب اوليس هذا الجواب الذي قدمه اردوغان يفسر هذه الآية باكثر دقة وباكثر وضوح افضل مما جاء في تفسيرها السابق المذكور منذ قرون ومنذ سنوات في بقية التفاسير وفي بقية الكتب؟ كما لفت انتباهي في ذلك الخطاب الذي القاه اردوغان مقدارذكاء الرجل الذي لا يختلف في شانه اثنان عاقلان فقد زاد فقال (هناك قادة تركوا بصمتهم في الحقب الزمنية التي عاشوا فيها على سبيل المثال مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال اتاتورك...) فلكان اردوغان اراد ان يجيب بصفة غير مباشرة اولائك الاتراك وغيرهم من العرب ومن بقية الامم الذين يتساءلون عن موقف اردوغان من شخصية مصطفى كمال الذي اشتهر في الشرق والغرب؟ فهو يجيبهم بان هذا الزعيم مما لاشك فيه انه قد ترك بصمته في تاريخ حياة تركيا اليوم ولكن بصمته لم تنل اعجاب واستحسان اردوغان فلو كان في مكانه ما قام بمثل افعاله فمصطفى كمال بلا شك وبلا جدال لم يتاثر بشخصية محمد رسول الاسلام في اي موقف وفي اي كلام وفي اي مقام وهذا امر معروف لا يحتاج لدى العقلاء الى مزيد شرح والى مزيد كلام ...ولكم يحسن بي في ختام هذا المقال ان اقف عند تلك الجملة التي قالها اردوغان في نفس ذلك الخطاب وهي(اما في اوروبا فلا اجد قائدا بالمعنى الحقيقي حاليا) ولكاني باردوغان يريد ان يقول من وراء هذا الكلام ان جميع رؤساء وقادة الشعوب الأروبية اليوم الذين يعتبرهم كثير من الحكام العرب وكثير من عامة المسلمين مثالا في القيادة الرشيدة والحكمة الفريدة هم في الحقيقة لا يساوون شيئا ذال بال وذا قيمة مقارنة بشخصية الرسول الرفيعة العظيمة اوليس لنا من باب الاعتراف ومن باب الانصاف ان نقول ان اردوغان قد فكر وقد اختارقدوته ومثاله وقد تكلم وقد اصاب ؟ وهل هناك رجل في تاريخ البشرية جمعاء الحديث والقديم قال فيه ربه و خالقه في كتابه الكريم (وانك لعلى خلق عظيم)؟ اوليس من الحكمة ومن الذكاء ان يقتدي المسلم العاقل بمن فضله وكرمه رب الارض ورب السماء؟ اوليس من الجهل ومن الغفلة ومن الغباء الذي ما بعده جهل وما بعده غفلة وما بعده غباء ان يقتدي عاقل وان يتاثر بشخصية تدعي العفاف والصلاح وحب البلاد والتفاني في خدمة العباد بينما الحق ان يقال فيها ذلك القول القراني الذي يشهد العقلاء انه غاية وقمة في الحكمة وفي الرشاد وفي السداد(ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام واذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد واذا قيل له اتق الله اخذته العزة بالاثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد)