لم اصدق عيني ولم اصدق اذني وانا ارى واسمع ان زيت الزيتون الذي يحبه ويشتهيه و يعشقه التونسيون منذ قرون يباع في الاسواق بسبعة دنانير للتر الواحد او اقل بعد ان كان سعره في السنوات السابقة لدى الفقراء والمساكين لا يحتمل ولا يطاق وانني لاتذكر واذكر انه في سنة من السنوات القريبة الماضية ارتفع سعره كما يقول عامة التونسيين الى السماء واصبح فقراء ومساكين التونسيين يكتفون بشراء ربع لترمنه في الاسبوع او في الشهر ويعتبرونه بمثابة الذهب والبلسم والدواء لكن في هذه السنة والحمد لله انخفض سعره تقريبا الى نصف السعر المعتاد واصبح في متناول اغلب سكان ومواطني هذه البلاد ولكن ورغم كل هذه الصابة القياسية ورغم كل هذه الرحمة وكل هذه البركة وكل هذا الخير وكل هذه النعمة الالاهية الربانية لم نسمع اغلب المواطنين يحمدون ويشكرون الله الذي لا الاه ولا رازق سواه كذلك لم نسمع ولم نقرا شيئا مكتوبا ومرسوما لاولائك المعارضين المتذمرين المنتقدين الذين سيق لهم ان انتقدوا سياسة اقتصاد الحكومات السابقة لما كان سعر زيت الزيتون يقفز ويرتفع كل سنة قفز وارتفاع المجانين والمصروعين...واني لاظن ظنا يشبه اليقين ان هؤلاء المنتقدين او النبارة كما يسميهم التونسيون وخاصة المعارضون لحكومة يوسف الشاهد ولحزب النهضة التي يحملونها مسؤولية كل تردي اوضاع هذه البلاد وخاصة منها الاقتصادية قلت اظنهم غاضبون من هذا الانخفاض الكبير المشهود لسعر زيت الزيتون ولربما كانوا يتمنون ان هذا الانخفاض ما كان ينبغي ان يحدث وان يكون حتى تزداد اوضاع التونسيين الاقتصادية الضعيفة ضعفا على ضعف وسوءا على سوء او كما يقول التونسيون ( يزداد الطين بلة على بلة) فيثورون على هذه الحكومة في كل شارع وفي كل زقاق وفي كل زنقة وفي كل حومة باعتبارها السبب الأول على تدهور احوالهم التعيسة المشؤومة... ولكن والحمد لله والشكر لله العلي القدير البصير بحال المسكين وحال الفقير كانت صابة زيت الزيتون هذه السنة وفيرة قياسية اسكتت قليلا عصافير بطون الفقراء والزوالية الذين تهافتوا في هذه الفترة الاخيرة على شراء شيء من هذه المادة الغذائية المحبوبة والمعشوقة منذ قرون وقرروا ان يشبعوا منها وان يملؤوا بها الجرار والخوابي وغيرها من انواع الأواني والماعون فهنيئا لعامة للتونسيين بهذه الصابة الوفيرة التي لم يتمتعوا بها منذ سنوات طويلة كثيرة...ولا اظن ان هؤلاء الغاضبين على حكومة الشاهد الذين عملوا كل ما في وسعهم في هذه المدة الأخيرة على تشويه سياسته وعلى اسقاطه واسقاط حكومته يستطيعون ان ينكروا او ان يكذبوا ان صابة زيت الزيتون القياسية هذه السنة وانخفاض سعره العجيب تحقق في عهده وفي مدة ولايته... وانني لارجو واتمنى ان يبقى سعر الزيتون على مثل هذا الحال في عهد الحكومة القادمة او يزيد انخفاضا وانني لارجو واتمنى ايضا الا تكون هذه المعارضة التي اسقطت حكومة الشاهد وشوهت سمعته على ما فعلت وعلى ما اقترفت ايديها نادمة وانني لاذكرهم ايضا بذلك القول القديم الصحيح المحكم الذي يردده التونسيون اذا تغير حالهم الى ما هو هو اسوا وكانوا ينتظرون ما هو انفع وما هواسلم(شد مشومك لا يجيك ما اشوم) اما ذلك العربي الفصيح الفقيه فقد قال ما يجب ان يتوقعه وان يحترس منه كل عاقل نبيه(رب يوم بكيت فيه فلما صرت الى غيره بكيت عليه)