أكد عدد من التونسيين ممن كانوا على متن الباخرة "تانيت" التي كانت في طريقها البارحة من جنوة الى تونس أكدوا أنهم عاشوا ساعات رعب حقيقية بسبب قوة الرياح مضيفين أنهم كانوا على حافة الموت غرقا لولا عناية من الله ومهارة القبطان الذي تجنب الكارثة وفق ما أفادوا به واستغرب جانب ممن كانوا على متن "تانيت" خروج الباخرة رغم سوء الأحوال الجوية وقوة الرياح وفيما يلي شهادة مواطن تونسي كتبها ونشرها على "فايسبوك": "لا سكوت بعد اليوم ما حصل الليلة على ظهر التانيت – ولا زلنا على ظهره صحبة حوالي 3000 آلاف شخص و 1200 سيارة – يضطرني لتجاوز التحفظ في إبداء المواقف و مراجعة عزوفي عن الشأن العام. ساكرس بقية حياتي لمحاربة هؤلاء الفاسدين المجرمين و المستهترين و عديمي الضمير. لا مهادنة بعد اليوم و لا تحفظ في الألفاظ مع مجانين يملكون زر سلاح الدمار الشامل و بيدهم قرار إبادة ثلاثة آلاف شخص بكلمة او بأمر يصدره و هو ربما سكران. ملخص ما حصل الليلة و للحديث بقية: التانيت انطلق من جنوة الايطالية و على متنه آلاف الأشخاص رغم التحذيرات من خطورة العواصف حتى لا يضطر دفع مبلغ الارساء على الميناء الايطالي. البحر كان هائجا و البواخر الأخرى تعود أدراجها الى ايطاليا نظرا لخطورة الموقف – ج ن ف مثلا انطلق قبلنا بساعات و عاد بناء على قرار القبطان- التانيت يقرر المغامرة و يواصل طريقه بناء على أوامر من أحد المسؤولين المجرمين بتونس لكن البحر كان له رأي آخر. الباخرة تلاطمها الأمواج و الأمتعة تتطاير و الأطفال تبكي و الكثير يتقيا و الماء يتسرب أمام بعض البيوت و المسؤولون لا أحد يحرك ساكنا. لا تطمينات و لا معلومات و لا أخبار و لا اي أدنى اشارة بالاهتمام بفزع الناس و رعبهم.اكثر من ثلاثين ساعة من الرعب كانت قمتها المناورة البطولية التي قام بها القبطان حوالي الساعة الثالثة و أدار بها الباخرة بشكل سريع و مفاجئ لينقذ آلاف الأرواح من الموت المحقق و الوطن المكلوم بفاسديه من كارثة وطنية كبرى. لا ندري ما حصل لكن فهمنا ان ارواحنا كانت قاب قوسين أو أدنى من غرق تاريخي لانه كان معلوما و تم الذهاب إليه من أجل حفنة من الأموال ستذهب إلى جيوب الفاسدين. طوال ثلاثين ساعة لم يتوقف مكبر الصوت عن المناداة لفلان و علان ، أسماء تتكرر لأشخاص يبدو أنهم من العاملين على الباخرة لكن لم يتحفنا مكبر الصوت بربع كلمة او بتوجيه او طمأنة و حتى أخبار عن فتح المطاعم و دعوة للتجمع خارج البيوت لتسهيل الخروج حالة الغرق . لا شيى من هذا. اهتمام صفر بالمواطن و استهتار كامل بحياته و لا إنسانية و انعدام ضمير و قلة حياء منقطعة النظير. حتى التعويض عن الطعام المتطاير لبعض النزلاء رفضه عمال مطعم الباخرة علما ان الوجبة الواحدة لشخص واحد سعرها مائة دينار و اسعارتذاكر البواخر التونسية هي الأغلى إطلاقا. بحكم انطلاق الباخرة من الأراضي الأوربية فإنه يمكن مقاضاة هذه الشركة اللاوطنية في المحاكم الأوربية و هو ما قد نسعى لفعله" هذا ولم يصدر بعد بيان عن الشركة لتوضيح ما راج حول هذه الرحلة