لا شك ولا خلاف بين اهل الفهم والنظر والانصاف ان البلادة والركاكة والبهامة (كما يقول العامة) صفات رديئة ليست حكرا على بلد من البلدان او جهة من الجهات او فئة من الفئات بل هي صفات منتشرة ومشاعة بين جميع الناس في كل القارات وفي كل الدول وفي كل الأوقات ومن كن في شك مما اقول فلينظر وليفكر في مدى سلامة عقل ذلك الشاب الامريكي الذي نشر العالم كله صورته وهو يلعق بلسانه الزجاجات المعلقة في فضاء تجاري امريكي من الفضاءات ويتحدى الناس ويسالهم بقوله المليء غباء و تبجحا وجنونا (من الذي يخاف من فيروس كورونا)؟ فهو يعني ويقصد بمختصر الكلام انه رجل بطل من الابطال لا يخاف الموت ولا تعتريه كغيره من عامة الناس الأمراض والاسقام... اليست هذه قمة ورتبة غير مسبوقة من رتب البلادة والركاكة والبهامة التي ما بعدها بهامة؟ وهل هناك رجل عاقل سليم يتحدى الوباء الخطير بمثل ما فعل هذا الشاب الشاذ المتهور الشرير ثم يفرح بفعله ويتبختر به ويصوره وينشره ويوزعه في الناس اجمعين ؟ الا يعتبر هذا الفعل اجراما ثابتا بكل الأركان والمقومات في حق نفسه وفي حق غيره؟ الا يصدق فيه قول حكماء العرب قديما (يفعل الجاهل بنفسه ما لا يفعله العدو به) الم يجعل هذا البليد الركيك البهيم الناس يسخرون ويهزؤون من امريكا التي تقول ان شعبها افضل الشعوب من حيث العلم والتفكير واذا بهذا الشاب يلطخ سمعتها ومكانتها بسوء الفعل وبسوء التدبير؟ الم يقل اجدادنا وإباؤنا قديما نقلا عن ذوي الحكم الصائبة والمقامات الفكرية العالية(ان فارا واحدا ينجس خابية)