احتج أول أمس بعض الأهالي على عملية دفن امرأة مصابة بفيروس كورونا بمقبرة الجلاء الجديدة و حاولوا التصدى لعملية دفنها ممّا اضطر السلطات الجهوية بالاستعانة بالقوّة العامة و دفن الراحلة بمقبرة الجلاء و هي مقبرة جديدة تمّ تشييدها منذ عقد و نصف من الزمن و تعتبر هذه أول عملية دفن بهذه المقبرة و حتى نفكك لغز هذه المقبرة الجديدة بمنطقة حي الجلاء و دواعي التصدي إلى مثل عملية الدفن المشار إليها خصوصا وأن الأمر وصل ببعض المحتجين إلى المطالبة بحرق جثمان المرأة المتوفية!!؟ اتّصلت " الصريح أون لاين " بمستشارة من المجلس البلدي ببنزرت و طرحت عليها بعض الأسئلة منها هل بالإمكان تقديم و لو فكرة مقتضبة عن مقبرة الجلاء الجديدة، و تاريخ تمّ انجازها ؟ و هل تمّ الدفن فيها سابقا؟ و لماذا اختيار دفن هذه المرأة المصابة بفيروس كورونا بمقبرة الجلاء و الحال و أن مقبرة جرزونة هي الأولى بذلك باعتبار و أنّ الراحلة تقطن بنفس المنطقة ؟ و عليه جاءني الرّد كالآتي " البلدية من أشهر هيأت المقبرة ضمن كراس شروط بل و أعدت قبورا و لمّا جاءت عدوى فيروس الكورونا بدأ توظيف المقبرة و أيضا تمّ اجتماع في الولاية و خلية الأزمة و اتخاذ القرارات المناسبة للدفن و ضمن الاجراءات الصحية و لكن ما راعنا إلاّ و المتساكنين قرب المقبرة يرفضون ذلك و يتظاهرون و لم تتمكن السلط من الدفن إلاّ باستعمال الغاز المسيل للدموع..." ثمّ انقطع التواصل من قبلها رغم محاولتي المتعددة للاستيضاح حول بعض النقاط المبهمة ولكن دون جدوى؟؟ و في سياق متصل توجهنا لأحد الأطباء بالجهة ببعض الأسئلة متصلة بالموضوع من أجل انارة الرأي العام من الناحية الطبية و العلمية حول دفن شخص توفي جرّاء إصابته بهذا الوباء " فيروس كورونا " و هل يمكن أن تلحق ضررا عمليه الدفن هذه بالمقبرة أولا و ثانيا بمحيطها؟ و هل هناك سببا مقنعا لمنع مثل هكذا عملية دفن لشخص مصاب بهذا الفيروس؟ . النتيجة كانت لا إجابة و لا تفاعل مع الأسئلة المطروحة و بقيت كل الأسئلة نقاط استفهام ؟ و لكن أيضا أثارت هذه الحادثة على المستوي الشعبي العديد من ردود الفعل في أوساط متساكني بنزرت نورد منها بعض المواقف حيث صرّح السيد سليم بالقول " اقل حاجة نقول عليها عيب .ثمّ.عيب والف عيب وبصمة عار لكافة متساكني ولاية بنزرت وعلى التوانسة الكل ، يعني انا غدوة صاحب الامانة يهز امانتو بهذا الوباء وكلنا معرضون يصير لي هاكا في الجنازة ويقع رفض الدفن بالمقبرة المخصصة ، لا يزي بلا تغسيل ، بلاش صلاة الجنازة في الجامع و يحضر عدد معين من العائلة وتخرج امرأة وتطلب حرق الجثة كيما في الخارج كيما هو موثق بالفيديو ، وتحبوا ربي يرفع علينا البلاء" كما كتب السيد الحبيب اعلامي من بنزرت تدوينة جاء فيها " اللي صار البارح في المقبرة الجديدة بمناسبة دفن امرأة متوفية هو فضيحة كبيرة بالمعنى الصحيح للعبارة و فضيحة بجلاجل كما يقال بالمصري و بعد الكر و الفر مع رجال الأمن و لاكريموجان تمّ الدفن..ربي يهدي ما خلق " لتضيف سيدة أخرى" اللي صار البارح لا يمثل بنزرت و أهلها اللي معروفين بأخلاقهم و تربيتهم " و لنختم هذه التغطية لهذه الحادثة الانسانية بسؤال مفاده لماذا التجأت السلط لدفن هذه المرأة المتوفية جرّاء اصابتها بفيروس كورنا بالمقبرة الجديدة بمنطقة الجلاء و هي الجاهزة منذ ما يزيد عن عقد من الزمن ؟ و الحال و أنّ المتوفية تقطن في منطقة جرزونة التي لها مقبرتها الخاصة ؟ فهل هو اختيار من السلط على دفن كل ضحايا هذا الوباء القاتل بالمقبرة الجديدة؟