يبدو أنني رجل غير عادي، فلي عداء للتصفيق فلا أصفق أبدا، ويزعجني جدا ضرب الكف بالكف، يدي لا تطاوع اليد الأخرى ويدخل هذا في طبعي. وأذكر أنني حضرت اجتماعا محوره الثقافة، وما أن بدأ منظم الاجتماع يتكلم حتى انطلق في فرح الرئيس المخلوع، وهنا زلزلت القاعة بالتصفيق ولم أفعل مثلهم، كلهم وقفوا وصفقوا الا قلة وأنا بينهم ظللنا في أماكننا ولم نضرب الكف بالكف، واستغربت من شخصيات يظهر عليها الوقار كيف تصفق بكل جهدها. ورأيت إمام جامع في حال تصفيق لا تتماشى مع جبته، وعمامته، ولحيته البيضاء. كل محاضر، أو مدير، أو مسؤول إذا اجتمع بالناس ولكي يصفقوا له، يذكر الرئيس المخلوع باعتباره حسب رأيه هو ولي نعمتنا، وهو الضامن للنجاح والفلاح والصلاح ودائما إذا حضرت ندوة أو مهرجانا أو اجتماعا أرى بعض الحاضرين والمنظمين ينظرون إليّ باستغراب كيف لا أصفق وكادوا يقولون لي: إذن أنت ضدنا. وتروا أعصابنا بتصفيقهم وكل من لا يصفق يكون في حالة اتهام وها هو المخلوع هرب فأرجو من الذين كانوا يصفقون حال الاستماع لإسمه أن يستحوا ويكفوا عن ضرب الكف بالكف.