لقد أبكاني الحكم سليم بلخواص لما اتصل بي طالبا النجدة وهو في ملعب بني خلاد بعدما أوقف مقابلة النجم الخلادي والملعب الڤابسي... بكيت لأنني شعرت بعجز كبير على حماية الحكام وتصورت نفسي مكان سليم بلخواص.. بكيت بعدما تذكرت كيف كنا كحكام نتوجه إلى الملاعب تاركين أفراد عائلاتنا ولانطمئن الا بعد العودة اليهم ليلا... تخيلت أن بلخواص تعرض إلى مكروه أو أي حكم آخر مكانه... قلت ماذا لو تعرض طاقم تحكم مقابلة النادي البنزرتي والنادي الصفاقسي إلى مكروه... كيف سيكون موقفنا كمسؤولين عن التحكيم وعجزنا عن حمايتهم... الحكام أمانة في أعناقنا.. صدقوني انها المرة الأولى في التحكيم التي أعجز فيها عن السيطرة على نفسي فبكيت بشدة.. كنا نعلم بأن الظروف ستكون صعبة بالنسبة إلى حكام هذه الفترة بعدما برزت بعض المظاهر في الملاعب ومنها حتى الضغط على الحكام وتهديدهم وهم في الملعب للتأثير عليهم وقد اضطر بعض الحكام إلى تجاهل اتخاذ بعض القرارات خوفا من ردود الافعال العنيفة الأمر الذي اضطرنا لاحقا إلى التخلي عن التوجه الذي سرنا عليه بداية الموسم والمتمثل في منح الثقة إلى الحكام الشبان وتكوينهم فالتجأنا إلى بعض الحكام كبار السن والتجربة احتياطا مما قد يحصل وحماية للحكام الشبان وأقولها صراحة بأن بعض الحكام الذين عينوا لم نكن لنعينهم لولا الظروف المشار اليها أعلاه واختيار التوقف عن التعويل بصورة شبه مطلقة على الشبان ولكن ورغم ذلك حصلت التجاوزات وأصبح الحكام مهددين في حياتهم وهذا ما لايمكن أن نقبله... هل سأنتظر إلى أن يسقط لاقدر الله حكما ضحية في ملعب من الملاعب.. لأجل هذا تقدمت باستقالتي وفضلت الانسحاب لأنني لست مستعدا لتحمل المسؤولية في هذه الظروف التي لاتتوفر فيها أي حماية للحكم... وبالنسبة إلى رئيس الجامعة أنور الحداد فلم أرد على مكالماته الهاتفية لأنني لست أجيرا عنده يطلبني متى يريد ولا يتصل متى يريد أيضا.. ثم اني كنت في مقر ادارة التحكيم بصدد الاتصال بطواقم التحكيم للاطمئنان عليهم ولايمكن أن ننسى هنا بأن بعض الحكام كانوا مهددين «بالبراكاج» حتى في طريق العودة وبقدر ما سعدت بموقف جلال بن تقية الذي تحدث معي في «موزاييك» ورفع من المعنويات وشدد على أن المكتب الجامعي سيعمل من أجل حماية الحكام وطلب وضع اليد في اليد بقدر ما استأت من تصريحات رئيس الجامعة الذي لم يكلف نفسه في اذاعة الشباب حتى مجرد البحث عن رفع المعنويات مبديا عدم اهتمام ليس بالاستقالة في حدّ ذاتها ولكن بأسبابها وأقول له فعلا تصالحنا قبل أيام واستقالتي لم تكن بسبب أي خلاف بيننا بل كانت للأسباب التي أشرت اليها أعلاه وكان بودي لو فضل عدم التعليق عوضا عن الرد بتلك الطريقة وليعلم الجميع بأنني لو كنت أبحث عن الأموال من وراء تحمل المسؤولية في التحكيم لما قبلت ادارة التحكيم في ظل وجود عروض عديدة مغرية من قنوات تلفزية أجنبية للعمل معها كمحلل تحكيمي.. هذا ما قاله لنا يونس السلمي لما اتصلنا به في ساعة متأخرة من مساء أول أمس بعدما أعلن عن استقالته.. اجتماع للحكام وأولاد أحمد عند رئيس الجامعة من المفروض أن يكون عدد من حكام كرة القدم قد اجتمعوا عشية أمس في مقر جامعة كرة القدم للاحتجاج بخصوص الظروف التي يعانون منها في الملاعب وغياب السلامة وامكانية تعرضهم إلى الخطر في أي لحظة والتعبير عن عدم استعدادهم لادارة المباريات في المستقبل اذا لم توجد الضمانات الأمنية الكافية لهم فضلا عن اتخاذ موقف من استقالة يونس السلمي وبالتوازي مع ذلك سيلتقي صباح اليوم الثلاثاء حسين أولاد أحمد رئيس ودادية حكام كرة القدم رفقة بعض الحكام مع أنور الحداد رئيس الجامعة للحديث معه مباشرة حول النقاط المشار اليها أعلاه.