لا شك فيه أن ليلة النصف من شعبان ليلة مباركة، فقد ورد في فضلها أحاديث كثيرة، رواها ما لا يقل عن ثلاثة عشر صحابياً، نعم فيها: ما هو صحيح، وما هو حسن، وما هو ضعيف، وما هو موضوع... لكن مجموع الروايات تثبت قطعاً فضل هذه الليلة المباركة. ومن الأحاديث التي وردت في فضلها ما أخرجه الطبراني، وابن حبان وصححه، عن سيدنا معاذ بن جبل رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يطّلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن) والمشاحن: منافق شرير يبعث الشقاق، ويوقد نار العداوة بين المتحابين ليلة الإجابة: إن من أسماء ليلة النصف من شعبان التي سماها بها العلماء: ((ليلة الإجابة)) وذلك لما روي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال خمس ليال لا تُرد فيهن الدعاء : أول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلة الجمعة، وليلة الفطر، وليلة النحر" أخرجه عبد الرزاق في مصنفه عن ابن عمر موقوفاً وقال الإمام الشافعي رضي الله عنه: بلغنا أنه كان يقال: إن الدعاء يُستجاب في خمس ليال: في ليلة الجمعة، وليلة الأضحى، وليلة الفطر، وأول ليلة من رجب،وليلة النصف من شعبان وأنا أستحب كل ما حكيت في هذه الليالي من غير أن يكون فرضاً" "الأم" (1/ 264). والله أعلم. إن على المسلم: أن يلتجأ إلى الله سبحانه تعالى في جميع الأوقات والأحوال، بالعبادات والنوافل والطاعات، فكيف به إذا ما عرف أزماناً يستجاب فيها الدعاء..؟؟ حريٌ به أن يسارع إلى اغتنام هذه المواسم الطيبة..