خرجت من الحجر الصحي لارفه عن نفسي ضئيلا من كثير من اتعابي النفسانية فما راعني الا صوت جدتي يتبع طريقي الزراعي وهي على صهوة حصانها الادهم وحين وصلت قربي ارتمت بين احضاني وهي تشهق وتبكي كأن امرا جللا حل بقبيلتي او بأمها المحاصرة منذ 40 يوما في حظرها الوقائي من اغوال واهوال فيروس كورونا المدمر صمتت بين زفرة واخرى اشد وجيعة لي لانني لم اتعود منها شكوى منذ نكسة فلسطين وضياع الاتحاد العربي حدقت في ملامحها كانت على غير عادتها رهيبة مخيفة وحملقت في مدامعها فوجدت بها شلالات من الدموع رفعت رأسها قليلا ثم همست اليّ: لا تفرط في حكومة وطنك يا حفيدي وانت تعلم كم تعبت من ان اجل ان تثبت قواعد وجودها فوق ارضنا وانت تعلم كم تكبدت من اتعاب من اجل ان تثبت قواعد وحدة احزابها وتذيب كثير عذاباتها من اجل توحيد صفوف رغباتها الوطنية والعربية والعالمية في ظروف وباء كورونا وانت تعرف كم اموالا تصرف من اجل تغطية الحجر الصحي وكم اموالا تصرف من اجل تغطية كلفة العائلات المعوزة التي ارتفعت نسب حاجاتها الاجتماعية منذ 90 يوما فقط...ولذا لا تبخل على حكومتك الراعية لك ولشؤون الشعب باكمله بالاعانة فاليوم عليك وعلى الشعب وغدا عليها وستعود السعادة الاجتماعية..والحياة وجه وقفا متغيرين فيوم المرآة في يد الحكومة ويوم المرآة في وجه الشعب وهكذا دواليك المهم الاهم الا نكسّر المرآة. **2** من يسقط في بئر مهما تكون عبرته من هموم الماضي فانه يحاول جاهدا الا ينظر الى عمق المياه بقدر شدة تركيزه على بؤرة الضوء التي نزل منها ناسيا او لاهيا او خائفا لان الضوء في وضح النهار هو انس فعال للانقاذ وقد تعانقه الصدفه ليعود الى واقعه الفارط لاجلاء ماضيه ووضعه من جديد على سكة الحياة ورغم انني تجاوزت اهوال السقوط وعدت الى اصلي القريب من التسوية المعنوية لعيشي فانه سرعان ما عاد لي الشعور بالياس فوقها رغم تعودي على اعماقها الحالكة والمخيفة في سابق ما مضى من تعب المشاعر وترهل المدارك اذ انني احسست في فترة تجديد صحوتي ان ما احاط بي من يساري ومن يميني قد ضيع تركيزي بين مصيري وضميري ولا تزال رغبتي ان يتحدا على الدوام في لمّ الشمل ليصبحا فعلا شرقي وغربي ....