قبلي: السيطرة على حريق نشب بمقر مؤسسة لتكييف وتعليب التمور    برنامج الجولة الأولى إياب لبطولة الرابطة الاولى لمحموعة التتويج    اقتحام منزل وإطلاق النار على سكّانه في زرمدين: القبض على الفاعل الرئيسي    السجن ضد هذه الإعلامية العربية بتهمة "التحريض على الفجور"    الفنان رشيد الرحموني ضيف الملتقى الثاني للكاريكاتير بالقلعة الكبرى    من بينهم أجنبي: تفكيك شبكتين لترويج المخدرات وايقاف 11 شخص في هذه الجهة    البطلة التونسية أميمة البديوي تحرز الذهب في مصر    مارث: افتتاح ملتقى مارث الدولي للفنون التشكيلية    تحذير من هذه المادة الخطيرة التي تستخدم في صناعة المشروبات الغازية    تونس تحتل المرتبة الثانية عربيا من حيث عدد الباحثين    كرة اليد: الترجي في نهائي بطولة افريقيا للاندية الحائزة على الكؤوس    وزيرة التربية : يجب وضع إستراتيجية ناجعة لتأمين الامتحانات الوطنية    الرئيس الفرنسي : '' أوروبا اليوم فانية و قد تموت ''    باجة: تهاطل الامطار وانخفاض درجات الحرارة سيحسن وضع 30 بالمائة من مساحات الحبوب    قيس سعيّد يتسلّم أوراق اعتماد عبد العزيز محمد عبد الله العيد، سفير البحرين    الڨصرين: حجز كمية من المخدرات والإحتفاظ ب 4 أشخاص    سليانة: أسعار الأضاحي بين 800 دينار إلى 1100 دينار    كاردوزو: سنبذل قصارى جهدنا من أجل بلوغ النهائي القاري ومواصلة إسعاد جماهيرنا    تتويج السينما التونسية في 3 مناسبات في مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة    جريمة شنيعة: يختطف طفلة ال10 أشهر ويغتصبها ثم يقتلها..تفاصيل صادمة!!    قبلي : اختتام الدورة الأولى لمهرجان المسرحي الصغير    جندوبة: 32 مدرسة تشارك في التصفيات الجهوية لمسابقة تحدي القراءة العربي    وفد "مولودية بوسالم" يعود إلى تونس .. ووزير الشباب والرياضة يكرم الفريق    روح الجنوب: إلى الذين لم يبق لهم من عروبتهم سوى عمائمهم والعباءات    لعبة الإبداع والإبتكار في رواية (العاهر)/ج2    الحمامات: وفاة شخص في اصطدام سيّارة بدرّاجة ناريّة    قضية سرقة وتخريب بمصنع الفولاذ بمنزل بورقيبة: هذا ما تقرر في حق الموقوفين..#خبر_عاجل    المهدية : غرق مركب صيد على متنه بحّارة...و الحرس يصدر بلاغا    Titre    أنس جابر تستهل اليوم المشوار في بطولة مدريد للماسترز    التونسي يُبذّر يوميا 12بالمئة من ميزانية غذائه..خبير يوضح    خدمة الدين تزيد ب 3.5 مليارات دينار.. موارد القطاع الخارجي تسعف المالية العمومية    أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الخميس 25 أفريل 2024    رئيس الجمهورية يجدّد في لقائه بوزيرة العدل، التاكيد على الدور التاريخي الموكول للقضاء لتطهير البلاد    الكيان الصهيوني و"تيك توك".. عداوة قد تصل إلى الحظر    ماذا يحدث في حركة الطيران بفرنسا ؟    اليوم: عودة الهدوء بعد تقلّبات جوّية    شهادة ملكية لدارك المسجّلة في دفتر خانة ضاعتلك...شنوا تعمل ؟    شهداء وجرحى في قصف صهيوني على مدينة رفح جنوب قطاع غزة..#خبر_عاجل    الترجي يطالب إدارة صن داونز بالترفيع في عدد التذاكر المخصصة لجماهيره    كأس ايطاليا: أتلانتا يتغلب على فيورينتينا ويضرب موعدا مع جوفنتوس في النهائي    لا ترميه ... فوائد مدهشة ''لقشور'' البيض    كتيّب يروّج للمثلية الجنسية بمعرض تونس للكتاب..ما القصة..؟    أكثر من نصف سكان العالم معرضون لأمراض ينقلها البعوض    "تيك توك" تتعهد بالطعن على قانون أميركي يهدد بحظرها    الجزائر: هزة أرضية في تيزي وزو    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    سعيد في لقائه بالحشاني.. للصدق والإخلاص للوطن مقعد واحد    "انصار الله" يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة صهيونية    اتحاد الفلاحة ينفي ما يروج حول وصول اسعار الاضاحي الى الفي دينار    وزارة الصناعة تكشف عن كلفة انجاز مشروع الربط الكهربائي مع ايطاليا    تونس: نحو إدراج تلاقيح جديدة    اسناد امتياز استغلال المحروقات "سيدي الكيلاني" لفائدة المؤسسة التونسية للأنشطة البترولية    في أول مقابلة لها بعد تشخيص إصابتها به: سيلين ديون تتحدث عن مرضها    دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    مصر: غرق حفيد داعية إسلامي مشهور في نهر النيل    خالد الرجبي مؤسس tunisie booking في ذمة الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاسلام حمى المرأة وحصّن الاسرة المسلمة باعتبارها اللبنة الاساسية لبناء المجتمع
نشر في الفجر نيوز يوم 26 - 01 - 2010

نقله ونشره في الفجرنيوز :هند الهاروني- تونس
بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد صادق الوعد الأمين
تونس في 10 صفر 1431- 26 جانفي 2010
-منقول للإفادة إن شاء الله -
------------------------------------------------------------------------
اكد الداعية الاسلامي محمد راتب النابلسي دور الاسلام في حماية المرأة وتحصين الاسرة المسلمة وتدعيمها باعتبارها اللبنة الاساسية لبناء المجتمع.
وأضاف النابلسي خلال المحاضرة التي القاها الاحد الماضي في منتدى "الدستور" بعنوان "حرية المرأة بين المفهومين الاسلامي والغربي" وقدم لها رئيس التحرير المسؤول لجريدة الدستور الاستاذ محمد حسن التل ، ان الانسان امتاز بالعقل وان الله سبحانه وتعالى كرم الانسان بهذه الميزة الانسانية عن بقية الكائنات الحية الاخرى ، لافتا الى ملَكة العقل التي منحها الله للانسان كقوة ادراكية للتفكير والبحث عن الحقيقة والادراك المتبصر لعظمة الله سبحانه وتعالي.
وأورد الداعية في المحاضرة التي حضرها عدد كبير من المواطنين تجاوز الالف ، عددا من الآيات الكريمة والاحاديث النبوية الشريفة والقصص والعبر الايمانية التي تؤكد أن العلاقة بين الرجل والمرأة في الاسلام مبنية على الاحترام والتقدير وان الرسول عليه الصلاة والسلام كان حريصا على تعميق مفهومي المودة والمعروف وان يسبغ عليها المزيد من الحنان والعطف ، وان تكون العلاقة بين الزوجين حلقة صداقة وتكامل لبناء المؤسسة الزوجية بعلاقات انسانية مبنية على احكام الدين الاسلامي.
واكد الداعية النابلسي ان الاسلام حدد علاقة الرجل بالمرأة بالمساواة بينهما بالمسؤولية والتكريم والتشريف ، مبينا ان آيات قرآنية كريمة حثت على التعاون بين الزوجين بما يضمن حماية الاسرة وصونها من الرذيلة وتأسيسها على روح الايمان السليم.
وأشار الى ان الاسلام اعترف بوجود فوارق نفسية واجتماعية وذهنية وجسدية بين الجنسين ، وتلك الفوارق لا تعتبر عوامل للتمييز بقدر ما تؤكد أنهما متكاملان بالعلاقة والدور الانساني الذي حددته الفطرة والعقل ، وفي نهاية المحاضرة قدم رئيس التحرير المسؤول درع «الدستور» للضيف الكبير باسم الاستاذ سيف الشريف رئيس مجلس الادارة.
رئيس التحرير المسؤول
وقد قدم رئيس التحرير المسؤول الاستاذ محمد حسن التل الداعية النابلسي بكلمة قال قيها:
بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على أعظم خلق الله وأشرفهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم النبي العربي الهاشمي والسلام على العلماء ورثة الأنبياء.
أحييكم اليوم بهذا المساء المبارك باستضافة عالم جليل وأستاذ كبير ، الداعي إلى سبيل الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة ، فضيلة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي ، ليحدثنا عن حرية المرأة بين المفهومين الإسلامي والغربي.
والواقع أن الإسلام كرم المرأة وجعلها بالفعل نصف المجتمع ، وقدمها في كثير من المواقف على الرجال ، واعتبرها الجوهرة المكنونة وابتعد بها عن الابتذال والانحطاط الفكري والجسدي ، وحفظ لها حقوقها المادية والمعنوية والجسدية ، واعتبر المساس بها جريمة.
وقال: ان القران الكريم يزخر بالكثير من الايات الكريمة التي تبين اهمية المرأة وعظم دورها في الحياة وحقها في حرية التفكير والتملك والحركة بشكل يضمن قدسيتها وإنسانيتها. ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "النساء شقائق الرجال" ، وهناك عشرات الاحاديث التي تشير الى اهمية المرأة في الاسلام ، وعظم مكانتها وقدسية مهمتها ، ناهيك عن ان الاسلام اعتبر المساس بالمرأة من اكبر الذنوب والخطايا.
واضاف.. في التاريخ آلاف الصور التي تعكس احترام الاسلام للمرأة وانصافها ، بعيدا عن التنظير الفارغ الذي لا فائدة منه ، ولكن للاسف الشديد في فترات السقوط الاجتماعي التي عصفت بامتنا وحرفتها عن طريقها السليم دفعت المرأة الثمن الباهظ في هذا الانحراف وغابت حريتها بالكامل فاصبحت الاصالة نشازا ، ودفعت المرأة الى التقليد والتبعية في السلوك والتفكير حتى وصلت الى ما وصلت اليه اليوم من تحويلها الى بؤرة لاثارة الغريزة المشوهة والمريضة حيث شكل واقع المرأة في زيها والنظر اليها من باب المتعة فقط احد اهم ملامح واقعها المقيت ، حيث اصبح الكثير ينظر اليها كجزء من المتاع الرخيص ويسخرها في سبيل المال على اختلاف الصور والمواقع.
واكد رئيس التحرير المسؤول ان الدين هو المقياس في التعامل مع المرأة ، وتعامل المرأة مع الاخرين ، اقول هذا لان اصل المشكلة اليوم التي تواجه المرأة ان النظرة اليها سيطرت عليها الغريزة والمتعة دون النظر اليها كطاقة جبارة في المجتمع لديها مهمة مقدسة في المشاركة في الأمة.
واضاف.. مهما حاول المنظّرون ومهما حاول اصحاب الاختراعات الفكرية الجديدة التنظير للدفاع عن المرأة فلن ينجحوا في مسعاهم الا بالعودة الى نظرة الاسلام الى المرأة وتحكيم هذه النظرة في التعامل معها حتى تستقيم المعادلة وتعود المرأة الى المكانة الحقيقية التي ارادها خالقها عز وجل لها.
ولا أريد أن أطيل حتى أفسح المجال لضيفنا الكبير فضيلة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي الغني عن التعريف ، فأهلاً وسهلاً بضيفنا الكبير وبكم.
الدكتور النابلسي
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، وعلى صحابته الغر الميامين ، أمناء دعوته وقادة ألويته ، وارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين.. اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحُول الشهوات إلى جنات القربات.
أيها الإخوة الكرام ، بادئ ذي بدء ، مشكلة أهل النار في النهار مشكلة العلم فقالوا: "لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير" ، لذلك إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم ، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم ، وإذا أردتهما معا فعليك بالعلم ، والعلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كله ، فإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً ، ويظل المرء عالماً ما طلب العلم ، فإذا ظن أنه قد علم فقد جهل فطالب العلم يؤثر الآخرة على الدنيا فيربحهما معاً بينما الجاهل يؤثر الدنيا على الآخرة فيخسرهما معاً.
واضاف.. الجماد شيء له وزن وله أبعاد ثلاثة: طول وعرض وارتفاع ويشغل حيزاً في الفراغ والنبات شيء أيضاً يشغل حيزاً في الفراغ وله أبعاد ثلاثة لكنه ينمو والحيوان شيء يشغل حيزاً في الفراغ وله أبعاد ثلاثة وينمو لكنه يتحرك والإنسان شيء يشغل حيزاً في الفراغ وله أبعاد ثلاثة وينمو كالنبات ويتحرك كبقية المخلوقات لكنه يفكّر ، فإن لم يلب الحاجة العليا فيه هبط عن مستوى انسانيته إلى مستوى لا يليق به. أنت كمخلوق تتميز عن بقية المخلوقات أن الله أودع فيك قوة إدراكية ، لذلك أنت حينما تفكر وتبحث عن الحقيقة تؤكد إنسانيتك ، هذه أول نقطة في هذا اللقاء الطيب.
الأمر الثاني ، لو قرأنا القرآن الكريم (ومن اياته خلق السماوات والارض ) ، أي أن هناك 300 ألف مليون مجرة بالكون ، ومجرتنا درب التبانة مجرة متواضعة جداً على شكل مغزلي ، والمجموعة الشمسية بأكملها نقطة فهذا الكون ما أعظمه ، ومن آياته خلق السماوات والأرض ، مثل بسيط بين الأرض وأقرب نجم ملتهب أربع سنوات ضوئية ، والضوء يقطع في الثانية الواحدة 300 ألف كيلو متر ، فإذا ضربنا ال300 ألف في 60 بالدقيقة ، 60و بالساعة ، و4 سنوات في اليوم 365و في السنة ضرب 4 ، فهذه هي المسافة ، لو ان هناك مركبة بهذا النجم ، طريق معبّد ويوجد مركبة سرعتها 100 ، فبالقسمة على 100 كم ساعة نحتاج؟، وتقسيم 24 كم يوم؟، وتقسيم 365 كم سنة؟، من أجل أن نصل إلى أقرب نجم ملتهب إلى الأرض عدا الشمس نحتاج إلى 50 مليون عام ، 50 مليون عام لأربع سنوات ضوئية ، ونجم القطب 4 آلاف سنة ضوئية ، والمرأة المسلسلة مليوني سنة ضوئية ، وبعض المجرات الآن اكتشفت 24 ألف مليون سنة ضوئية ، الأربعة سنوات تحتاج إلى 50 مليون عام كي تصل إليها بمركبة أرضية ، وال24 ألف مليون (فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم) ، ذكرت هذه اللمحة لتعرفوا ما معنى (ومن آياته خلق السماوات والأرض) ، (ومن آياته الليل والنهار) ، (ومن آياته الشمس والقمر) ، الآن هيئوا انفسكم للآية التالية: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة).. فأنت في الكتابة لا يستقيم أن تقول اشتريت مائة دونم وملعقة ، العطف يقتضي التجانس ، فإذا الله عز وجل قال: (ومن آياته خلق السماوات والأرض) ، (ومن آياته الليل والنهار) ، (ومن آياته الشمس والقمر) ، (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة) ، أول حقيقة من أنفسكم ، إنها إنسانية ، تحب ما تحب ، وتكره ما تكره ، وتسمو كما تسمو ، وتقع كما تقع ، وتخلد في الجنة كما تخلد ، من أنفسكم ، وأية نظرة دونية إلى المرأة نظرة جاهلة ، أو نظرة جاهلية."
بناء الامة
واضاف في حديث لرسول الله "أول من يمسك بحلق الجنة أنا ، فإذا إمرأة تنازعني ، تريد أن تدخل الجنة قبلي ، قلت من هذه يا جبريل؟ هي امرأة ربّت اولادها.. فالحديث طويل.. المرأة التي تربي أولادها تقدم للمجتمع عناصر واعية منضبطة أخلاقياً تسهم في بناء الامة ، هذه المرأة التي تربي أولادها تنازع رسول الله دخول الجنة ، فهذه حقائق في الدين ، لا تنظروا إلى تصورات المجتمع ، هذه تصورات انعكست أو عكست عصورا مختلفة ، عصور فيها تخلف وفيها جهل والمرأة مساوية للرجل تماماً في التكليف وفي التشريف وفي المسؤولية ، مكلفة كما هو مكلّف ، مشرّفة كما هو مشرّف ، مسؤولة كما هو مسؤول ، هذه هي نظرة هذا الدين العظيم.
وقال:أيها الإخوة ، إذن ومن آياته كما أن الكون من آياته وكما أن الشمس والقمر من آياته وكما أن الليل والنهار من آياته ، ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها فلماذا نسكن إليها؟ الزوجان ليسا متشابهين ، بل هما متكاملان الزوج يكمّل نقصه العاطفي بزوجته فيسكن إليها ، والزوجة تكمّل نقصها القيادي بزوجها فتسكن إليه. السكنى تقتضي التكامل لا التشابه (من آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة) شيء عجيب جداً الوقوف عند الكلمتين ، فعندما تكون الزوجة وفق طموح الزوج يحبها ، يحبها في قلبه ويعبر عن حبه لها بالمودة والمودة سلوك ، والمودة هدية والمودة ابتسامة والمودة تلطّف وحينما يكون الزوج ملء عين زوجته تحبه وتعبر عن محبتها له بالمودة (وجعل بينكم مودة) ، فيا رب ما أعظمك ، هذه المؤسسة وجدت لتبقى ، فإن لم يحكم بقاءها المودة يحكم بقاءها الرحمة. كم أسرة مسلمة مرض الزوج وقعد عن العمل وهي تعمل وتطعمه ، كم من زوج أصيبت زوجته بمرض عضال فبقي على خدمتها حتى آخر لحظة ، عظمة هذه الآية أن الذي يجعل هذه المؤسسة وجدت لتبقى أنها بنيت على المودة والرحمة ، على المودة وحدها ، أو الرحمة وحدها ، أو المودة والرحمة معاً.
مكانة المراة
واضاف.. أيها الإخوة ، الآن (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) ، هل هناك من آية أوضح من هذه الآية؟ (لهنّ مثل الذي عليهن بالمعروف) ، كل ما تطلبه من زوجتك تطالبك به ، لكن (وللرجال عليهن درجة) ، بالضبط كالطيار ومعاونه ، فالمعاون طيّار ، ويحمل شهادة عليا ، وبإمكانه أن يقلع بالطائرة وأن يهبط بها ، ولكن في المواقف العصيبة القرار للطيار. بين الزوج وزوجته درجة واحدة ، وللرجال عليهن درجة ، هي درجة القيادة ، فالمركبة تحتاج إلى قائد واحد ، والطائرة إلى طيار واحد ، والباخرة إلى ربّان واحد ، إذن الآية الثانية (ولهن مثل الذي عليهن) هذا هو الإسلام ، هذا هو الدين ، (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) وأروع كلمة هي كلمة بالمعروف ، بالمعروف هذه الفطرة ، أي كل شيء يعرف فطرة معروف ، أنت حينما تلبي طلب أمك فالفطرة تقتضي ذلك. المعروف ما تعارفت عليه النفوس السليمة ، ما تعارفت عليه الفطر السليمة. المعروف من أروع مصطلحات القرآن ، المعروف ما عرفته النفوس بداهة ، ما أكدته فطرة الإنسان ، بنيته ، خصائصه والمنكر ما أنكره الإنسان ، لذلك في بعض البلاد الأوروبية يأتون بالمحلفين ، عشرة أشخاص من الطريق ، هؤلاء على فطرتهم ، تعرض عليهم قضية ، حكمهم مبني على فطرتهم ، لذلك الله عز وجل يقول (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة) درجة القيادة فقط ، فأي زوج يتصور أن بينه وبين إمرأته مسافات شاسعة هو زوج لا يعرف حقيقة هذا الدين.
أيها الاخوة ، سيدنا عمر يمشي في الطريق وقد ركب دابته ، رأى إمرأة فنزل عن دابته ووقف أمامها متأدباً ، أصحابه تعجبوا ، واستمع إليها باهتمام بالغ ، قالوا من هذه التي نزلت عن دابتك من أجلها ، واستمعت لها باهتمام بالغ؟ قال عمر: هذه التي استمع الله إلى شكواها من فوق سبع سماوات.. آية كريمة ، سورة (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله) بكى النبي من شكواها ، قالت: يا رسول الله ، إن زوجي تزوجني وأنا شابة ، ذات أهل ومال وجمال ، فلما كبر سني ونثر بطني وتفرق أهلي قال: أنتً عليّ كظهر أمي. ولي منه أولاد ، إن تركتهم إليه ضاعوا ، أنا أربيهم ، وإن ضممتهم إلي جاعوا ، هو ينفق عليهم ، فبكى النبي صلى الله عليه وسلم. لكن أنظروا إلى الأدوار: أنا أربيهم ، وهو ينفق عليهم. وهذه التي نازعت رسول الله دخول الجنة هي إمرأة ربت أولادها ، لذلك إعلمي أيتها المرأة ، وأعلمي من دونك من النساء ، أن حسن تبعل المرأة زوجها يعدل الجهاد في سبيل الله والجهاد كما تعلمون ذروة سنام الإسلام.
واضاف.. القاضي شُريح لقيه صديقه الفضيلي ، قال: يا شُريح كيف حالك في بيتك؟ قال: والله منذ عشرين عاماً لم أجد ما يعكر صفائي. قال: وكيف ذلك يا شُريح؟ قال: خطبت إمرأة من أسرة صالحة ، فلما كان يوم الزفاف وجدت صلاحاً وكمالاً. أي صلاحاً في دينها وكمالاً في خلقها. فصليت ركعتين شكراً لله على نعمة الزوجة الصالحة ، فلما سلمت من صلاتي وجدت زوجتي تصلي بصلاتي ، وتسلّم بسلامي وتشكر شكري ، فلما خلا البيت من الأهل والأحباب دنوت منها فقالت لي: على رسلك يا أبا أميه ، ثم قامت فخطبت ، قالت: أما بعد فيا أبا أمية إنني إمرأة غريبة لا أعرف ما تحب ولا ما تكره فقل لي ما تحب حتى آتيه وما تكره حتى اجتنبه ، ويا أبا أميه لقد كان لك من نساء قومك من هي كفؤ لك ، وكان لي من رجال قومي من هو كفؤ لي ، ولكن كنت لك زوجة على كتاب الله وسنة رسوله ليقضي الله أمراً كان مفعولا ، فاتقي الله فيّ وامتثل قوله تعالى: إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان.. ثم قعدت. فقال ، فألجأتني إلى أن أخطب وقفت فقلت: أما بعد ، فقد قلتً كلاماً إن تصدقي فيه وتثبتي عليه يكن لك ذخراً وأجراً ، وإن تدعيه يكن حجة عليكً ، أحب كذا وكذا ، وأكره كذا وكذا ، وما وجدتً من حسنة فانشريها ، وما وجدت من سيئة فاستريها.. في بعض الاحاديث ، إني أكره المرأة تخرج من بيتها تشكو على زوجها.. لا يحبها رسول الله ، المرأة المؤمنة ستيرة ، تستر زوجها.
قالت: كيف نزور أهلي وأهلك؟ قال: نزورهم غبّاً مع انقطاع بين الحين والحين لئلا يملونا وفي الحديث الشريف: زر غباً تزدد حباً.. قالت: فمن من الجيران تحب أن أسمح لهن بدخول بيتك ، ومن تكره؟ قال: بنو فلان قوم صالحون ، وبنو فلان قوم غير ذلك.. قال: ومضى علي عام عدت فيه إلى البيت فإذا أم زوجتي عندنا ، رحبت بها أجمل ترحيب ، وكانت قد علمت من ابنتها أنها في أهنأ حال ، قالت لي: يا أبا أمية كيف وجدت زوجتك؟ قلت: والله هي خير زوجة. قالت: يا أبا أميه ، ما أوتي الرجال شراً من المرأة المدللة فوق الحد ، فأدب ما شئت أن تؤدّب ، وهذّب ما شئت أن تهذّب ، ثم التفتت إلى ابنتها تأمرها بحسن السمع والطاعة. ومضى علي عشرون عاماً لم أجد ما يعكر صفائي إلا مرة واحدة كنت فيها أنا الظالم.
الحياة الزوجية
وقال: من القصص التي تأثرت بها ان احد أصدقائي توفيت أمه في الثمانين ، وكان أبوه في التسعين من عمره ، حضرت التعزية ، فبكى الأب بكاءً مراً ، أردت أن أواسيه بعد التعزية فقال لي: والله عشت معها 55 عاماً لم أبت يوماً غاضباً عليها.. بيوت المؤمنين جنة ، لماذا؟ لأن الله بين الزوجين ، كل طرف يخشى الله أن يظلم الطرف الآخر ، الله بينهما ، الزوجة تخشى الله أن تظلمه ، والزوج يخشى الله أن يظلمها. وكل طرف يتقرب إلى الله بخدمة الطرف الآخر.
في درس من دروسي يحضره القاضي الشرعي الأول في سورية ، سألته: كم نسب الطلاق في الشام؟ قال لي: سابقاً 15 بالألف ، والآن 15 بالمائة ، والآن 50 بالمائة. إذا بني الزواج على طاعة الله تولى الله في عليائه التوفيق بين الزوجين ، أما إذا بني على معصية الله يتولى الشيطان التفريق بينهما. ما تواد اثنان في الله ففرق بينهما إلا بذنب أصابه أحدهما.
أيها الاخوة الكرام ، لا زلنا في المرأة ، (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة) ، وهذا الوعد الإلهي فوق المكان والزمان ، فوق الظروف ، فوق المعطيات ، (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة) ، الآية الثانية (فاستجاب لهم ربهم اني لا اضيع عمل عامل منكم من ذكر او انثى بعضكم من بعض) ، ما الإسلام؟ الكتاب والسنة ، هذا القرآن وهذه السنة ، وهذا النبي الكريم المعصوم. الكون قرآن صامت ، والقرآن كون ناطق ، والنبي الكريم قرآن يمشي ، فإذا عامل النبي زوجاته هذه المعاملة فهذا هو الإسلام ، وأي معاملة أخرى بعيدة عن الإسلام بعد الأرض عن السماء ، لذلك ، تأكيداً لهذه المساواة (ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات اعد الله لهم مغفره واجرا عظيما) مساواة مطلقة بين الزوجين.
أيها الإخوة ، أما التوجيه الإلهي (وعاشروهن بالمعروف) والمعروف كما قلت قبل قليل هي الفطرة السليمة. المعروف ما تعارفت عليه الفطر السليمة ، ما تعرفه بداهة.
وبين ان العقل يدلك على الله والفطرة تكشف لك خطأك ، والإنسان يحاسب على عقل هو عند الله كاف لمعرفة الله ، وعلى فطرة هي عند الله كافية لمعرفة الخطأ.
الآن (واتمروا بينكم بمعروف) أي تأمرها وتأمرك ، تنصحها وتنصحك ، واتمروا فعل فيه مشاركة ، أما شاوروهن وخالفوهن فهذا كلام ليس له أصل في الدين إطلاقاً ، فهناك أمور أضيفت إلى الدين ليست من الدين. لكن هناك سؤال كبير ، حينما قال الله عز وجل (وليس الذكر كالأنثى) ، تحدثنا عن المساواة ، إنها مساوية له تماماً في التشريف وفي التكليف وفي المسؤولية. وليس الذكر كالأنثى ، الآن دخلنا في موضوع دقيق ، خصائص الرجل الجسمية والنفسية والاجتماعية كمال مطلق للمهمة التي أنيطت به ، وخصائص المرأة الجسمية والنفسية والاجتماعية كمال مطلق للمهمة التي أنيطت بها ، إذن هما متكاملان وليسا متشابهين.
حرية مقيدة بالواجبات
درسنا في الجامعة كتاب عن الفروق بين الذكور والإناث لمؤلف فرنسي اسمه بياجيه عبارة عن 800 صفحة ، وهو كتاب عالمي ، والله لم أجد له عنوانا أصدق من العنوان التالي (وليس الذكر كالأنثى) ، هناك خصائص ، هذه الخصائص فيها تكامل بين الزوجين ، فعاطفتها شديدة ، إدراكه بعيد ، إرادته قوية مشاعرها جياشة ، هناك بحوث طويلة جداً عن الفرق بين الذكور والاناث توجتها هذه الآية (وليس الذكر كالأنثى).
الآن هذه المرأة التي هي نصف المجتمع كرمها النبي عليه الصلاة والسلام فقال: أكرموا النساء ، فوالله ما أكرمهن إلا كريم ، ولا أهانهن إلا لئيم ، يغلبن كل كريم ، ويغلبهن لئيم ، وانا أحب أن أكون كريماً مغلوباً من أن أكون لئيماً غالباً. من هذه التوجيهات النبوية إعلمي أيتها المرأة ، وأعلمي من دونك من النساء ، أن حسن تبعل المرأة زوجها يعدل الجهاد في سبيل الله. هناك حرية لكنها مقيدة بالواجبات ، هناك حرية للزوج وحرية للزوجة ، لكن هذه الحرية مرتبطة بالمنهج الإلهي ، الحرية المطلقة فوضى ، وقيود مطلقة عبودية ، الإسلام وسط ، أعطى الرجل حرية ، وأعطى المرأة حرية ، لكن الرجل قيده بواجبات تجاه زوجته والمرأة قيدها بواجبات تجاه زوجها.
نحن ينقصنا العلم ، صدقوا ولا أبالغ لو عرف الزوج وعرفت الزوجة حقوق كل طرف لكنا في حال غير هذا الحال ، الجهل أعدى أعداء الدين ، والجاهل يفعل في نفسه ما لا يستطيع عدوه أن يفعله به. ماذا قال النبي الكريم عن المرأة ، قال: إنهن المؤنسات الغاليات. كان إذا دخل بيته بسّاماً ضحاكاً ، وكان يقول: الحمد لله الذي رزقني حب عائشة. كان يقول: خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي.. الإنسان خارج بيته أناقته متعلقة بعمله ، وابتسامته ومصافحته وتواضعه جميعها أيضاً متعلقة بعمله ، فهذه كلها من مصالحه ، لكن إذا دخل إلى بيته لا يوجد عليه رقيب ولا حسيب فهو الآمر المطلق ، فكل أخلاق الإنسان متعلقة في بيته ، هذا معنى قول النبي الكريم: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي) ، فالخيرية في البيت ، لا تقيس اخلاقك بسمعتك في الوظيفة ، بل بسمعتك في البيت. أنا أعلم علم اليقين أن هناك أزواجا شردوا عن الله عز وجل ، فلما اصطلحوا مع الله تقسم بالله زوجاتهم أنهم تغيروا 180 درجة ، بتواضعه وبلطفه وبلينه ، فزوجته أحق الناس بابتسامته وبثنائه ، فهناك أخطاء كبيرة ، وصدقوا بأن هناك في العالم الإسلامي بيوتا كالجحيم تماماً من بعدها عن الله ، من بعدها عن الحقوق والواجبات. كان عليه الصلاة والسلام يقوم بفاطمة إكراماً لها ، عندما جاءته فاطمة ضمها وشمها ، وقال: ريحانة أشمها وعلى الله رزقها..
تربية الاولاد
وقال.. لي صديق رزقه الله سبع بنات متتاليات ، كلما تأتيه بنت يقدم هدية ثمينة جداً لزوجته ، فهذا إنسان حضاري. بالمناسبة ، علميا ليس للزوجة علاقة إطلاقاً بالذكر والأنثى ، (وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى. من نطفة إذا تُمنى) ، فهناك جاهلية.
أيها الاخوة ، لما فتح النبي مكة المكرمة دعته ساداتها ليبيت عندهم ، فقال: انصبوا لي خيمة عند قبر خديجة ، وركز لواء النصر أمام قبرها ليعلم العالم كله أن هذه المرأة التي في القبر شريكته في النصر.
أيها الإخوة ، لدينا في التاريخ قصصا دقيقة جداً ، إمرأة كرهت زوجها ، فطلبت أن تفترق عنه ، قال لها النبي الكريم: لو تراجعيه. قالت: أفتأمرني. قال: لا ، إنما أنا شفيع.. فلم يقبل النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل مكانته في النبوة بالتدخل في إمرأة تكره زوجها. الشيء الغريب أنه خطب امرأة فاعتذرت ، هل تصدقون أن إمرأة أتيح لها أن تكون زوجة رسول الله عليه الصلاة والسلام فتعتذر؟ فلما سألها عن السبب قالت: يا رسول الله ، إن لي خمسة أولاد ، أخاف إن قمت بحقك أن أقصر في حقهم فيحاسبني الله ، وأخاف إن قمت بحقهم أن أقصر في حقك..
أقول ، ولا أدري مدى قبول هذه الفكرة ، لو أن إمرأة تحب الله كثيراً كثيراً ، وقامت لقيام الليل وصلّت ركعات مديدة ، وبقيت والدموع سالت على الأرض من شدة محبتها لله ، والساعة السادسة تعبت كثيراً ولديها خمسة أبناء ، قالت لأولادها بأن يهتموا بأنفسهم ، فالغرفة باردة ولا يوجد طعام ، فقصرت في أمور أبنائها ، هذه المرأة لو قامت قبل الشمس بنصف ساعة وقامت باعداد الطعام لأبنائها وقامت بواجبها تجاههم فهذه المرأة التي عبدت ربها فيما أقامها أقرب إلى الله مليون مرة من التي أمضت الليل كله في البكاء والسجود لله تبارك وتعالى ، لأن الله عز وجل جعل عبادة الهوية ، أنت من؟ أنت قوي؟ عبادتك الأولى احقاق الحق وإبطال الباطل ، أنت غني ، العبادة الاولى إنفاق المال ، أنت عالم العبادة الأولى الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله ، الآن أنت إمرأة ، العبادة الاولى رعاية الزوج والأولاد ، المرأة التي ترعى زوجها وأولادها كما قال النبي الكريم: إعلمي أيتها المرأة وأعلمي من دونك من النساء أن حسن تبعّل المرأة زوجها يعدل الجهاد في سبيل الله.
واضاف.. ايها الإخوة الكرام ، فرعون ، وما أدراكم ما فرعون ، بجبروته وبطغيانه وبقوته وببطشه لحكمة بالغة بالغة بالغة جعل إمرأته صدّيقة النساء ، ولن يستطع أن يجبرها على أن تعبده من دون الله (وضرب الله مثلا للذين امنوا امراة فرعون اذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين ).
أيها الإخوة ، ماشطة إبنة فرعون ، هذه الماشطة وقع من يدها المشط ، فقالت: سبحان الله. قالت بنت فرعون: ألكً إله غير أبي؟ قالت: الله ربي وربكً ورب أبيكً.. أخبرت أباها ، فجاء بها فرعون وجاء بأولادها الخمسة ، ووضع أمامها قدراً من الزيت يغلي ، وأمسك ولدها الأول ، قال لها: ألكً إله غيري؟ قالت: الله ربي وربك.. فألقى هذا الولد في الزيت حتى انفصلت عظامه عن لحمه. وأمسك الولد الثاني ، قال لها: ألكً إله غيري؟ قالت: الله ربي وربك. ألقاه في القدر حتى انفصلت عظامه عن لحمه. أمسك الثالث والرابع وفعل كما فعل بالأول والثاني.. أمسك الخامس ، وكان رضيعاً ، قال لها: ألكً إله غيري؟ فسكتت -القصة في صحيحي البخاري ومسلم - ، فأنطق الله ابنها الرضيع ، قال: يا أمي اثبتي أنتً على حق.. فقالت: الله ربي وربك. فألقاه في القدر.. ثم ألقاها في القدر.. في أثناء الإسراء والمعراج شمّ النبي صلى الله عليه وسلم رائحة ما شم مثلها قبل ، قال: يا جبريل ما هذه الرائحة؟ وكانت الرائحة طيبة جداً.. قال: هذه رائحة ماشطة ابنة فرعون.. فهل هناك بطولة كهذه البطولة؟ أن تقف أمام أكبر طاغية جبار وأن يضع أولادها جميعاً في القدر وتقول: الله ربي وربك..
إمرأة عمران ، والله أتمنى على كل أخت مؤمنة أن تقول كما قالت إمرأة عمران (ربي إني نذرت لك ما في بطني محررا انك انت السميع العليم) ، بالمناسبة ، وهذه حقيقة مُرّة ، لم يبق في أيدي المسلمين من ورقة رابحة إلا أولادهم ، هذا الابن اجعليه نذراً لله ، أن يكون عالماً ، أن يكون داعية ، علميه ، والله ما نحتاجه الآن أولادنا ، ولو بلغتم أعلى مرتبة في الدنيا ، ولو جمعتم أكبر ثروة ، ولم يكن الابن كما ينبغي فنحن أشقى الناس.. الورقة الرابحة الوحيدة التي بقيت في أيدينا ، كنت في أميركا مرة ، قلت لهم: لو بلغتم منصباً ككلينتون ، وثروة كأوناسيس ، وعلماً كآينشتاين ، ولم يكن ابنك كما تتمنى فأنت أشقى الناس.
وقال: صدقوا ولا أبالغ ، الآية الكريمة (ولا يخرجنكما من الجنة..) بحسب قواعد اللغة (فتشقيا) والآية (فتشقى) ، قال علماء التفسير: هذا إيجاز ، لأن شقاء الرجل شقاء حكمي لزوجته ، فقال تعالى (ولا يخرجنكما من الجنة فتشقى) ، وأنا أقول قياساً على هذه الحقيقة ، شقاء الأولاد شقاء حكمي لآبائهم وأمهاتهم..
كنت في أميركا ، حياتهم رائعة جداً ، رغيدة ، بيوت جميلة ، غابات ، كل شيء كما يتمنى الإنسان ، فإذا سألتهم عن أولادهم كأن خنجراً طعنوا به ، ابنه منحرف ، ابنه لا يقبل أن ينتسب لهذه الأمة ، ولذلك نحن نريد أن نحبب أبناءنا ببلادنا ، حينما يبتعد الابن عن بلده ربما تعلق بالغرب وانعتق منه.
أيها الاخوة ، الشيء الدقيق جداً جداً أن الإنسان حينما يبتعد عن الله عز وجل يكون شقاؤه بأولاده الذين شردوا عن الله عز وجل ، والله لو أن الإنسان يعلم ما هي السعادة التي تتسرب إلى قلبه حينما يربي أولاده ، اكدها القرآن الكريم أساساً قال (ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين اماما)..
التماسك الاسري
أردت في هذا اللقاء الطيب أن أبين لكم مكانة المرأة في الإسلام ، هي حرة ، لكن المنهج قيدها ، الإيمان قيد الفتك ، أما الحرية ليست واردة ، الحرية المطلقة فعلها الغرب فعاشوا حياة لا تحتمل ، بالغرب هناك قصص لا يعلمها إلا الله ، فأنا سافرت كثيراً للغرب وللشرق ، وجدت أن من إيجابيات بلادنا الإسلامية التماسك الأسري. كنت في إحدى المرات في استراليا ، وفي المطار ودعني رئيس الجالية الإسلامية وبكى ، قال لي: بلّغ اخواننا أن مزابل الشام خير من جنات استراليا. والله يعيشون حياة تفوق حد الخيال ، فلديهم تنظيم في حياتهم يفوق حد الخيال ، سألته عن السبب ، قال لي: الابن 50 بالمائة ملحد ، وال50 الأخرى هناك حلقة بأذنه ، باليمين تعني شيئا سيئا جداً ، وباليسار أسوأ ، وبالاثنتين أسوأ وأسوأ.. جئت إلى الشام وأبلغتهم الرسالة ، قلت لهم: لكم مني رسالة من استراليا ، وذكرتها. فأردت أن أوضح أكثر ، قلت: واحد طبخ رز بالحليب ، وسكبه في زبادي ، فصفي في القدر (حقاطة) ، فنحن بقي عندنا (حقاطة) مروءة ، (حقاطة) تماسك أسري ، ومودة ورحمة ، فنحن نعيش بآثار بسيطة للدين ، سعداء بهذا الدين ، فلذلك اشكروا الله عز وجل أن لدينا تماسكا أسريا. فأرجو الله سبحانه وتعالى أن يكون هذا الموضوع الذي ألقيته على مسامعكم سبباً للتماسك أو لمزيد من التماسك ، ولمزيد من تربية الأولاد ، لأن قضية الأسرة قضية خطيرة جداً ، فأنت تسعد بسعادة أولادك ، وتشقى بشقائهم ، والحمد لله رب العالمين.
رئيس التحرير المسؤول
شكراً لفضيلة الدكتور النابلسي على هذه المحاضرة القيمة ، والآن نفتح باب الحوار..
الربابعة
الدكتور أحمد الربابعة - أستاذ جامعي قال:بسم الله الرحمن الرحيم ، أنت عالم من علماء الأمة تخاطب العقول ، والدليل على ذلك أن الذين يزورون موقعك الالكتروني في كل يوم يبلغ عددهم مليون زائر ، وهذا شيء عظيم للأمة الإسلامية ، وكما تعلم أنه مع إطلالة القرن الحادي والعشرين ، واستيطان العالم الإسلامي بالحركات الاستعمارية الثقافية ، وصدور بيانات عن جمعيات ثقافية غربية تغزو العالم الإسلامي كاتفاقية سيداو وغيرها ، تتحدث عن تخلخل الأسرة المسلمة ، وتتحدث كذلك عن تفكك المجتمع الإسلامي شيئاً فشيئاً من أجل فك عرى التلاحم في المجتمع الإسلامي ، فحبذا لو ان أستاذنا الفاضل الذي درَست من منهجه ودرّست له في الجامعة ان يحدثنا عن هذه الاتفاقيات الثقافية وخطرها على العالم العربي.
النابلسي
مؤتمرات السكان تسعى للزواج المثلي ، بالنصوص ، ذكر مع ذكر وأنثى مع أنثى وتحتقر الزواج التقليدي ، وتؤمن بالاجهاض الآمن والمسموح به. هذه المؤتمرات تريد أن تجعل المجتمع الإسلامي منحلاً كالمجتمع الغربي ، الآن بالغرب لا يوجد زواج أبداً بل هناك مساكنة ، فأي فتى يسكن مع فتاة وإذا مل منها يركلها بقدمه. كنت في فرنسا وعندما كنت ألقي محاضرات كنت أشعر باعتزاز كبير ، اخوان كرام ، وزوجاتهم محجبات ، لكن عندما تأتي الأوراق أكاد أموت من الألم ، مثلاً شخص أرسل لي ورقة مكتوب فيها: "أستاذ ابنتي تنام مع فتى فرنسي ماذا أفعل؟ ،"لا زواج ولا عقد ولا أي شيء ، بل فقط مساكنة ، فالزواج شيء مهم جداً ، فأتمنى أن تعرفوا قيمة ديننا ، وقيمة هذه البلاد ، نحن بلاد نامية ولدينا أمور كثيرة متعبة ، لكن نحن بالمناسبة لدينا قيم كثيرة جداً ، الاسترالي رئيس الجالية بكى وقال لي كما ذكرت سابقاً ، قال: بلغ اخواننا في الشام أن مزابل الشام خير من جنات أستراليا ، فانتبهوا لأبنائكم واجعلوا بيوتكم جنة ، فالقضية سهلة جداً ، كيف حبك لي ، قال: كعقدة الحبل. صلى الله عليه وسلم لسيدتنا عائشة ، تسأله من حين لآخر: كيف العقدة ، يقول: على حالها. والله بإمكان أي زوج أن يجعل بيته جنة ، وإذا كان بيته جنة فالأولاد سينشأون نشأة عالية جداً.
الخرابشة
علي الخرابشة باحث في علوم القرآن الكريم قال: شيخنا الجليل الذي حضر من النور إلى هذه البلاد التي يحكمنا فيها النور والخير ، ونقدم الشكر لجلالة الملك عبدالله الثاني الذي فتح المساجد وبناها وأنار الطريق وسمح لنا أن نكون دعاة ، ونسمع الدعاة في بلاد الخير الأردن.
شيخنا الكريم ، لو تساءلت أولاً عن رتبة خديجة بنت خويلد وخولة بنت الأزور المقاتلة ، ما هي الرتبة الأكاديمية أو الاجتماعية التي حملتها. أو أردت أن أسأل عن رتبة الجنرال ، أو الجندي الأول ، أو الجندي العاشر خالد بن الوليد. أو عن القاضي عمر بن الخطاب ، أو عن الفهامة باب مدينة العلم سيدنا علي ، أو عن عبدالله بن عباس. أنت تغطي وقت عصرك وهم رضي الله عنهم سبقونا وكانوا نوراً فبعناهم.
شيخنا الجليل ، ما الحل؟، إننا في زمان قد استبين لنا فيه الخير والشر ، ولم يبق شيء إلا وقد أناره الله لنا ، هذه هي الكهرباء وهذه الالكترونيات وهذه الفضائيات وهذه الكتب والصحف مثل صحيفتنا هذه ، لم يبق شيء إلا وقد ميز فيه الخبيث من الطيب.
شيخنا إنني ممن ينظر بنور الله بآية (الله نور السماوات والأرض) ، وأنا مستبشر أن الله قد فضح الغرب والشرق بهذا الكفر وجعل المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله والقرى المباركة التي هي بلاد الشام وما حولها.. والسلام عليكم ورحة الله وبركاته.
النابلسي
إذا صح أن هناك ساحة عليها المبادئ والقيم الكبيرة في الأرض ، دعك من المبادئ الصغيرة ، كان قبل خمسين عاما هناك الشرق والغرب والإسلام ، الشرق الذي آمن بالمجموع ولم يعبأ بالفرد ، والغرب الذي آمن بالفرد ولم يعبأ بالمجموع ، والإسلام هو منهج الله. الذي حصل أن الشرق تداعى من داخله كما رأيتم ، وبقي على الساحة الغرب والإسلام. الآن الغرب قوي جداً ولا يزال ، وذكي جداً وغني جداً ، وطرح قيما سابقة رائعة جداً ، طرح قيمة الحرية الحقيقية وحقوق الإنسان والديمقراطية ، الذي حصل بعد الحادي عشر من أيلول سقط الغرب كحضارة ، بقي قوة غاشمة ، فبقي على هذه الساحة الإسلام وحده.
لذلك يقول أحد العلماء الكبار الأميركان ، الذي هداه الله إلى الإسلام ، قال هذه الكلمة أمام الدكتور زغلول النجار ، عندما قابل الجالية الإسلامية في بريطانيا: أنا لا أصدق أنه يستطيع العالم الإسلامي اللحاق بالغرب على الأقل في المدى المنظور لاتساع الهوة بينهما ، ولكنني مؤمن أشد الإيمان أن العالم كله سيركع أمام أقدام المسلمين ، لا لأنهم أقوياء ولكن لأن خلاص العالم بالإسلام. الغرب انتهى والشرق انتهى ، وكل النظم الوضعية انتهت ، ولم يبق إلا الإسلام ، فالأمل في الإسلام ، لذلك أتمنى على كل مسلم أن يرعى هذا الإسلام والدين العظيم دون أن يؤتى من قبله ، لكن قال بشرط ، هذا الشرط ورقة العمل لنا ، أن يحسنوا فهم دينهم ، أن يحسنوا تطبيقه ، أن يحسنوا عرضه على الطرف الآخر.
كنت في فرنسا ، يدخل في الإسلام يومياً 50 فرنسياً من أصل فرنسي ، وفي أميركا 33 إنسانا أميركيا يدخل في الإسلام ، حتى أننا سمعنا قصة قبل أيام أن هناك ضابطا أميركيا كبيرا من أصل صيني يتولى تعذيب المسلمين في غوانتانامو ، هو لديه آلات مخيفة ، إذا عذّب مسلماً لا يتأثر تأثراً شديداً ، فلفت نظره في حالة غير طبيعية ، فسألهم عن السبب ، قالوا بأن هذا بسبب ديننا ، فهم يعذبون عذاباً لا يحتمل وهم هادئون ، فأقنعوه في الدين فأسلم ، فوضعوه سجينا في غوانتانامو.
المعايطة
الدكتور صالح المعايطة قال: أحياناً نسمع بين مفهومين ، ونحن لسنا متعمقين في قدراتنا على التأثير والإقناع ، بين من ينادي بعصرنة الإسلام ومن ينادي بأسلمة العصر ، وأرجو منك أن توضح لنا العلاقة بين الأخلاق والتقوى ، وهما الأثقلان في الميزان ، وهذا مهم في البعد الاجتماعي والتربوي.
النابلسي
الإسلام ليس تراثاً من صنعنا ، وليس ثقافة عشناها ، الإسلام وحي السماء ، ومعنى وحي السماء لا يقبل التغيير ، ولا التطوير ، ولا الإضافة ، ولا الحذف ، ولا التغيير ، وعندما أضفنا عليه ما ليس منه تقاتلنا في العراق والدماء سالت ، تقاتلنا في الجزائر ، عندما أضفنا عليه ما ليس منه أصبح الإسلام فًرَقاً وطوائف لا تنتهي ، لذلك تقاتلنا ، ولما حذفنا منه ما عُلًم بالضرورة الجهاد ضعفنا ، فعندما تحذف تضعف وعندما تضيف تتقاتل ، فهذا الإسلام ينبغي أن يستمر كما بدأ ، فلذلك الإسلام ممكن أن نطور الخطاب الديني بأساليب عصرية وعلمية ، أما الدين لا يبدل ولا يغيّر.
أقول دائماً الدعوة إلى الله دعوتان ، دعوة خالصة أساسها الاتباع ، أساسها التعاون ، أساسها الاعتراف بالآخر ، أساسها قبول النصيحة. والدعوة إلى الذات مغلفة بدعوة إلى الله ، أساسها الابتداع وأساسها عدم الإخلاص ، التنافس ، وأساسها إلغاء الآخر ، وأساسها عدم قبول النصيحة ، لذلك الذين يختلفون دعوتهم إلى الذات ، يحققون مصالح. فأرى ان الإسلام ليس خطاً إذا خرجت منه مليمتر خرجت منه ، لا ، فالإسلام شريط عريض ، نحتاج هذا المعنى والدليل النبي عليه الصلاة والسلام ، مفهوم لا يصدّق ، وهو مفهوم الوحدة الوطنية والتعايش ، قال: أهل يثرب أمة واحدة. كان في يثرب أوس وثنيون وخزرج وثنيون ، وأوس مسلمون وخزرج مسلمون ، كان هناك نصارى ويهود وموالي وأعراض ، قال: أهل يثرب أمة واحدة ، سلمهم واحدة وحربهم واحدة ، لليهود دينهم ولنا ديننا. فهذا موجود في أول وثيقة ، فإذا كان النبي صاحب دعوة التعايش ، دعوة المواطنة ، الآن العدو وضعنا جميعاً في سلة واحدة ، ينبغي أن نقف جميعاً في خندق واحد.
عنبتاوي
ماهر عنبتاوي قال: نعرف جميعاً أن القرآن الكريم هو كلام الله ، ولكن هناك آية ، أسأل من موقع الجاهل إلى الأستاذ الفاضل العالم ، قال تعالى: (لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفذ البحر قبل أن تنفذ كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا) فهل هناك كلمات لله غير القرآن الكريم لا نعرفها؟
النابلسي
أنا أرى ، والله أعلم ، لو كان البحر مداداً لشرح كلمات ربي ، فهذا القرآن كلام الله ، لو كانت البحار السبعة هي مداد لشرحه لا تنتهي ، ليس الكلمات بل شرح الكلمات ، فعندما نقول: أقرت مجلس الوزراء ، فهل الكرسي أقر أم من على الكرسي؟ بالطبع من على الكرسي ، وهنا معنى كلمات شرح الكلمات ، محذوف شرح الكلمات. لو كان البحر مداداً لشرح كلمات ربي لنفذ البحر قبل أن تنفذ كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا ، والله أعلم.
الدباس
المهندس إبراهيم الدباس قال: بالنسبة لموضوع عمل المرأة ، هل تؤيد أن تكون المرأة أو الأنثى قاضية بالنسبة لطبيعتها العاطفية أو الانثوية الموجودة فيها؟
النابلسي
بشكل عام المرأة مسموح لها أن تعمل وفق الضوابط الشرعية ، إذا لم يكن هناك اختلاط أو تفلت ، فمسموح للمرأة أن تعمل وفق الضوابط الشرعية ، لكن لدينا في الشام قاضية لديها مناوبة ليلية ، تأتي الجرائم الجنسية ، يقول لي الآذن عندما يأتي الشرح التفصيلي للواط او الزنى فينقلب وجهها إلى اللون الأحمر ، فهي إمرأة ، الله عز وجل خلقها تحب الحياء ، طبيعتها حياء ، فهذا وسام شرف لها ، فلا أقول يجوز أو لا يجوز فهذه تحتاج إلى مجمع فقهي. لكني أقول أن المرأة لها خصائص تختلف بها عن الرجل.
ابو صيام
الدكتورة عطاف أبو صيام قالت: بالنسبة للمساواة بين المرأة والرجل ، فهل توافقني أن كلمة مساواة أشعر أنني لا أستطيع الموافقة عليها ، فلو اخترنا كلمة العدل أفضل من كلمة المساواة ، فهناك أمور يمارسها الرجل لا أستطيع أن أمارسها ، وهناك أمور أمارسها أنا ولا يستطيع الرجل ممارستها ، فصعب أن يكون مساواة مطلقة ، لكن إذا استخدمنا العدل بحيث كل إنسان يحصل على ما يحتاجه ضمن وضعه الفسيولوجي ويقوم بواجبه فهذا هو العدل ، فهي أفضل من أن نستخدم كلمة مساواة.
النابلسي
أنا قيّدت المساواة بالتكليف والتشريف والمسؤولية وليس مطلقة ، فالمطلقة هي العدل ، لكن أنا قلت المساواة في التكليف ، فالمرأة تصلي مثل الرجل ، وتصوم وتحج وتؤدي مناسك العمرة ، والمرأة مكلفة بان تكون صادقة وأمينة فهي مكلفة كما هو مكلّف ، وهي مشرّفة كما هو مشرّف ، فعندما النبي الكريم رفض إلا أن يبيت بجانب قبر خديجة وركز لواء النصر أمام قبرها فأعلم العالم أنها مساوية في التشريف ، والمسؤولية المرأة مسؤولة عن زوجها ، فأنا قيدتها بهذا ، أما العدل فمثلاً لديك ابن في الابتدائي تعطيه مصروفا مثلاً نصف دينار ، ولديك ابن في الجامعة تعطيه مصروفا خمسة دنانير فهذا عدل بحيث يتناسب كل شيء مع حاجته.
مساعدة
سيف الدين مساعدة قال: تكلم الشياب وبقي الشباب ، أنا أنقل لك رسالة من الشباب ، راهنوا على الشباب يا فضيلة الشيخ ، لأننا في هذه المرحلة الإعلام موجه ، سواء سيداو أو غير سيداو ، كله موجه على الشباب ، أما الشياب فهم الآن وصلوا إلى مرحلة فكرية متوازنة ، أما الشباب اليوم فهم هدف الغزو ، فلماذا لا تراهنون على الشباب؟
النابلسي
يمكن أنه لا يوجد داعية في الشام يتحدث عن الشباب أكثر مني ، فأنا أقول الشباب هم المستقبل ، إن أردتم لهذه الأمة مستقبلا كريما اعتنوا بالشباب.. الشاب ماذا يريد؟ يريد زوجة ، وبيت ، وفرصة عمل فقط ، وإلا أصبح الشاب قنبلة موقوتة أمام تطرفين ، تطرف تفلتي وتطرف تشددي ، التشددي تكفير وتفجير ، والتفلتي اباحية ، فنحن أمام مشكلة ، والله إن لم تنهض الامة بأكملها من أجل توفير فرص عمل ومسكن وزوجة فلن نضمن لهم المستقبل وسيكون لدينا مشكلة كبيرة.. الآن لا يوجد عمل أفضل من تزويج الشباب ، شاب وشابة ، فالإنسان عندما يتزوج ملك نصف دينه ويصبح منتجا. وبالنسبة للمهور فأعظم النساء بركة أقلهن مهراً ، أعظم النساء بركة أقلهن مؤنة ، فهذه هي المرأة الصالحة لأنها موعودة بالجنة ، فأنا أهتم بالشباب ، فكل حياتي مرهونة للشباب ، لأن الشاب يعني المستقبل ، وللشاب طاقات كبيرة جداً.
االجريدة اليومية الأردنية الدستور


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.