في القضية التي رفعتها ضدّها هيئة الانتخابات: عبير موسى تطلب تجريح رئيس الدائرة المتعهدة    وزير التربية: هناك تنسيق يوميّ مع وزارة الداخلية لحماية التلاميذ الموظّفين    صدور الأمر المتعلّق بإنهاء العمل بآلية تشغيل عملة الحضائر الجهوية والفلاحية    قبلي: نزول كميات هامة من الامطار على عدد من مناطق الولاية واستبشار الفلاحين بها    نيجيريا: مسلحون يختطفون 52 تلميذا من مدرسة    من خلال فيديو ترويجي ..الترجي الرياضي يعلن عودة لاعبه يوسف المساكني    ألعاب التضامن الاسلامي: تونس تحرز برونزية الفرق في سلاح السابر    أبطال إفريقيا: تراكم الإصابات لا تثني الترجي الرياضي عن البحث عن إنطلاقة قوية أمام الملعب المالي    وزير الشباب والرياضة يجتمع برؤساء وممثلي أندية الرابطة الثانية لكرة القدم    عاجل: الترجّي يُعلن عودة يوسف المساكني ''عاد فنّاننا''    عاجل: 7 ولايات معنية بالأمطار الغزيرة...انت وين؟    قليبية: العثور على جثة مفقود داخل بئر في ضيعة فلاحية    انطلاق مهرجان الخط العربي بالجريد في دورته الخامسة    وزيرة الثقافية: مشاريع كبرى وهيكلة جديدة للتراث وخارطة وطنية للمهرجانات ضمن رؤية تنموية 2026–2030    عدنان الشواشي يكشف تفاصيل "البدعة التلفزية" ما بعد الثورة... ويثير موجة تضامن واسعة    رغم فوائده الصحية.. 6 مخاطر محتملة للشاي الأخضر..    رئيس المجلس الوطني للجهات والأقاليم: الثقافة ركنا أساسيا في مسار التنمية والعدالة الاجتماعية في الجمهورية الجديدة    معرض للكتاب والطفل من 24 جانفي الى 08 فيفري 2026 بفضاء طريق قابس مدنين    عاجل: المخدّرات وراء حرق 5 سيّارات بجبل الجلود    10 سنوات سجنا لشاب نفّذ براكاج ضدّ سائق تاكسي في المروج    عاجل/ محكمة المحاسبات تفجرها وهذا ما كشفته..    سناقرية: المساكني «إضافة للترجي حتى لو لعب بفوطة»    عاجل/ حركة النهضة تصدر هذا البلاغ الهام للرأي العام وتكشف..    زلزال يهز هذه المنطقة..وهذه حصيلة الضحايا..خبر_عاجل    مواعيد التأشيرات والرحلات للحجّاج التونسيين    للمرة الأولى.. زراعة قرنية "ثلاثية الأبعاد" في إنسان    كأس ديفيز للتنس: تأهل المنتخب الإسباني للدور نصف النهائي    "مفاجأة" في خطة إنهاء حرب أوكرانيا.. ضمانات غير مسبوقة    في مناقشة مشروع ميزانية وزارة الشؤون الثقافية: انتقادات لضعف أداء القطاع الثقافي وتأخر البرامج والمشاريع    مكسيكية تفوز بلقب "ملكة جمال الكون" 2025    لبنان.. تحديد موعد محاكمة الفنان فضل شاكر أمام المحكمة العسكرية    إيران: الوكالة الذرية خرقت التزاماتها واتفاق القاهرة بات بلا قيمة    المعلّق الذي شغل الناس .. عامر عبد الله موهبة إماراتية بروح تونسية    خطبة الجمعة: الإحسان إلى ذوي القربى    اسألوني .. يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    الضريبة في الإسلام رافد هام من روافد التنمية    طقس الليلة: بقايا أمطار بمناطق الجنوب الشرقي وظهور سحب كثيفة بالشمال    السبت مفتتح شهر جمادي الثانية 1447 هجري..    عاجل: المسرحية التونسية'عطيل وبعد' تحصد 3 جوائز في مهرجان الأردن المسرحي    JMC VIGUS ب 70 مليون : البيك آب اللي كسّر الأسعار في تونس    الشتاء والماكلة: وقتاش ''لازمك تتعشى'' بش تحافظ على صحتك ؟    ضوء خفي يهدد قلبك.. دراسة تكشف خطرا أثناء النوم..!    عاجل/ شخص يضرم النار في خمس سيارات ويحاول حرق السادسة..    قهوة مصنوعة من الصراصير تثير الجدل    التحقيقات شملت 13 متهما من بينهم صديقتها: تفاصيل جديدة في قضية مقتل رحمة لحمر..#خبر_عاجل    عاجل : خبر سار لصغار الفلاحين التونسيين ...اجراءات جديدة و هذه أهمها    يحي الفخراني في تونس    البنك الدولي يؤكد استعداده لدعم تونس في مجال المياه والأمن المائي    قبلي: انطلاق فعاليات شهر التمور من المنتج الى المستهلك بالعاصمة بمشاركة 40 موزعا من قبلي وتوزر    تحذير: انخفاض كبير في درجات الحرارة يوم السبت    العاب التضامن الاسلامي (الرياض 2025) – ميدالية برونزية لميساء البريكي في منافسات الجوجوتسو لوزن تحت 57 كلغ    عودة أيام الصيانة هيونداي «Hyundai Care Days» : ألفا هيونداي موتور وتوتال إنرجيز يجددان التزامهما بحملة ما بعد البيع المميزة من 17 إلى 28 نوفمبر 2025    ترامب يعلن عن موعد ومكان لقائه مع 'خصمه اللدود' زهران ممداني    حيلة زوجان حققا تخفيض مذهل في فاتورة الطاقة    عاجل: جوائز كاف 2025 تُتوّج حكيمي وأسطورة الزمالك شيكابالا في الرباط    الدكتور ذاكر لهيذب: ''ملعقة زيت الزيتون... درعك الأوّل ضد الجلطات''    اريانة:جلسة عمل حول النظر في أعمال اللجنة الجهوية لمتابعة تطور الأسعار وضمان انتظام التزويد    لماذا سمي جمادى الثاني؟ أصل التسمية والأحداث التاريخية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المستاوي يكتب لكم : ذكريات رمضان الحلقة الثالثة

لما باشرت الخطابة في جامع مقرين في الاسبوع الموالي لوفاة الشيخ الوالد رحمه الله كنت في السنة الاخيرة للتخرج من الكلية الزيتونية للشريعة واصول الدين كان ذلك بترشيح من المصلين في الجامع الذين اعتبروا أن ذلك اقل مظاهر الوفاء لشيخهم الذي احبهم وكان بينهم كاحدهم وذلك هواقل ما يقتضيه وفاؤهم له علما وان الشيخ الوالد هو من قدمني لصلاة الجمعة قبل وفاته وكان ذلك بحضور ثلة من الشيوخ من خارج تونس كانوا في زيارة لبلادنا
لم يكن تحمل اعباء الامامة والخطابة في تلك السن المبكرة بالنسبة الي بالامر الصعب فما توفر لي تكوين هو ثمرة الرفقة والملازمة للوالد طيلة حوالي عشر سنوات لااكاد افارقه ولااكاد اغيب عن درس اوخطبة أو محاضرة يلقيها و كان يملي موضوع التفسير وحديث الصباح الذين كان يعدهما للاذاعة الوطنية فضلا عن المراجعة المطبعية لمقالات كل عدد من اعداد مجلة جوهر الاسلام لابالاضافةالى ماحصلته من دراستي في الكلية الزيتونية قسم الفقه والساسية الشرعية فقد كان لي شرف التتلمذ لمشائخ افاضل كانوا البقية الباقية من شيوخ الزيتونة اذكر منهم أصحاب الفضيلةمحمد الشاذلي النيفر ومحمد الحبيب بلخوجة وحسن السهيلي وعبد العزيز بن جعفر وكما ل الدين جعيط وبلقاسم بن خضر والطيب سلامة والطيب بن قمرة واحمد بكير وغيرهم رحمهم الله واسكنهم فراديس جنانه وكنت من الطلبة القلائل جدا من حملة الباكلوريا اداب المتفرغين( ولم يكن الالتحاق بالكليات انذاك يخضع لنظام التوجيه) و بقية الطلبة هم امامعلمون من حملة شهادة الترشيح ( وهؤلاء اتاح لهم فضيلة الشيخ الفاضل ابن عاشور رحمه الله فرصة متابعة دراساتهم الجامعية) اوحملة شهادة التحصيل الزيتوني من اسرة التعليم والموظفين في الادارة وكانت الدراسة في الكلية الزيتونية مسائية من الرابعة إلى الثامنة ليلا وصبيحة الاحد وتتعطل الدروس في الكلية يوم الجمعة
باشرت الامامة في هذاالظرف فلم تكن عبئا ثقيلا ولم تكن الامامة في تلك الفترة مما يغري ولامما يتنافس عليه ( لامن ناحية المنحة المسندة ولامن ناحية اهتماما ت الناس فالامامة في نظر الكثير عبا والتزام)
ترسمت خطى الوالد وسرت على نهجه والتف من حولي رجال افاضل من اصدقاء الوالد من مرتادي جامع مقرين الذين شدوا ازري رحمهم الله واجزل مثوبتهم فضلا عما وجدته من احترام وتقدير من كل اطارات مقرين
ومضيت في هذا المسجد في الخطابة والقاء الدروس واحياء المناسبات الدينية وكان لشهر رمضان في جامع مقرين نكهة خاصة وقد تعزز الجامع بشيخ تولى إلى جانبي خطة امامة الصلوات الخمس وكان بحق رفيق درب هو الشيخ بلقاسم العبيدي رحمه الله وهو اصيل منطقة توزر يحفظ القران عن ظهر قلب على رواية ورش وقد اتاه الله صوتا جميلا و كان على حظ كبير من التمكن في الفقه فتوفر لجامع مقرين الاطار العلمي الديني الذي لم يترك فراغا وكان المصلون ياتونه من كل المناطق المجاورة لاداء صلاة الجمعة ولاداء صلاة التراويح ولحضور الدرس اليومي الذي اتولى القاءه قبل صلاة العشاء درس فيما بين 20و30 دقيقة يكون منطلقه مجموعة أحاديث اسردها من كتاب الترغيب والترهيب للحافظ المنذري اتوقف عند احدأحاديث الباب في شرح مبسط يشد جمهور المصلين المتقاطرين على المسجد لحضور الدرس والانصات للقران الكريم يرتل ترتيلا بصوت جميل
ليال مشرقة تخشع فيها القلوب لسماع كلام الله يتلى ويرتل ترتيلا وتدمع العيون وترتفع الدعوات الخاشعات إلى الله من الجموع الكبيرة من مختلف الفئات صغارا وكبارا ونساء ورجالا الذين يكتض بهم المسجد وصحنه الفسيح هكذا كل ليلة إلى اخر الشهر في العشر الاواخر
وليلة السابع والعشرين ليلة الختم ليلة مشهود ة نعد لها الاعداد الكبير من كل النواحي تسبق هذ الليلة حملة اقوم بها بين المصلين لجمع ما اسميه مكافاة وليس أجرا للشيخ بلقاسم العبيدي رحمه الله على المجهود الذي بذله طيلة شهر كامل ويجتمع له الخير والبركة وهي المناسبة الوحيد ةالتي اقوم فيها بجمع التبرعات وحتى إذا احتاج الجامع إلى بعض اوجه الصيانة اوالتاثيث اوالانارة فاني لاازيد على أن اشير بذلك ليتكلف محسن باللازم وياتي بمن يقوم بالاشغال ويتولى خلاصه مباشرة فقد رايت أن ذلك اسلم واكثر طمانة للانفس وابعد عن كل ريب خصوصا وان مرضى القلوب لايخلو منهم مكان والحمدلله على السلامة
ليلة ختم التراويح ليلة مشهودة يسعى إليهم المصلون من كل احياء مقرين ومن المناطق المجاورة ومن غيرها لايكاد من ياتي متاخرا يجد مكانا كل الشوارع المحيطة بالجامع تزدحم بالسيارات انها ليلة قرانية ربانية اجواء لايمكن وصف السعادة والفرحة بتوفيق الله التي يشعر بها كل من احيا ليالي رمضان إلى أن شهد الختم في جامع مقرين والذي يرجى أن يكون قد صادف ليلةالقدر انها ذكريات لاتنسى
هكذا كانت ليالي ر مضان كما عشتها في جامع مقرين لما يزيد عن 37سنة من عمر الزمان قمت فيها رفقة زميلي ورفيق دربي الشيخ بلقاسم العبيدي رحمه الله وهيئة الجامع بالواجب وفق المتاح والميسور في حرص ما على أن يظل مسجد مقرين كما اراد الله ( وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا)
ومع توالي السنوات اضفت إلى القاء الدرس في جامع مقرين قبل صلاة العشاء انني اصلي بعض الركعات من صلاة التراويح ثم انصرف لالقاء مسامرة دينية كل ليلة من
ليالي رمضان تلبية لدعوات توجه الي استجيب لها إذا كان مكانها يسمح بالوصول اليها مع المحافظة على القيام بدرس جامع مقرين قبل صلاة العشاء
و هكذا طيلة شهر رمضان على امتداد سنوات طويلة القيت مسامرات ومحاضرات من وحي الشهر المبارك امام جمهور اخر هو جمهور متنوع حرصت فيها على أن اقدم له اسلام السماحة والرحمة اسلام اسلام التيسير لاالتعسير والتبشير لا التنفير اسلام الاخوةو التازر والتضامن اسلام الاصالة والتفتح اسلام الاجتهاد والتجديداسلام التعايش والتسامح اسلام علماء الزيتونة وشيوخها الاعلام الاسلام الذي ورثناه ابا عن جدالاسلام الجميل
ظللت والحمدلله اقوم بهذا الجهد على هذا النسق بعون من الله وبتوفيق منه لم تكلفني به اية جهة ولم اتقاضى عليه مقابلا والله على مااقول شهيد فالحمدلله على ذلك
والى الحلقة الثالثة من ذكريات رمضان


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.