صلاة التراويح في جماعة سنة عمرية دعا له بسببها سيدنا علي(نورت بيت الله بالقران نور الله قبرك يا عمر ) مضت الامة على هذه السنة الحميدة تحيي رمضان بالقرآن يرتل ترتيلا تجمع بين الصيام والقيام وقد ورد في الحديث( الصيام والقرآن يشفعان يوم القيامة لصاحبهما) وتونس التي تلقى شعبها الاسلام منذ منتصف القرن الاول للهجرة على ايدي الصحابة الكرام رضي الله عنهم كانت ولا تزال لها مع القران عشرة وصلة متينة لم تنقطع تمثلت في تجليات عديدة وكلها تندرج في سنن حميدة ومنها تلك الاختام القرآنية التي تقام في المساجد والزوايا وفي المنازل تتعطر بها المجالس وتستجاب على اثرها الدعوات وحاشا لله ان يرد دعوة من يدعوه بعد التقرب اليه بافضل ما يتقرب به اليه بعد اداء الفرائض وانه لبيت خرب ذلك البيت الذي لايقرأ فيه القران وللقرآن في رمضان نكهة خاصة وفيه اسرار وتجليات عجيبة وكيف لا ورمضان هو شهر نزول القران(شهر رمضان الذي انزل فيه القران هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) واجر تلاوة القران عظيم فللقارئ بكل حرف يتلوه عشر حسنات والقران في تونس يختم مرة كل اسبوع في جامع الزيتونة وقد كان قبل ا لرابع عشر من جانفي يقرأ على مدار الساعة في جامع الزيتونة ولست ادري لماذا وقع العدول على ذلك العمل القرآني الذي انتفع به الكثير من اهل القران فضلا عما تتنزل بسببه من الرحمات والالطاف الظاهرة والخفية على اهل تونس وهم في امس الحاجة الى مدد القران ويختم القران في المغارة الشاذلية مرة كل عشرة اسابيع وذلك على مدار السنة كل يوم جمعة بين صلاتي المغرب والعشاء وفي شهر رمضان يختم القران في اغلب المساجد بإمامة شيوخ حفظة مهرة تتعالى اصواتهم بالقران يرتلونه ترتيلا وتختص المغارة الشاذلية بترتيب خاص تحرص مشيخة المقام الشاذلي على استمراره ودوامه عمارة للمغارة بافضل ما تعمر به حيث يظل حفيظ المقام الشاذلي( الشيخ فتحي دغفوس امده الله بعونه ) يتابع التراويح التي تقام في المغارة الى ساعة متأخرة من الليل و هذه التراويح تقام مرة واحدة في الاسبوع (يوم الجمعة اي ليلة السبت) ويقرأ فيها عشرون حزبا كاملة ليختم القران كله في شهر رمضان يتداول على القراءة مشايخ حفاظ يحرصون على ان لايفوتهم شرف تحصيل نصيبهم من الاجر والثواب وان يندرجوا في سمط اسلافهم من الشيوخ البررة الذين نذكرمنهم (الشيخين الشاذلي المهيري ومحمد الهادي بلحاج والشيخ المبروك عليهم رحمة الله) و كان الواحد منهم يقرا العشرين حزبا كاملة بمفرده(تبارك الله) وصدق الله العظيم القائل(ولقد يسرنا القران للذكر فهل من مدكر) يتولى الان مشيخة القراء بالمقام الشاذلي الشيخ محمد الكرماوي ويساعده في امامة تراويح سيدي بلحسن مجموعة من الشيوخ الحفاظ ابرزهم واحرصهم على اخذ نصيبه يؤديه على احسن وجه شيخ تسعيني بدأ تقدم سنه عليه في كل شيء الا حفظه للقران الذي يجلجل به صوته في المحراب ليصل الى كل ما يحيط بالمغارة في ساعة متأخرة من الليل مرتفعا الى عنان السماء يصرف به الله البلاء النازل جراء ما يأتيه البعض( هداهم الله ) مما لا يليق بهذا الشهر المبارك الشيخ محمد الرياحي حفظه الله ورعاه ومد في انفاسه من البقية الباقية من اهل القران عرفناه على هذه الحال من التعلق بالقران حفظا وتحفيظا وامامة للصلوات الخمس في عديد المساجد والجوامع منذ اواخر السبعينات من القرن الماضي لا يغيب عن ختم يقام في مناسبة خاصة اوعامة وكا ن يحظى لدى المشائخ ( محمد الشاذلي النيفر ومحمود الباجي والشيخ الوالد الحبيب المستاوي رحمهم الله) بمكانة خاصة وكانوا يتعهدونه بالرعاية خصوصا عندما كان حفيظا لزاوية الولي الصالح سيدي احمد ابن عروس بتونس العاصمة ( وقد كانت مقرا لجمعية المحافظة على القران الكريم) و كان حريصا على هذا الوضع ولكنه اخرج منه ولعل ذلك بسبب ما كان يأتيه من احسان المحسنين( وقديما كان في الناس الحسد ) متعللين بحجج غير مقنعة منها تطهير الزوايا كانه لم يبق في نظرهم من المنكرات في المجتمع الا هذه المعالم التي ياوي اليها المؤمنون فيجدون في رحابها سكينة وطمأنينة وأنسا بجوار اصحابها ممن تظل ارواحهم الزكية ترفرف على اضرحتها'( ولا تزال الزوايا تتعرض الى الاذى الذي بلغ درجة احراقها وترويع روادها وازهاق ارواح القائمين عليها ظلما وعدوانابدعوى محاربة الشرك والحال ان من فيها لا تفترالسنتهم عن ذكر الله وقع كل ذلك بمرائ ومسمع من الهيكل الحكومي المشرف على الشؤون الدينية كان الامر لايعنيه في حين تحركت منددة بهذه التصرفات المشينة هيات اخرى( وزارة الثقافة ومنظمات وطنية ودولية سارعت الى تقديم المساعدة لاصلاح ما افسدته ايدي هؤلاء المعتدين الاثمين تقديرا منها للدورالحضاري والثقافي والعلمي الذي لعبته الزوايا عبر التاريخ فمنها تخرج كبارالعلماء والادباء (والحمدلله فعلى صفحات الصريح الورقية وفي اكثر من مرة نددنا بهذه الممارسات التي لا تمت الى التدين ولا الى التمدن والتحضر بأية صلة وهو ماتناقلته وسائل التواصل الاجتماعي وعممت الوعي بمخاطر هذه الهجمة الوحشية والتي غذتها ودفعت اليها اطراف لم تلبث ان ارتد عليها شرها ) لا اعاد الله على بلادنا تلك الحقبة من الفتنة لقد ظل الشيخ الرياحي ملازما للقران تلاوة وامامة للناس خصوصا في رمضان في عديد المسا جد وفي حلقة التلاوة الاسبوعية بالمغارة الشاذلية وانني شخصيا اسعد كل عام في رمضان( اذا لم اكن في سفر) بسماع هذا الشيخ والصلاة وراءه ويزيدني ما ارى عليه الشيخ محمدالرياحي من اصرار على العطاء القران يبقيان صاحب القران محفوظ بالقران الذي في صدره الم يقل جل من قائل (انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون ) وادعو كل محب للقران ان لا يفوتهاجر وثواب الصلاة خلف الشيخ الرياحي واخوانه منبها في الان نفسه من يذهبون لاول مرة الى المغارة الشاذلية في رمضا ن ان لا يتفاجؤوا بالعدد القليل جداممن يرتادون المغارة لاداء صلاة التراويح في سيدي بلحسن فالعبرة ليست بالعدد حفظ الله الشيخ الرياحي ومد في انفاسه وجازاه الله هو وبقية القراء بسيدي بلحسن خير الجزاء انه سبحانه وتعالى سميع مجيب