*1* على غير العادة اسبق مقالي بالحجة لابي العلاء المعري التي يقول فيها معبرا بالايحاء والافكار والاسرار والابداع البلاغي: "غيرُ مجدٍ في ملّتي واعتقادي نوح باكٍ ولا ترنم شاد وشبيهٌ صوت النعيّ إذا قِيس بصوت البشير في كلّ ناد أبَكَت تلكم الحمامة أم غنّت على فِرْعِ غُصنٍها الميّاد" ....... والان الى بداية فكرتي : تعبت بحثا عن صفاتي التي نشات معي منذ ولادتي الاولى في احضان عالمي وكبرت معي امام كثير التحديات ...تعبت من جولاتي الماراطونية في كثير الطرقات الملتوية والمنحرفة والمنسلخة من قاموس المعاناة اللحظية بحثا عن اثار اقداح ملأتها قبل صيحتى الاولى بعبراتي الجنينية ...وحتى خطواتي الحافيات لم تجد طريقها المعبّد وداومت على الطواف بي في اطول طريق صحرواوي ولما لم تعثر على واحتي التي الفت على جني تمورها في كل شهر من رمضان عدت من جديد ابحث عن عيونها حتى عطشت ...وهربت متعبا عبر الصباح الدقيق . *2* كثيرون هم الذين لا تروق لهم المطالعة الا عبر الورق سواء من كتاب او من جريدة ورقية ومن كثر الغرام بالورق ترى كثيرا من القراء يجدون لذة كبرى تفوق الهواية والغواية الى ما لا نهاية وتبعد عنهم البداية والنهاية لانه مع تجدد البداية ولا يرسم لا في واقعه ولا في خياله النهاية .. والحال هذا من حالي حتى انني تعودت في فترة شبابي على النوم بين هضبتين من الجرائد ....ولولا الحاكمة المنزلية حفظها الله واعانها على كثرة مخالفاتي لواصلت هواياتي ....على كل كنت ولا زلت اطلع يوميا من الصبح على الجرائد والقصص والكتب من خلال عناوينها وعناوين مقالات الكتاب العرب وبعض حكماء الغرب الذين تعودنا على ابداعاتهم واتحسر على ما لم افقه احتضانه بعقلي ولساني ...وتبقى الغبطة منقوصة لانني اشبه من وصل الى عين جارية في جبل ولم يشرب حتى الارتواء ...ويبقى الالم يكبر فيّ لانني اراها قريبة ولا اصل الى مطالعتها ..ورغم انني اكرره السؤال الحارق في شقيه الاول : وماذا لو هربت مما نسيت قراءته معلومة هامة؟ وفي غياب الحل يعاد مرارا نفس السؤال ولكنني اظن انه تعود على مجافاتي .. وحتى ذاكرتي تعودت على المرور بهذا الفراغ وقد اراها تعوضه بكل جديد متجدد على مر تاريخ الايام القادمة وهي تشحنني بالامل وتدثرني بالطموح الذي تلقحه الافكار الجديدة ... والثاني :لماذا يحدث ذلك الاخلال ويعاد ولا اجد له حلا جذريّا ؟مشرقهم غير مشرقنا والفكر ومااختار...ولا اخفي عليكم انه رغم توفر عديد العناوين فان المطالعات لا ترقى اليها كلها ولكن اكتفي بما اصل اليه واتحسر على ما لم افقه احتضانه بعقلي ولساني ...وتبقى الغبطة منقوصة لانني اشبه عطشانا وصل الى عين جارية في جبل ولم يشرب حتى الارتواء ...ويبقى الالم يكبر فيّ لانني اراها قريبة ولا اصل الى مطالعتها... حتى نلتقي :كنت في ما مضى في عهد الجرائد الورقية انام بين حصنين منها على اليمين وعلى اليسار والان تغير الحال مع الجرائد الالكترونية والحاسوب العجيب الغريب لكن تبقى دوما دائمة رائحة الورق المميزة في ذاكرتني ولها عندي عطرها الخاص والمميز الى الان .