تعبي ، كلما احس به حولي من حولي قريب واذا تلمست وجودي احس ببقايا منه قد ترهلت ولم تعد تفي بحاجة الاحساس الى القليل من وجودها في كياني العام لحدود اقامتي واشعر كانني في جوف هَرَمٍ من التأسّي لا تنفعه المواساة ولا بكائيات الخنساء زمن كانت الدموع تزرع على القبور وتسقي التعازي على امتداد حياة الوعي الاسود من طلوع الفجر الى غروب الشمس. اشعر احيانا كثيرة ان افكاري الجامدة والمتجمدة من شدة تجمد وضعي الخاص والعربي منه قد تحولت كلها الى قطب جديد لم استطع ان اتبين اتجاهه :أهو شمالي شرقي ام هو جنوبي غربي ام هو قطب شريطي متدلّ من كون جديد لم اعرف عنه أي شيء من جغرافيا الاكوان تعبت من شدة تعبي وتَعِبَ من شدة تعبي تعبي واضحيت غريبا مضرجا بالاتعاب في متاهات وطني ،فحتى بوصلة اولوياتي ضاعت في الاجواء...ولم اعرف ابجدية تبويبها في محيط جغرافيتي فحتى القطب الشمالي الذي بقي منه ضئيل في ذاكرة ولادتي اراه قد ضيع لي كل الاقطاب ...وحتى النجمة القطبية التي كانت تهديني الى وجهتها لم تعد توحي لي كما كانت بالشمال بما انني لم اعد اعرف من الاتجاهات الا الذي يعترضني وحتى القمر الذي تعود على هزم الهلال ومن شدة هزمه ثار عليها وحافظ على وجوده كهلال دهري ...لم يعرف بعد اكتماله وحافظ على صورته الدهر كله ...واراه بدا يتعود على الاختفاء وراء جبال الهملايا ولم يعد يظهر كما كان في اتجاهه والكواكب غابت عني والشمس والقمر والبقية كالمشتري وزحل لم تعد في في اجواء كوكبنا المحيط او القريب من محيطنا الاصلي تعبت من شدة ضياعي في بيداء تعبي ولم اعد اعرف أي اتجاه اعيده ليعانقني ويسير معي وبي ومعه الى امسي حتى اعيد لي ذاكرتي فحتى تموقعي الحديث غريب الاطوار والنشأة واسال نفسي هل وضعي سليم ام تراني احلم بعالم جديد في مخيلتي ام تراني اصنع ذاكرة عصرية لتعويض السابقة المنقرضة منذ العهد الحجري ...وحيرتي من حيرتي لو اجدني بين الافكار الحائرة بين اتجاه ابني من جديد امسي وبين ضده اهدم مستقبلي بالديناميت الذي يصنعه غضبي الاسطوري في كل لحظة استرجاع اصول رقي فجر غدي ...واعود الى ممارسة انتظار ثورتي على جمودي في محيط من الصمت الدهري ...وتراني اقفز حرا على غدي من اجل تفعيل رغبتي في الرحيل الى قالاكسي كوني البعيد عن كوني المعروف بغربته لغربتي به وحين تجمد حواسي احس بصعوبة ذوبان جبال الثلج التي تحوطني من الجهات 365 ...لكي تزيل عني ولو قليلا الاحساس بالتعب . واختم : تعبت من اطالتي الوقوف في مفترق طرق متاعبي لان المفترق في حد ذاته قد فقد نهائيا اتجاهاته الاربع.