لا شك انه ليس هناك مسلم ذو عقل سليم يشك في ستر الله الواسع ورحمته الشاسعة وعفوه العظيم فعن ابن عمر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يدنى(بضم الياء) المؤمن يوم القيامة من ربه عز وجل حتى يضع عليه كنفه فيقرره بذنوبه فيقول أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول رب اعرف فيقول تعالى فاني قد سترتها عليك في الدنيا وانا اغفرها لك اليوم فيعطى صحيفة حسناته) ولكن لا بد من الاعلام والتذكير انه يشترط في هذا الستر الرباني الكبير وهذا الغفران ان يستر الإنسان نفسه في الدنيا فلا يجهر بما اقترفه من السيئات والذنوب الكبير منها والصغير فان اظهار الفاحشة والتحدث بها امام الناس يعد في حد ذاته فاحشة اخرى بلا لبس او التباس وقد ثبت في صحيح النقل ان الله سبحانه وتعالى لا يحب الجهر بالسوء من القول او الفعل وقد روى الحاكم باسناد حسن عن ابن عمر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال( اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله عنها فمن الم(بتشديد الميم) بشيء منها فليستتر بستر الله) كما روى الإمامان البخاري ومسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان سول الله صلى الله عليه سلم قال( كل امتي معافى الا المجاهرين وان من المجاهرة ان يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله تعالى فيقول( يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عليه) فاستتروا ايها العصاة المذنبون عسى الله ان يغفر لكم ويرحمكم ولا يؤاخذكم بما كنتم تعملون ما دمتم تعترفون بذنوبكم وتستغفرون وتقرؤون قول ربكم الذي به تؤمنون ورحمته وتوبته ترجون (واذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة انه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده و أصلح فانه غفور رحيم) الأنعام55.