تقديم : لو عدت الى التاريخ القديم الى تاريخ الصبا الى امسي لذكريات الطابونة التي لم تكن لتغيب عن كل بيت قلعكبي اذ كانت تتصدر الكشينة أي المطبخ العتيق او الكتشن بالانقليزي ..التي يوشحها عريشها وقتها بعولة الحطب من اجل الطبخ وصناعة خبز الطابونة الذي عرفناه وقتها على عديد الانواع منه خبز الشعير وخبز القمح ومن نسي الخبز المرفوس بالزيت سخنا من طابونته اذكره فقط بقوة شهوته وقوة مذاقه . الخبز التاريخي : قبلا لم يكن السؤال مطروحا عن غياب الخبز من السوق وفقدانه عندما تغلق المخابز ابوابها لان الفرن العربي التقليدي او ( الطابونة) تغطي جميع حاجيات العائلات من الخبز الشهي واللذيذ.. عندما يدخل الغش نعمة ربي نقول على الدنيا السلام ويحاط السؤال بمائة سؤال ، منها : لماذا يلقي اصحاب المخابز الجديدة خبزة الجودة في جيوبنا وبطوننا ثم يسحبونها سرا وعلانية في اقرب الآجال من الاسواق ويصبح خبزهم خبزنا اليومي المعتاد بلا لذة ولا طعمة ،فهل فكروا في الربح السريع وتناسوا الجودة ؟ ام ان الرقابة هي بدورها فقدت نكهة التفعيل والسهر على راحة المواطن ( القلّيل ) ؟ وفي القلعة الكبرى لنا اكثر من مخبزة ، ولا احداها سمحت لمنتوجها بالاستمرار في سلم الجودة الذي يشمل 5 درجات:الجودة والوزن والطعمة والنضج والديزاين، فما الاسباب ياترى؟ في حين ان مخابز المدينة تحافظ على طابع جودتها المعهود ...في بداية التدشين فقط. وحتى خبز الطابونة نخره داء الغش ، بعد ان اصبح تجاريا يباع في الدكاكين ( العطريات،محلات المرطبات وربما قريبا في الصيدليات نظرا لفوائدها الصحية) بثمن غريب ومشط يصل الى حدود 1200 مليما ،(خبزة القمح )وباكثر من ذلك بقليل بالنسبة لخبزة الشعير. وكثيرة هي العائلات التي تسترزق من هذه الصنعة لان المرء مازال يحن الى العتيق والتقليدي والبيولوجي في كل شيء... ورغم ان خبز الطابونة الدياري المكوّن من سميد القمح الصافي والمخمر في وقته والممزوج بزيت الزيتون بتوازن ،لم يعد له طعم الا في المناسبات ... ورغم ان الطابونة تعصرت واصبح وقودها من الغاز الطبيعي ،فان للعتيقة تاج لا يعرفه الا كبارنا من نسائنا او من بقين محافظات على طابونة الجدود الختام :السؤال الذي يعاود طرح نفسه :في هذه الخاتمة الموجزة لماذا ضيعنا نكهمة قديمنا وتاريخنا وهنا اذكر بان طبخ لحم العلوش غابت عنه نكهته حتي في الماضي كان من يفطر او يتعشى كسكسيا قلعيا بلحم الخروف تبقى نكهته يوما بحاله ....تصاحبه القناعة بالاشباع اياما.