كان شهر رمضان لهذا العام شهرا استثنائيا بسبب الكورونا ولكنه كان شهرا متميزا بالنسبة الي وبالنسبة للكثيرين غيري.كل حسب ما اتيح له ورسمه لنفسه في هذا الشهر الذي مر بفضل بسلام وبألطاف إلهية حفت ببلادنا وبكل الانسانية ولاشك انه بالاضافة إلى الجهود المشكورة التي بذلت من طرف كل الجهات المعنية (الصحية بدرجة اولى) فان الله ولا شك قد لطف بنا واستجاب لما ارتفعت اليه من دعوات وضراعات واذكار سائلة منه اللطف والعفو والعافية وكما يقال دفع الله ماكان اعظم. وما كان اعظم لا يعلمه الا الله .والحمد لله حمدا كثيرا مباركا فيه. فلاول مرة منذ ما يقارب 30 سنة اقضي هذا الشهر كله من اول يوم إلى اخر يوم لم أغتدرباب منزلي الخارجي الا مرات تعد على اصابع اليدين واعود بعدها على عجل ملتزما بقواعد الحجر الصحي. - كنت طيلة الشهر بين غرفة نومي وقاعة الاستقبال التي حولناها (انا والاسرة) إلى قاعة لصلاة القيام والتهجد و بين مكتبتي العامرة بالقديم والجديد من نفائس الكتب والتي كان للحجر الصحي فضل كي اعود إلى ما تحتويه من ذخائر اتنهد وانا اراها و لااستطيع ان اطلع على اقل القليل مما فيها وانا في هذه المرحلة من عمري الذي اصبح شيئا فشيئا يتقدم و انا أتحسر على ما اضعته من اوقات منصرفا عن مكتبتي بصوارف لم تكن كلها لابد منها .و بين الحديقة ازيل قبل حلول وقت الافطار حشائشها واستمتع بخضرتها لاول مرة بقضل الحجر الصحي. -حقيقة انه نسق رمضاني لاعهد لي به سابقا واحمد الله انني تأقلمت فيه مع ما فرضته علي وعلى غيري (الكورونا )وهو نسق اهم ما فيه اضافة إلى الاشراقات الروحانية والنفحات الربانية والتي هي من بركات شهر رمضان المبارك وهو الشهر الوحيد المذكور في القران الكريم.( شهر رمضان الذي انزل فيه القران هدى للناس وبينا ت من الهدى والفرقان.)وقد تيسر لي مع افراد أسرتي ختم القران في ليلة التاسع والعشرين من الشهر ونسال الله ان يتقبل منا مابه دعوناه وسألناه في تلك الليلة وما سبقها من ليالي رمضان انه سبحانه وتعالى سميع مجيب. -اهم ما عشته في شهر رمضان شخصيا هو ما وفقت إليه من عطاء متواصل يكاد يكون يوميا مع إخواني الصائمين ليس فقط في تونس بل وحيث يصل البث الافتراضي الذي وجدت فيه العوض عن كل ما هو ورقي. وبما ان شهر رمضان هو شهر القران فقد عرفت القراء من خلال( الصريح اونلاين) على ثلة من اهل القران الذين هم اهل الله وخاصته من شيوخ تونس واعلامها الذين ابلوا البلاء الحسن في خدمة القران الكريم تحفيظا وتعليما لقواعد ترتيله ونشرا لكتاتيبه و رسما لقواعد ضبطه و إمامة به للمصلين في صلاة القيام وترجمة لمعانيه وتفسيرا لاياته رحمهم الله واجزل مثوبتهم. - وقبل ذلك استعرضت بعض ذكرياتي الرمضانية في سنوات مضت هنا في تونس وهناك في فرنسا والمغرب وفي الامارات وفي الحرمين الشريفين. - و تفاعلت فقهيا مع ( جائحة الكورونا) وما اقتضته من حجر صحي و بيان هدي الاسلام في الحفاظ على الصحة والسلامة عملا بما جاء في كتاب الله العزيز وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما استنبطه العلماء من قواعد فقهية مجسمة لمقاصد الشريعة السمحة و بيان حكم الشرع في ما ترتب عن( الكورونا ) من تعليق الصلوات الخمس جماعة في المساجد وصلاتي الجمعة والعيد وكيفية التعامل مع ضحايا (الكورونا ) تغسيلا وتكفينا و صلاة جنازة ودفنا وعممت الافادة بما اطلعت عليه ووصلني من بيانات فقهية صادرة عن هيئات شرعية كبرى( الازهر. ومجمع الفقه الاسلامي الدولي بجدة وهيئة الافتاء بدولة الامارات العربية المتحدة). - ولم يفتني التنويه بمبادرة هيئة الأخوة الانسانية التي دعت إلى اقامة صلاة من طرف أتباع كل الديانات بمبادرة من فضيلة شيخ الازهر وقداسة بابا الفاتيكان والضراعة إلى الله من اجل رفع وباء (الكورونا) ومعافاة الجميع منه وصادف ذلك بداية العشر الاواخر من شهر رمضان المبارك.. - وحييت اليوم العالمي16ماي للعيش معا بسلام وهو اليوم الذي اعلنته الاممالمتحدة بمبادرة من الجمعية العلوية العالمية والذي جاء وباء الكورونا مؤكدا لاهميته بل و ضرورته لما فيه تحقيق مصالح الجميع.. - ولم يفتني كذلك ان اقف تحية وترحما على ارواح من غادرونا في اخر شهر رمضان المبارك إلى دار البقاء والذين نذكر منهم (الشيخ صالح كامل صاحب قناة اقرا) والشيخين محمد الغرياني وعلي بوعجيلة( من شيوخ تطاوين) واخرين غيرهم رحمهم الله ورحم كل من غادرونا إلى دار البقاء في مثل هذا الشهر المبارك والذين منهم و قبل45 سنة وفي12 من رمضان الشيخ الوالد الحبيب المستاوي رحمه الله وكانت مناسبة للتذكير بصفحات من جهوده وجهاد ه في خدمة الامة ودينها) . -واضفت إلى هذه الانشطة الرمضانية نافذتين اطللت من خلالهما على القراء من خلال( صفحة فايسبوك) انشاتها تحت الحاح العديد من الاصدقاء والاحباب خصصتها للتقريب وليس شرحا لبعض معاني حكم ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه مشفوعة ببعض الأبيات من الاهيات وضراعات وابتهالات الشيخ الوالد الحبيب المستاوي رحمه الله اخترتها من ديوانه الذي يحمل عنوان ( مع الله). -يضاف إلى ذلك حصة اذاعية يومية رمضانية خفيفة طيلة شهر رمضان اعددتها (لاذاعة تطاوين) التي عرضت علي الفكرة مشكورة فلبيتها وتم تعميم الاستفادة منها من طرف اذاعتي( شمس) في باريس ومرسيليا و(السلام) في ليون بفرنسا كما عممت الاستفادة من خلال صفحة (الفايسبوك ). -واشكر الشكر الجزيل كل السادة الاحبة الذين تفاعلوا تفاعلا ايجابيا مع ما قدمته وبذلته من مجهود بتوفيق وعون من الله طيلة شهر رمضان المبارك وقد تمنوا علي مواصلة العطاء من خلال الفضاء الافتراضي ووعدتهم بذلك. - وكم سعدت واستفدت من حصص وبرامج تلفزية بثتها عدة فضائيات بمناسبة شهر رمضان المبارك ( حصصا متميزة للشيخ احمد الطيب شيخ الازهر و الشيخ خالد الجندي والثلة من الشيوخ الذين استضافهم ودروسا حسنية رمضانية القيت في تسعينيات القرن الماضي والعشرية الاولى من الالفية الثالثة لعلماء وعالمات من المغرب وتسجيلات لخواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي وبعض حصص العلم والإيمان للدكتور مصطفى محمود و تسجيلات لكبار المقرئين رحمهم الله واجزل مثوبتهم) . - واذا كان لابد لهذه الخواطر من نهاية فهو التعبير عما استفدت منه وسعدت به ايما سعادة طيلة ايام وليالي شهر رمضان والمتمثل في تلك المساجلات الهاتفية المليئة بالفوائد والطرائف التي جرت بيني وبين بعض الأخوة الافاضل الذين اخص بالذكر منهم الاساتذة صالح الحاجة وصالح العود وصالح البكاري والطاهر بوسمة وغيرهم بارك الله فيهم وامدهم بالصحة والعافية والهناء. وكل عام وكل رمضان الجميع بخير وبقبول لصالح الأعمال.