ارتفع عدد حالات الإصابة بالحمى التيفيّة في ولاية تطاوين إلى 51 حالة،22 من بينها تخضع حاليا للعلاج بالمستشفى الجهوي والبقية في منازلهم وحالاتهم مستقرة،وفق ما أكده لنا -مشكورا-،اليوم الاثنين 15 جوان 2020،المدير الجهوي للصحة بتطاوين ابراهيم غرغار .. وأشار غرغار إلى أن ثلثي الإصابات كانت بسبب احتساء شراب"اللاقمي"،الفاقد لشروط حفظ الصحة والمتأتي أغلبه من خارج الولاية،وذلك حسب ما كشفت عنه التحاليل الأولية،التي أثبتت أيضا عدم تسبب مياه الشرب في أية حالة إصابة،على حد قوله،وذلك في انتظار الحصول على باقي التحاليل من المخبر الجهوي. مؤكد في ذات السياق،أن الإدارة الجهوية للصحة بتطاوين وضعت خطة استراتيجية للتوعية الصحية لعائلات المصابين خاصة في مجال حفظ الصحة. ختاما أشير إلى أنّ،إنتاج عصي"اللاقمي"في واحات الجنوب التونسي،قديمة قدم أشجار النخيل في هذه المناطق.وهو في الأصل مشروب حلو غير مخمّر يقع تقديمه في المناسبات.وبقي على طبيعته،يقع انتاجه طبقا لما توارثه الآباء عن الأجداد،وهو مورد رزق للعديد من العائلات في عدة ولايات يكثر فيها شجر النخيل. يقول لي أحد الباعة:"ممن اختصوا في بيع اللاقمي-الحلو-غير المخمّر إن هذه الثروة أصبحت مهددة. ويوضح هؤلاء أن تحويل هذا المشروب الى مادة مسكرة بات يعرّضهم للتبعات القانونية،فأصبحوا مطاردين من الدوريات الأمنية خشية أن يقع تحويل العصير إلى مشروبات كحولية. لكن-أحد الباعة يوكّد لي-أن الحل يأتي عبر تقنين إنتاج "اللاقمي المخمّر"ومراقبة مصنّعيه،خاصة وأن المادة الأولية متوفّرة ونبعها لا ينضب. ملاحظة أخيرة أسوقها إلى قرائنا الكرام ولهم حق التفاعل والتعليق:"في كل مساء وفي وقت محدد سلفا،تلتقي مجموعة من الشباب يتوزعون على حلقات في واحات قفصة لشرب عصير النخيل،الذي يعرف لدى ابناء الجنوب التونسي ب”اللاقمي".وهو عصير يضاف له بعض المركبات الكيميائية ليصبح شرابا مسكرا." وعلى أنغام المطرب الشعبي"بلقاسم بوقنّة"تتواصل السهرة في الواحة حتى مطلع الفجر." لست أنا القائل..بل أحد الباعة-كما أسلفت-لهذا" السائل العجيب!!"-على حد قوله.. ليس لديّ تعليق.. !