بعد تقديم مطوّل منمّق رنّان مثقّل بتلك النّعوت المستعارة المنتفخة فخفخة و فشفشة و التي يمكن تلافيها و يُستحسن إختصارها في كلمة فنّان ، يقف المنشّط الممتنّ الولهان مستقبِلا ضيفته النّجمة الخارقة سيّدة الطّرب و نابغة كلّ الأزمان ، وهي تترسّل في مشيَتها كالبطّة المترنّحة و تتبخر كالأطواس المتباهية بريشها المنفوش البرّاق المزدان. وبعد أن تتربّع على أريكة الضيّافة و تشبَع تصفيقا و تهليلا من لدن جمهور المنوّعة المسخّر لمهّة "إشعال الأجواء" بأصخب تعابير الإعجاب و الولَه و حُسن الإحتفاء ، ينطلق الحوار الحدث المنشود و تبدء "بطّتنا" في الحديث عن نجاحاتها الفارطة الصّيفيّة و مشاريعها الفنّية المستقبلية و عروضها القادمة المحلّيّة و العربية و حتّى الأوروبية !! و أخيرا ، و بعد هذه الملحمة الحوارية العريضة الطّويلة غير العادية ، يطلب منها "منشّطنا" السّعيد المتنعّم بهذه الإستضافة الرّائدة الرّائعة التّاريخة ، أن تشنّف أسماعنا بوصلة مباشرة غنائية بمصاحبة الفرقة "المسكينة" الموسيقية وهنا تحصل الصّدمة الكبرى و يفتضح أمر هذه "النّجمة" الفشوشة المتطفّلة و يبدأ النّشاز يتطاير دون رحمة بأسماعنا المنكوبة و طبلاتها المعذّبة المتورّمة جرّاء هذه "المعضلة الطّربية" المتعفّنة المتفشّية المتمركزة... و بعد ذلك تريدونني أن أبتلع لساني و أغضّ الطّرف و أصمت أمام هذا العبث الفنّي الصّارخ المجاني..