كلّما أقرأ أو أسمع كلاما فيه عتاب لي على خمود شعلة إبداعي ووَهَن عزائمي و قلّة ثراء متاعي وبقائي باهتا متفرّجا عاجزا في مكاني ، تاركا المجال مفتوحا مباحا يرتع فيه كلّ من هبّ و دبّ من المندسّين المتسلّطين على الفنّ بمعيّة "طائفة" من اللّذين أصبحوا , (...)
لقد إنتظرنا و صمتنا و تسامحنا و صبرنا إلى حدّ لم يبقى لنا بعده ولو بذرة أمل أو فائدة في مواصلة السّكوت عن الوضع الكارثي الشّامل الذي لا يزال يمتدّ و يتضخّم و يتهيّج ولا يُنبئ بأيّ بصيصِ فرَج مُرتَقب يعيد لنا السّكينة و الرّغبة في البناء و السّير ، (...)
" الفنّ معاناة أو لا يكون"
شخصيا لا أعترف ، في المطلق ، بهذه المقولة إلّا إذا كان القصد من المعاناة هو ذلك المجهود المرهِق الإستثنائي الكبير الذي يقوم به المبدِع أثناء لحظات مخاضه الإبداعي الطّويل المُشوِّق العسير بحثا عن الجملة الموسيقية الطّريفة (...)
"حقوق الإنسان" .. بإسم هذه المقولة الرّنّانة التي إبتدعوها ، هناك ، في تلك البلدان ، إستعمروا الشّعوب و لهفوا ثرواتها و دمّروا البنيان و قهروا و قتلوا كم من إنسان..... "حقوق الإنسان" هذه يرفعونها عاليا و يفرضونها فرضا حتّى بقوّة السّلاح ، لتحقيق (...)
"والله ما فاهم شي "..
جملة بسيطة موجزة معبّرة تجسّم شعورنا اليوم ، بعد سنوات من التّمنّي و الإنتظار ، بأنّ الحياة التي كنّا نرجوها قد أُصيبت كلّ مفاصلها بشلل شبه شامل متنامي رهيب ،
و أنّ الحريّة التي اكتسبناها و التي من المفروض أن تنير مسالك طموحنا (...)
من أعماق ذاتي أرسل هذه التحيّة المعطّرة إلى نساء و رجال صفوفنا المتقدّمة من حماة سلامة صحّتنا في هذه المعركة الوبائية الشّرسة التّاريخية ضدّ عدوّ خفيّ خبيث لا يبالي و لا يهادن و لا يرحم ...
تحيّة تقدير و تبجيل و عرفان إلى أبطال و بطلات معسكرنا (...)
إنّه لمن المؤلم أن يقال عن أحبّائنا الطّاعنين في السنّ إنّهم يمثّلون الفئة الأكثر إستهدافا من طرف هذا الفيروس المارد الحديث... و المؤسف أن يقال هذا الكلام ليس كمعلومة مجرّدة طبّية ، لكن كرسالة طمأنة للأغلبية الشّابّة من المجتمع، و كأنّ "كبارنا" هم (...)
الحُفَر و ما أدراك مالحفر.. زينة طرقاتنا و عشيرة عجلاتنا و مُحْدِثة "خضّاتنا" و "فجعاتنا" و مُحسِّنة تعاملنا اللّا إرادي "nos reflexes" عند المفاجآت و ضامنة سلامتنا من عواقب غفواتنا أثناء قيادة سيّاراتنا و درّاجاتنا....
حُفَرنا يا من تتذمّرون من (...)
تُرى... ما هذا الذي يحدث لنا بعد ثورة الحرية والكرامة؟
هل هو مجرّد مفعول عبور غَمامة ، أم هي حالة مرضية مزمنة أفقدتنا صوابنا و غطّت بصيرتنا و ألجمت أفواهنا و أَظْلَمت عقولنا بأغلظ و أدْكن غِمامة؟! .... شوارعنا المُهمَلة المُغَبَّرة المتّسخة ، و (...)
أذكر جيّدا ذلك اليوم من سنة 2015 الذي إنتقل فيه فنّاننا الكبير "الهادي القلّال" رحمه الله ، إلى مثواه الأخير في موكب جنائزيّ صغير أُختُتِم بتأبين رسميّ قصير لهذا الرّجل المبدع المنطفئ في شبه صمت مخجل و عزلة باردة و آخر عمر تعيس حبيس مرير...
لن أحكي (...)
أحيانا أتساءل عن جدوى كتاباتي و عن مآل ثمار كلّ هذه الأوقات المقتطعة من حياتي والتي أقضّيها في إرغام قلمي على تجسيم خواطر ومشاغل فكري و نفحات و خلجات أعماق ذاتي محاولا مدّكم بما يفيدمك و يسلّيكم و راجيا مزيد القرب منكم و نيل شرف المكوث في رحاب (...)
سيّدي الوزير......
إنّ أهل بيت الثّقافة و الفنون ، يمرّون اليوم بظروف جدّ قاسية مشحونة بجميع مسبّبات الشكّ والعجز و الإحباط زادها بؤسا وقتامة وفظاعة ، عدم إكتراث الدّولة بما يحدث لهم ، وإتّضاح حذف ملفّات مشاكلهم حتّى من مُلحقات أولويات سياساتها (...)
هذه الصّورة تذكّرني بتلك الفترة الجميلة التي نلت فيها شرف العمل مع صديقي و أستاذي الفنّان الكبير الطّاهر غرسة ، رحمه الله ، في الحفلات الخاصّة و أجوائها الرّائقة أين كنت أفتتح السّهرات بوصلة غنائية شرقية أقدّم فيها ما لذّ و طاب من الموشّحات و (...)
بصراحة ... و بعيدا عن منطق التّرهيب أو التّشكيك في حسن نيّات المسؤولين على سلامتنا و سلامة فلذات أكبادنا ، أودّ أن ألقى جوابا واضحا شافيا عن سؤال محيّر يشغل اليوم جميع الأولياء و أهل التّعليم : هل نحن أعددنا العُدّة اللّازمة الشّاملة لعودة مدرسية (...)
لو سمحتم ...أعود مرّة ثانية لأبيّن لكم مدى درجة خطورة إصابة بعض "نجوم" و "نجمات" اليوم بأدواء الغرور و العظمة و التّفسّخ و الرّياء ، جرّاء ظنّهم الرّاسخ بأنّه لا معنى للإبداع و لاطعم ولا رائحة إذا لم يكن مغلَّفا بكلّ تلك الإضافات و التّحسينات (...)
أريد أن أفهم....
كم ستكلّفنا عملية ترميم و تجميل مدارسنا المتهاوية المتهالكة التّعيسة المخجلة تلك المنتثرة في كامل تراب تونسنا المعوّلة أساسا على عنصرها البشري المتعلّم المبدع الخلّاق ؟
ألسنا قادرين على جعلها منارات جالبة لترغيب أبنائنا و بناتنا في (...)
أحببنا أم كرهنا ، سوف يبقى هذا الفيروس اللّعين يعيش بيننا لمدّة لا يعلمها إلّا الله.....
فإمّا أن نسلّم بالأمر الواقع و نتعامل معه بحكمة و تعقّل و إنضباط و إمّا أن نتغافل و نتهاون و نستهتر فنخسر كلّ شئ و يصيبنا ما لا طاقة لنا به و لا قدرة على تداركه (...)
بات من المؤكّد أنّ وضع الفنّان سوف يزداد تأزّما و تقهقرا بسبب إستحالة مباشرة عمله لمدّة طويلة لا يعلم نهايتها إلّا الله....
يا أهل الفنّ و جميع باقي المهن الحرّة الأكثر عرضة للتّضرّر من مخلّفات هذه المصيبة الوبائية القاهرة ، قدرنا أن نتعب و نتعذّب و (...)
عندما تطلب مقابلتهم لأمر هامّ يخصّ مشاكل المهنة، تقوم كتاباتهم الخاصّة بتسجيل إسمك و رقم هاتفك و تقول لك :" سوف نتّصل بك " .. وتبقى تنتظر إلى أن تفهم بأنّك لست من أولويات فخامة السّيد المسؤول و تمحي ، نهائيا ، من "مخّك" فرضية نيل شرف فرصة (...)
أتذكّر جيّدا كيف كنّا في أوائل الستّينات نُسرع في مشينا للوصول إلى المدرسة باكرا لتناول فطور الصّباح الذي كان يُقدّم لنا مجانا دون إعتبار للفوارق الإجتماعية..
كنّا نقف في صفوف منظّمة في إنضباط شبه عسكريّ و صمت شامل جليّ ، وكلّ واحد منّا منتظرا دوره (...)
لا يمكن منطقيا و عمليا و بديهيا إرساء الديموقراطية الصحّ دون وجود محكمة دستورية قائمة الذّات يُلتجؤ إليها في كلّ كبيرة و صغيرة كلّما حدثت مشكلة وجب حلّها لتفادي تضارب القراءات المختلفة لفصول الدّستور حسب مزاج و مصلحة الإتّجاهات و النّيات و الأهداف (...)
كلمتان مجتمعتان لم تدخلا دماغي... كلمتان متتاليتان تثيران إستيائي و إستغرابي كلّما نُعِت بهما فنّان أو فنّانة من طينة تلك النّجوم المتلألئة في سماء الغناء العربي..
كلمتان لم يُلقَّب بهما لا محمّد عبد الوهاب و لا أمّ كلثوم و لا فيروز و لا عبد الوهاب (...)
نحن الذين أعدناه و بإستهتارنا و عِنادنا و غرورنا غذّيناه و قوّيناه و أيقظناه...
إعتقدنا أنّنا هزمناه و قطعنا دابره ، نهائيا ، و من أراضينا أطردناه و عن شواغلنا أبعدناه و من مخاوفنا فسخناه...
إغتررنا بنصرنا المؤقّت عليه ، فإحتفلنا و تباهينا و تفاخرنا (...)
بصراحة ، أعجبتني التّسمية "أوسكار ليبيا " وأسعدتني الفكرة و أبهرتني الحركة لما لها من حسّ حضاريّ ثقافيّ رقيق و إعتراف بتألّق المبدع التّونسي من طرف بلد شقيق.
قاعة فخمة مزدانة كبيرة مكتظة بمئات الوجوه الفنّية و الثّقافية و الإعلامية الشّهيرة الجالسة (...)
أصبح اليوم إستخراج مجرّد مضمون ولادة يتطلّب صبرَ أيّوب و لياقةً بدنية خارقة لتحمّل تعب الوقوف في صفّ طويل عريض تحت أشعّة الشّمس الحارقة أو الأمطار الهاطلة و أنت تلهث و تتعرّق
و تتنفّس بصعوبة بسبب تلك الكمّامات الواقية الخانقة....
وبعد ساعات من كلّ (...)