السيد الياس الفخفاخ يرفض الاستقالة من منصبه على رأس الحكومة بل يعلن و بكل ثقة عن استمرار حكومته للاربع سنوات القادمة ، و ذلك على الرغم من شبهة تضارب المصالح التي أكدها رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد وتعهد اللجان البرلمانية و القضاء بالملف و على الرغم كذلك من الموقف الأخير لحركة النهضة التي تمثل اكبر كتلة برلمانية مشاركة في الحكومة ، أكثر من ذلك ، يصوت ممثل التيار الديموقراطي من اجل تصنيف الاخوان في خانة الارهاب في استهداف مباشر وصريح لشريكه في الحكم ، كما يجرؤ قيادي من نفس التيار الديموقراطي على القول بان من يريد توسيع الحكومة ، فعليه بالانسحاب منها !!! لسائل أن يسأل : كيف لمن لا يمتلك أغلبية برلمانية اذا انسحبت النهضة ، أن يكون متأكدا من بقاء حكومته لأربع سنوات قادمة ؟ و كيف لمن علقت به شبهة تضارب مصالح أن يكون واثقا لهذا الحد من بقائه على رأس الحكومة ؟ حقيقة انه لأمر عجيب و لكن اذا عرف السبب بطل العجب ، فالسيد الياس الفخفاخ صاحب الجنسية المزدوجة التونسية الفرنسية ، ليس الا إمتدادا للسادة مهدي جمعة و يوسف الشاهد على رأس الحكومات التونسية المتعاقبة ، و هو الذي تم اقتراحه من حزبا تحيا تونس و التيار و المصادقة عليه من طرف من قبل و في حركة مجانية كتف رئيس فرنسا أمانويل ماكرون عند زيارته الأخيرة ، انه اللوبي الفرنسي يا سادة و الذي ساهم حتى لا نقول اكثر في الاطاحة بحكومة الترويكا و هو المستعد لكل الممارسات حتى لا تخرج السلطة في تونس من تحت تأثيره و هيمنته ، هذا اللوبي سيمارس في الفترة الحالية ، شتى أنواع الضغوط و التهديدات ضد حركة النهضة و ضد كل من سيجرؤ على المطالبة بالاطاحة بحكومة الرئيس ، هل عرفتم الان سر ثقتهم و اطمئنانهم على كراسيهم ! هل زال الان عجبكم من جرأة و وقاحة من لا يملك رصيدا شعبيا و لا برلمانيا يخول له الحكم و لا البقاء فيه ! هل تعلمون سادتي الكرام ، أن الوزير او الرئيس في فرنسا على سبيل المثال ، يستقيل لمجرد شبهة الفساد و تعهد القضاء بالملف ، و ذلك حتى يبتعد عن كل التأويلات من قبيل ممارسة الضغط و التدخل في شؤون القضاء اعتمادا على مركزه في السلطة التنفيذية ! هل تدركون معي ، أننا أمام فرصة ذهبية لارساء تقاليد محاسبة المسؤولين مهما علا شأنهم و التي تمثل عماد الديموقراطية و الحكم الرشيد , يا فرنسا ، ارفعي أيديك عنا و اتركينا و شأننا نواجه و نبني مستقبل وطننا و أجيالنا القادمة بكل وطنية و صدق و اخلاص ، يا فرنسا ، سنحاسبك في يوم ما و ان غدا لناظره لقريب .