رغم أني كنت أفضل أن يبادر رئيس الجمهورية بحوار شامل حول برنامج انقاذ وطني ، يتحدد أثره رئيس الحكومة وتركيبتها ، إلا أن الأمور اتجهت نحو تكرار نفس المنهجية السابقة التي أتمنى أن لا تفضي الى نفس المآلات . في هذا الإطار ، واتعاظا من الأخطاء السابقة و استنادا لجملة من المواصفات التي أعتبر من الضروري توفرها في رئيس الحكومة القادم و منها : _ النزاهة و الشفافية و نظافة الأيدي . _ الجنسية التونسية لا غير ، مع احترامي لأصحاب الجنسيات المزدوجة . _ عدم الانتماء لأي حزب سياسي . _ الثقافة السياسية و الرؤية الاقتصادية و الاجتماعية . _ الخبرة السياسية و ان كانت خارج السلطة ، قبل أو بعد الثورة . _ الشخصية القوية و الشجاعة و القدرة على تحمل الضغوط مهما كان حجمها . _ القدرة على تجميع أوسع طيف سياسي ممكن ينخرط في برنامج توافقي للإنقاذ الوطني و التمتع بعلاقات غير عدائية مع المنظمات الوطنية الكبرى . فأني اتمنى أن نتوفق هاته المرة في بلوغ هدف تكوين حكومة وطنية قوية تستند لأوسع حزام سياسي ممكن ، تنخرط فورا في العمل و الإنجاز بكل صدق وإخلاص و فاعلية . عاشت تونس حرة مستقلة أبد الدهر، و المجد للشهداء...